السوريون في السويد .. نصفهم في سوق العمل وثلثهم فقط مكتفي ذاتيا
أخبار العرب في أوروبا – السويد
كشفت دراسة سويدية صدرت نتائجها أمس الاثنين، عن أن أقل من نصف السوريين في السويد لديهم عمل، فيما ثلثهم فقط مكتفون ذاتيا.
بحسب الدارسة التي أعدها مكتب الإحصاء السويدي فإن نسبة البطالة المؤقتة والبطالة طويلة الأمد تزداد بين السوريين .
وتم إجراء الدراسة بعد تكليف من قبل مؤسسة القرية العالمية لمكتب الإحصاء السويدي بإعداد وتحليل إحصاءات عن الظروف المعيشية لمجموعة السويديين السوريين، أي الأشخاص المولودين في سوريا أو الذين لديهم والد واحد على الأقل ولد في سوريا.
ويبلغ عدد السويديين من أصل سوري حاليا في البلاد نحو 250 ألف شخص، نسبة كبيرة منهم وصل عام 2015 هربا من الحرب الدائرة في بلادهم، ليصبحوا أكبر مجموعة مهاجرين في البلاد.
ووفقا للدراسة فإن الأرقام تبدو قاتمة بالنسبة لعمل السوريين، وخصوصاً النساء منهم، وفسرت الدراسة الأمر بتكوين الأسرة، فكثير من السوريين الذين جاءوا إلى السويد كانوا في العشرينات والثلاثينات من العمر وأنجبوا أطفالا.
تقول الدراسة في هذا الصدد، إنه هذا كان له الأثر المترتب على ذلك، حيث بقيت المرأة في المنزل بدرجة أكبر من الرجل كما تأخرت عنه في تعلم اللغة السويدية ودخول سوق العمل.
كذلك، فإن الدراسة فرقت بين الأشخاص المولودين في سوريا وأولئك الذين لديهم آباء سوريون لكنهم ولدوا في السويد، أيضا بين أولئك الذين جاؤوا إلى السويد في الثمانينات وأولئك الذين أتوا خلال أزمة اللاجئين العام 2015.
وأظهرت أن أولئك الذين ولدوا في السويد أو عاشوا هنا فترة طويلة لديهم تعليم أعلى وأجور أفضل، ونسبة بطالة أقل.
” دراسة مضللة “
لكن “فايز شهرستان” أحد السوريين الذين جاؤوا إلى السويد في أوائل الثمانينات، وهو رئيس الرابطة الوطنية السورية، اعتبر الدارسة” مضللة نوعا ما لأن الأرقام من 2018 و2019. وكثير ممن كانوا قد أنهوا ترسيخهم حديثا في السويد لديهم الآن وظائف أو يدرسون”.
ورغم ذلك أكد “شهرستان” وجود مشاكل مع كثير من السوريين الذين يعيشون خارج سوق العمل ولا يتحدثون السويدية، مشيرا إلى أن هؤلاء هم الأشخاص الذين نحاول مساعدتهم في الرابطة من خلال تنظيم مقاهي اللغة ومحاضرات عن المجتمع والقيم السويدية”.
اقرأ أيضا: السويد .. شاب سوري يحصل على تعويض مالي كبير رغم اغتصابه فتاتين
الدراسة ذكرت كذلك أن الموظفين السويديين السوريين لديهم مستويات دخل أقل من المتوسط العام في السويد، ويرجع ذلك إلى أن كثيرا منهم يعملون في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية والفنادق والمطاعم والتجارة حيث تكون الأجور منخفضة في كثير من الأحيان.
في هذا السياق، يقول أحد السوريين ويدعى “أحمد عبد الرحمن” إن”الناس يتحدثون غالبا عن المولودين في الخارج، لكنه تعبير عام جداً. هناك فرق كبير في الظروف المعيشية للأشخاص المولودين في أوروبا والمهاجرين الأجانب من خارج أوروبا”.
ظروف معيشية صعبة
أيضا ألقت الدراسة الضوء على الظروف المعيشية في سوق الإسكان بالنسبة للسوريين، حيث يعيش 75% منهم في شقق مستأجرة، مقارنة بـ19 %من السوريين المولودين في السويد، وأحد التفسيرات التي ذكرتها الدارسة هو عدم قدرتهم على شراء منزل. كما أن مستوى الدخل وصعوبة إيجاد مساكن تحد من إمكانية الاستقرار في مناطق أخرى غير المناطق الضعيفة.
ورغم الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها السويديون السوريون فإن هناك بعض النقط المضيئة التي أشارت إليها الدراسة
ومن بين الأمثلة هي الميل الكبير لديهم للتصويت في الانتخابات، حيث بلغ إجمالي المشاركة في الانتخابات البرلمانية 2018 في السويد حيث صوت 74 % من السويديين السوريين فيها.