أخبار العرب في أوروبا – عواصم
يستمر الدخان الأسود الذي يبلغ ارتفاعه مئات الأمتار في الانبعاث جراء بركان “كومبري فييخا” الذي اندلع في 19 سبتمبر/ أيلول الجاري بجزيرة “لا بالما” في جزر الكناري الإسبانية.
وأظهرت صور جرى التقاطها بواسطة القمر الاصطناعي الأوروبي “كوبرنيكوس”، المعتمد لمراقبة الأرض، دخانا كثيفا يزحف نحو جزء كبير من دول المغرب العربي.
كما أظهرت صور القمر الصناعي التي التقطت الأربعاء، تسجيل مستويات قياسية من الدخان الكثيف، قد تصل اليوم الجمعة إلى الساحل الأطلسي المغربي، وأغلب سواحل البحر الأبيض المتوسط.
في وقت أكدت معطيات التي رصدها القمر الاصطناعي، أن مادة ثاني أوكسيد الكبريت التي أطلقها البركان المذكور، ستصل بدرجة أقل إلى حدود النصف الشرقي من إسبانيا وجنوب فرنسا والساحل الغربي لإيطاليا وجزيرة كورسيكا.
وتشير المعطيات إلى أن الدخان سيغطي ساحل البحر الأبيض المتوسط الأفريقي بالكامل، فضلا عن العديد من المناطق الداخلية بكل من المغرب والجزائر وتونس وليبيا.
وبحسب معهد جزر الكناري لعلم البراكين، فإن هذه الظاهرة قد تستمر ما بين 24 و 84 يوما. مع وجود مفتاح لانبعاثات كبيرة من الغاز والدخان. وبالتالي يتم طرح ما بين 6 آلاف و 11 ألف طن من ثاني أكسيد الكبريت يوميا في الغلاف الجوي.
المعهد أضاف أنه يحتمل أن يكون ثاني أكسيد الكبريت (SO2) الموجود بداخل فوهة البركان مهيجا للجهاز التنفسي والجلد والعينين. فيما أشارت وزارة البيئة الفرنسية في موقعها أن ثاني أكسيد الكبريت من المرجح أن يعزز المطر الحمضي ويحلل الأحجار.
بدوره، يقول رئيس الاتحاد الدولي لعلم البراكين، باتريك ألارد، إن السحابة ليست خطيرة على الأرض لأنها تطير على ارتفاع 5000 متر.
وبعد مرور خمسة أيام على ثوران البركان للمرة الأولى منذ 50 عاما، أكدت السلطات الإسبانية اليوم الجمعة، إنه استمر في إحداث انفجارات واطلاق الحمم.
وأوضحت أن أحد تدفقات الحمم البركانية توقف عن التقدم. أما التدفق الآخر، الذي يصل عرضه إلى 500 متر، فيستمر في التقدم. ولكن بشكل أبطأ بكثير من ذي قبل.
اقرأ أيضا: “فيديو”.. ثوران بركان “كومبري فييخا” في إسبانيا
إلى ذلك، قال برنامج مراقبة تابع للاتحاد الأوروبي، إن الحمم البركانية دمرت قرابة 400 مبنى في “لا بالما”، بما في ذلك العديد من المنازل، على الجانب الغربي من الجزيرة التي يقطنها 85 ألف شخص.
وأضاف أن الحمم البركانية تمتد على مساحة 180 هكتارا (ما يقرب من 20 ألف قدم مربع) وقد أغلقت 14 كيلومترا من الطرق.
ويقول العلماء إن تدفقات الحمم البركانية قد تستمر لأسابيع أو شهور.
يشار إلى أنه لغاية اليوم لم تبلغ السلطات عن أي ضحايا من الثوران. علما أن العلماء كانوا يراقبون النشاط البركاني وحذروا من ثوران محتمل، مما سمح بإجلاء ما يقرب من 7 آلاف شخص في الوقت المناسب.
