أخبار العرب في أوروبا- بروكسل
كشفت تقرير صدر عن منظمة “لوست إن يوروب” المتخصصة بالصحافة الاستقصائية، قبل عدة أيام، عن أن أعداد المهاجرين القاصرين الواصلين إلى أوروبا بين عامي 2018 و2020، الذين اختفوا دون أثر، بلغ نحو 18 ألفا.
المنظمة قالت إن الأرقام التي توصلت إليها تدق ناقوس الخطر حيال مصير هؤلاء القاصرين، خاصة وأن السلطات المعنية لا تعلم شيئا عن أماكنهم وظروفهم الحالية.
وتحدث التقرير عن 18 ألف قاصر من المغرب والجزائر وإريتريا وغينيا وأفغانستان فقد أثرهم (أي ما يعادل 17 طفل يوميا)، وأن 90% منهم من الذكور، مشيرا إلى أن حوالي واحد من كل ستة أصغر من 15 عاما.
كما ذكر التقرير أن ما يقرب من 8 آلاف قاصر مغربي (44% من المجموع) اختفوا خلال السنوات الماضية معظمهم في إسبانيا. كذلك فإن 1460 من الجزائر ومن تونس 822 اختفوا ايضا في الدول الأوربية خلال نفس الفترة دون أثر لهم.
الأعداد الحقيقية “قد تكون أكثر“
معدو التقرير الذين جمعوا البيانات من كافة دول الاتحاد الأوروبي (27 دولة)، إضافة إلى النرويج ومولدوفا وسويسرا والمملكة المتحدة، قالوا إن المعلومات المقدمة غالبا ما تكون غير كاملة، ما يوحي بأن الأعداد الحقيقية للأطفال المفقودين قد تكون أعلى من ذلك بكثير.
وتتعدد أسباب الاختفاء وفق المنظمة، إذ إنه وبعد أن يتم إيواء هؤلاء المهاجرين في مراكز الاستقبال، يغادر بعضهم إلى أحد اقاربهم في البلد الذي وصولوه، بينما يجد آخرون عملا في منطقة أخرى، لكن أغلبهم يجبرون على العمل القسري لسداد ديونهم لمهربيهم، وفق ذات التقرير.
كما يقع آخرون ضحايا الجماعات الإجرامية، بما في ذلك شبكات الاتجار بالبشر. وكشفت المنظمة عن شبكات تهريب مراهقين نيجيريين في عدة بلدان.
وبحسب التقرير، سجلت إيطاليا 5775 حالة اختفاء وبلجيكا (2642) واليونان (2118) وإسبانيا (1889) ، ويشير تقرير المنظمة إلى عدم دقة هذه البيانات، لأنه في بعض بلدان الوصول الأول، يتم تسجيل الأطفال كبالغين أو يمر آخرون عبر بلدان لا تسجلهم.
كيفن هايلاندن وهو عضو مجموعة خبراء مجلس أوروبا، قال متحدثا لصحفي من المنظمة أن الطفل الذي يضيع في أوروبا يبقى لوحده يصارع مصيره، مضيفا:” الدول الأوروبية قادرة على تعوضيك إذا تأخرت طائرتك، لكن الطفل الذي تم استغلاله من طرف مهربي الهجر غير الشرعية سيضطر إلى القتال بمفرده”.
في السياق، قالت أدريانا هومولوفا العاملة في منظمة “لوست إن يوروب ” :إن المنظمة تواصلت مع ممثلي وزارات الهجرة والداخلية والشرطة من مختلف البلدان. في غالبية الحالات، كان لدى جميع الدول بيانات عن المهاجرين القاصرين الذين اختفوا على أراضيها.
وأضافت بالقول:”مع ذلك، لم نتمكن من الحصول على إحصاءات من فرنسا وبريطانيا ورومانيا والدنمارك” موضحة بأن “فرنسا هي الدولة الوحيدة التي لم تستجب لطلبنا على الإطلاق”.
اقرأ أيضا: مؤشر مراسلون بلاحدود يُخرج ألمانيا من قائمة الدول الرائدة في حرية الصحافة
وأوضحت بأنه “في العادة يجب معاملة الأطفال على نحو معين وفقا للقوانين الأوروبية، وليس كمهاجرين راشدين”.
وأكدت أن “التقرير يتحدث عن عدد كبير جداً من الأطفال هنا، مرتفع جدا. لو كان لدينا 18 ألف طفل من غير المهاجرين مفقودين في أنحاء أوروبا، فسيصاب الجميع بالذعر ولكن هذا ليس هو الحال”.
يذكر أن حملة الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا لا تزال مستمرة بالرغم من التقييد الصارم الذي عرفته الحدود بسبب تفشي وباء فيروس كورونا.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة فقد قضى في البحر منذ بداية العام نحو 292 مهاجار في المتوسط، فيما كان العدد طوال العام الماضي 1200 مهاجر .