أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
بدأت الحيوانات الأليفة لاسيما الكلاب، تشكل مشكلة لدى مراكز استقبال اللاجئين الأوكرانيين في فرنسا، وذلك لكثرة تلك الحيونات التي يصطحبها اللاجئون الآتون إلى فرنسا من أوكرانيا، وهي مشكلة لم تشهدها مراكز الإيواء في البلاد من قبل.
وأفادت “فرانس برس” أن اللاجئة الأوكرانية “أناستاسيا رادشينكو ” التي وصلت من بولندا مع ابنتها وابنها منتصف الشهر الجاري إلى فرنسا، بعد أن غادرت بلادها على عجل وأحذت حقيبة ظهر، وحقيبة سفر على عجلات، وكلبها “لاكي” وهو من نوع البودل (البطباط) الأبيض، أبدت انزعاجها ومفاجأتها من استغراب البعض وجود كلبها معها، وعلقت بالقول: “كيف لنا أن نترك صديقا وفيا إلى هذا الحدّ تحت القصف؟ هذا غير ممكن”.
وتشير الوكالة إلى أن المركز الموجود في باريس، يشاهد فيه يوميا عشرات الحيوانات ذات الفراء ترافق اللاجئين الأوكرانيين، وأحيانا تجلس في عربات الأطفال بينما يعاود الصغار اللعب بعد انقطاع، ولو بخجل.
تقول “سارة دانشفار” المسؤولة في جمعية “فرانس تير دازيل” التي تتولى توزيع اللاجئين في مراكز الاستقبال على مراكز الإيواء إن وجود هذا القدر الكبير من الحيوانات مع مجموعات من النازحين إلى فرنسا “أمر غير مسبوق”، وتضيف “لم يسبق لنا أن رأينا أمرا كهذا”.
وتشرح “دانشفار” بالقول إن” هذا الأمر قد يسبب مشاكل، لأن بعض الفنادق لا تقبل الكلاب”، وتضيف “أولئك الذين يملكون كلبين يحالون على مراكز مؤقتة ريثما نعيد تنظيم أنفسنا. ولم نعد نبلغ بعض الفنادق سلفا بأن لدى من سيقيمون فيها كلابا، وإلا فإننا لن ننتهي من الأمر”. ومن غير الوارد لكثيرين أن ينفصلوا عن حيواناتهم.
أما “أولغا”وهي أم تبلغ 38 عاما، تؤكد وهي تحمل كلبتها المالطية البيضاء البالغة ستة أشهر، أنها قطعت وعدا منذ اليوم الأول لسقوط قذائف بالقرب من منزلها في ميكولايف (جنوب).
وتضيف بالقول:”نزلنا إلى الملجأ، وتركنا الكلبة في الشقة. وعندما عدنا، كانت تبكي، ولشدة تأثري برد فعلها، عاهدت نفسي على ألا أتركها بمفردها مرة أخرى”.
وتشير إلى أنها غادرت المدينة هي وابنتها واصطحبت كلبتها في 14 مارس/ آذار الجاري، بعدما استهدفت غارة روسية “طابورا من الأشخاص كانوا ينتظرون دورهم للحصول على الخبز”، بحسب ما تقول.
وذكرت :”غادرنا خلال ساعتين. لم نكن نعرف حتى إلى أي بلد سنذهب، لقد هربنا فحسب”، بينما بقيت صديقتها كاتيا “تحت القنابل في خاركيف كيلا تتخلى عن كلابها”.
وعدد الحيوانات الكبير لدى اللاجئين الأوكران أدى كذلك إلى إرباك عمليات نقل اللاجئين من المناطق الحدودية، وفق “فرانس برس”.
اقرأ أيضا: خبراء: أضرار البنية التحتية في أوكرانيا تقدر بـ 63 مليار دولار
في هذا السياق، تقول “أليس بارب” التي تتولى منذ بدء الهجوم الروسي في 24 فبراير/ شباط الماضي، تنسيق “قوافل المواطنين” بين فرنسا والحدود الأوكرانية البولندية إن “المشكلة تكمن في أن الحافلات لم ترغب في تحميل الحيوانات. لقد تحوّل الأمر مشكلةً حقيقية وكان من الضروري أن نشرح لوزارة الخارجية الفرنسية أن الكلاب تستحق أيضا أن يتم إنقاذها”.
وبادرت جمعية حماية الحيوان الفرنسية إلى توفير وجبات من غذاء الحيوانات إلى مركز الاستقبال في باريس، لكي يتمكن من مواجهة الوضع الطارئ الذي شهده.
جدير بالذكر أن مقاطعات سويدية قد حذرت في تقرير مشترك أصدرته قبل أيام حول كيفية تأثير الحرب الروسية في أوكرانيا على المجتمع السويدي، تضمن من بين عدة نقاط، مخاوف من انتقال داء الكلب إلى السويد من الحيوانات الأليفة المرافقة للاجئين الأوكرانيين.