المفوضية الأوروبية ترفع توقعاتها للتضخم وتقلل من نسبة النمو خلال 2022
أخبار العرب في أوروبا – بروكسل
تتزايد الضعوط التضخمية على دول الاتحاد الأوروبي في وقت بات من شبه المؤكد أن التضخم لن يعود لمستوياته السابقة خلال هذا العام، والذي سيؤثر على بشكل سلبي على النمو لدول الاتحاد.
وفي تقرير أصدرته اليوم الخميس، المفوضية الأوروبية عن توقعاتها المحدثة لاقتصاد الاتحاد ومنطقة اليورو، أكدت فيه أنه من المتوقع أن ترتفع معدلات التضخم خلال العام الجاري 2022، بالتزامن مع تباطؤ طفيف في النمو الاقتصادي، بالمقارنة بالتوقعات التي أصدرتها قبل أشهر قليلة.
في هذا السياق، يقول المفوض الأوروبي للاقتصاد “باولو جينتيلوني” في بيان:”لقد أدت مجموعة من العوامل غير المواتية لتباطؤ الاقتصاد الأوروبي هذا الشتاء: الانتشار السريع لأوميكرون، واستمرار ارتفاع التضخم بضغط من ارتفاع أسعار الطاقة، والاضطرابات المستمرة في سلاسل التوريد”.
وتشير التوقعات الجديدة إلى أنه من المرحج أن يصل معدل التضخم في منطقة العملة الأوروبية الموحدة اليورو إلى 3.5 % هذا العام، بارتفاع كبير عن التوقعات الصادرة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بوصول التضخم إلى 2.2 % .
كذلك يتوقع مسؤولو الاتحاد الأوروبي نمو الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو، التي تضم 19 دولة، بنسبة 4% هذا العام، مقابل 4.3 % في التوقعات السابقة. ومن المتوقع أن يصل التضخم في العام القادم 2022 إلى 2.7 %.
وتشير البيانات إلى أنه بعد الوصول إلى معدل قياسي قدره 4.6%في الربع الأخير من العام الماضي، من المتوقع أن يصل التضخم في منطقة اليورو إلى ذروته عند 4.8% في الربع الأول من عام 2022 وأن يظل أعلى من 3% حتى الربع الثالث من العام، قبل أن يتراجع خلال بقية العام. بينما من المتوقع أن يتراجع المعدل السنوي للتضخم إلى 1.7 % في 2023 .
فيما يتعلق بدول الاتحاد الأوروبي ككل، والبالغ عددها 27 دولة، فمن المتوقع أن يصل التضخم إلى 3.9 % هذا العام، قبل أن يتراجع إلى 1.9 % العام المقبل.
أيضا وفقا لبيانات المفوضية الأوروبية، من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي لدول الاتحاد بنسبة 4% هذا العام، بعدما أشارت توقعات تشرين الثاني/نوفمبر إلى نمو متوقع بـ 4.3 %.أما معدل النمو المتوقع للعام المقبل فجاء عند 2.8 %.
اقرأ أيضا: أكثر من المتوقع.. تراجع معدل مبيعات التجزئة بمنطقة اليورو
وغم ذلك، نوهت المفوضية الأوروبية في تقريرها إلى أن التوترات الجيوسياسية في أوروبا الشرقية والمرتبطة بالأزمة الروسية الأوكرانية ومخاوف من غزو روسي لأوكرانيا، يمكن أن يكون لها تأثير سلبي حتى على التوقعات الجديدة.
وكانت رئيسة البنك المركزي الأوروبي “كريستين لاغارد” قالت الخميس الماضي، إن التضخم في منطقة اليورو سيبقى مرتفعا لفترة أطول من المتوقع، ورغم ذلك رجحت أن يتراجع خلال السنة الحالية.
وأضافت “لاغارد” أنه من المرجح أن يظل التضخم مرتفعا لفترة أطول مما كان متوقعا في السابق لكنه سينخفض خلال هذا العام”، مشيرة إلى أنه مقارنة بتوقعاتنا في ديسمبر/ كانون الأول، فإن المخاطر على توقعات التضخم تميل إلى الاتجاه الصعودي، لا سيما في المدى القريب”، لافتة إلى أن نمو الأسعار في البلدان التسعة عشر التي تستخدم اليورو أصبح أكثر اتساعا.
يشار إلى أن معدلات التضخم لاتزال عند مستوى مرتفع نسبيا في منطقة اليورو، حيث وصل في يناير/كانون الثاني إلى 5.1 %، وذلك على عكس التوقعات، وهو أعلى مستوى له منذ تطبيق اليورو كعملة أوروبية موحدة قبل أكثر من 20 عاما.
وتعاني دول منطقة اليورو بما في ذلك الاقتصاد الفرنسي والألماني، من ارتفاعات كبيرة في الأسعار نتيجة الانتعاش الاقتصادي جراء جائحة فيروس كورونا والعرقلة في سلاسل التوريد.
ويسجل التضخم في دول الاتحاد الأوروبي ككل أعلى مستوياته منذ عدة سنوات، بما في ذلك في ألمانيا، الاقتصاد الأوروبي الأكبر حيث بلغ المعدل السنوي مستوى 6%.
