أخبار العرب في أوروبا – بريطانيا
تشهد بريطانيا أزمة نقص حادة في الموظفين، التي ضربت قطاع الخدمات في البلاد بسبب اتفاقية “بريكست” وجائحة فيروس كورونا.
متاجر ومطاعم غذائية في بريطانيا، لجأت مؤخرا إلى توظيف مساجين، لسد هذا النقص، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية اليوم الاحد.
بحسب المصادر فقد شهدت الكثير من المتاجر الغذائية “السوبرماركت” خلال الأسابيع الأخيرة رفوفا خاوية في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
يعود سبب هذه النقص في توريد المواد، للانخفاض الحاد في سائقي الشاحنات الثقيلة وجامعي الفاكهة وعمال المصانع.
تقول المصادر إن الشركات تحاول الآن بشكل “يائس” ملء الشواغر، من خلال مخطط يسمح للسجناء بالقيام بعمل مدفوع الأجر عند الإفراج عنهم.
وكان وزير الأعمال والصناعة، كواسي كوارتنغ، حذر يوم الجمعة الماضي، من أن هناك نقص في حوالي 90 ألف سائق لنقل المواد الغذائية في البلاد، مما يضع ضغوطا متزايدة على تجار التجزئة وسلاسل التوريد الخاصة بهم.
من جانبها، رابطة موردي اللحوم المستقلين حثت خدمة السجون، على إعطاء الأولوية لموردي المواد الغذائية للحصول على “العمال المساجين”، عند إطلاق سراطهم المشروط.
المنظمة أكدت أنها تعمل على مساعدة السجناء على الحصول على فرص عمل بعد الإفراج، مشيرة إلى فرص العمل في هذا في المجال ارتفعت 10 أضعاف في العام الجاري، عن الوضع العادي.
وكانت بريطانيا قد سجلت رقما قياسيا بالوظائف الشاغرة، بلغ مليون وظيفة، في يوليو/ تموز الماضي، والتي تأتي نتيجة للإغلاقات العديدة في البلاد بسبب الجائحة، وبسبب اتفاقية “بريكست” التي صعبت على الأوروبيين البقاء في بريطانيا والعمل.
نقص كبير في عدد سائقي الشاحنات
تعمل سلاسل متاجر كبرى في بريطانيا على تقديم مكافآت نقدية لسائقي الشاحنات لتحفيزهم على العمل، يأتي هذا في وقت ترك فيه “بريكست” ووباء كورونا عشرات آلاف الوظائف شاغرة في القطاع، ما يعوق تزويد المحال بالبضاعة.
وبحسب تقارير اقتصادية بريطانية، فإن التحذيرات تتزايد للقطاع من أزمة قد تؤثر في الإمدادات كافة، من الحليب إلى الحلويات، رافقتها مطالبات للحكومة بالتصرف بسرعة أو مواجهة خطر تعطيل الإمدادات قبل نهاية العام.
يقول اتحاد النقل البري البريطاني، إن النقص في عدد سائقي الشاحنات قد يصل إلى 100 ألف من إجمالي القوة العاملة في مجال النقل بالشاحنات البالغة 300 ألف ( أي ثلث قوة العاملة).
وعلى غرار عديد من شركات النقل الأخرى في المملكة المتحدة، اعتادت شركة “نورث ويست كارجو” على الاستعانة بعمال من أوروبا الشرقية، لكن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي واعتماد قواعد جديدة مرهقة لإصدار تأشيرات، أديا إلى نزوح جماعي.
في الوقت نفسه، هناك 20 ألف سائق بريطاني متدرب عالقون في طوابير الانتظار، فيما تسبب جائحة كورونا اختبارات في القيادة تستمر لعدة أشهر في عزوف الكثير من السائقين عن العمل في هذا القطاع .
ومثل القطاعات الأخرى في المملكة المتحدة، يعاني النقل البري “وباء” يسببه فرض الحكومة على عديد من السائقين حجرا صحيا بعد مخالطة شخص ثبتت إصابته بفيروس كورونا.
اقرأ أيضا: انطلاق الاقتصاد البريطاني مجددا.. ارتفاع في الوظائف وتراجع في البطالة
وقبل فترة أعلنت أكبر شركة بقالة في بريطانيا أن علاوتها تبدأ من ألف جنيه استرليني (1390 دولارا) لجذب سائقين جدد لتشغيل مركبات البضائع الثقيلة.
ولفتت شركة “جون لويس بارتنرشيب”، التي تدير سلسلة متاجر السوبر ماركت “ويتروز” إلى أنها سترفع رواتب سائقي الشاحنات الثقيلة، بما يصل إلى خمسة آلاف جنيه استرليني لضمان قدرتها على تقديم مبالغ تنافسية في السوق.
بدوره يضيف شين برينان، الرئيس التنفيذي لـ”كولد تشاين فيديريشن”، وهي جمعية تعنى بالأعمال اللوجستية “نحن نعاني في الوقت الحالي، سيكون هناك نقص في رفوف المتاجر”.
ولم تتمكن “آرلا فودز يو كيه”، أكبر مورد لمنتجات الألبان في البلاد، من توصيل الحليب إلى 600 متجر من أصل 2400 أواخر تموز/ يوليو الماضي بسبب انخفاض أعداد السائقين.
يشار إلى أن متوسط سن سائق الشاحنة المولود في بريطانيا يبلغ 50 عاما، علما أنه في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري غادر 12 ألف سائق أوروبي بريطانيا.