اقتصاد واعمالتقارير

مطعم “سمسم الشرق” قبلة الألمان في برلين

خلدون المزعل – برلين

يأخذك المكان إلى روح الشرق مع (صباحات) “فيروز”، وليالي “عبد الحليم حافظ” و”أم كلثوم”، فيما تتزين الجدران بتحف ولوحات من دمشق و فلسطين والأردن وصولاً إلى لبنان، لتندمج وتنصهر ثقافة بلاد الشام في “برلين” الشرقية التي مازالت تحافظ على طابع “أوروبا الشرقية”.

الشاب الفسطيني -الأردني “مروان فخر الدين “ اختار لمطعمه اسماً تلتقي فيه العبرية والعربية، يقول لـ”أخبار العرب في أوروبا” عن بدايته وتجربته:” أتيت إلى ألمانيا منذ خمس سنوات للدراسة، وكوني ابن عائلة لها باع طويل (منذ خمس وثلاثين عام) في العمل بقطاع المطاعم، لاحظت حاجة السوق والطلب على المأكولات الشرقية، ولا سيما في ظل انتشار مطاعم (الشاورما) البعيدة كل البعد عن مطبخنا وثقافتنا وأقصد -بلاد الشام-“، ويضيف”اخترت إسم سمسم (simsim levantine) لأن السمسم المكون الأساسي في (الطحينة) التي تدخل في صناعة الحمص والفلافل والفتات، كما أن الكلمة تحمل نفس المعنى والدلالة في اللغة العبرية، وهنا تلتقي اللغتين العربية والعبرية، وهما من أقدم اللغات في العالم”.

برغل بالبندورة ..

وعن اختيار المكان الذي يقع في منطقة “برينزلاور” شرق “برلين” يوضح” فخر الدين”:” اخترت منطقة بعيدة عن تواجد العرب رغبة مني لتعريف الألمان على عادتنا وتقاليدنا وثقافتنا، وجهزت المطعم من الداخل على طريقة تجمع ثقافة بلاد الشام (سوريا – فلسطين لبنان – الأردن) من خلال الأغاني والموسيقى الكلاسيكية الشرقية لعمالقة الفن العربي الأصيل (فيروز ام كلثوم عبد الحليم) التي تمنح المكان سحر الشرق، وبعض التحف الشرقية القديمة، وصور ولوحات قديمة من مناطق بلاد الشام”.

يقدم المطعم معظم المأكولات التي تتميز فيها بلاد الشام يشرح مروان:” افتتحنا المطعم في (Husemannstraße 1/10435, 10435 Berlin) منذ عام، وبدأنا بتقديم المأكولات التي تشتهر بها بلاد الشام ومعروفة في أوروبا بأنها من المطبخ اللبناني ( الفلافل – المسبحة – الحمص – الفول- الفتات – الكباب – الكفتة- التوبلة – ورق العنب وغيرها..)، ومن ثم اخترنا أكثر من 60 نوع من الطبخات الشعبية التي تعودنا أن نأكلها من أيدي(الجدات والأمهات)، وفي النهاية وقع اختيارنا على 20 صنف يتناسب مع ذوق الألمان ومنها (الفريكة – البرغل وبندورة – الباميا – الفاصوليا- اللوبيا- الملوخية – المحاشي وغيرها)، وبدأنا بتقديمها كوجبة رئيسة في أيام عطلة نهاية الأسبوع، ولاقت تفاعلا وقبولا من الألمان، ولا سيما أن غالبها تعتبر مأكولات نباتية، فالألمان يفضلون تناول الوجبات الخالية من اللحوم ( فيجيتريان)، وهنا أريد أن أوكد أن أكثر من 70% من مطبخ بلاد الشام يعتمد على النباتات والوجبات الصحية”.

منفتح ويتقبل الآخر..

ويضيف صاحب مطعم “سمسم” فخر الدين”: “نركز على الطعم والنكهة الأصلية للطعام، ونصنع كل شيء بأيدي طباخين متخصصين ، ونبعتد عن المواد الجاهزة والمجمدة، ونعتمد على الخضروات الطازجة، وتتنوع المواد الأولية في مطعمنا فالزيت الذي نستخدمه من ( فلسطين) والخضار من (الأردن ) و(اللبن) من تركيا، كما أننا نقدم الحلويات التي تشتهر بها بلاد الشام ( الكنافة – الحلاوة بالجبن – المهلبية) ، إضافة إلى مختلف العصائر الطبيعة الطازجة والكوكتيلات، وما يميز برلين توافر غالب المواد الأولية ومن مصدرها على الأساسي.

وعن تقبل الألمان للطعام العربي يقول مروان” نعمل من خلال الحجز المسبق على الانترنت، وغالب الأوقات لا يوجد أماكن لأن جميع الأماكن محجوزة، ويشكل الألمان أكثر من 90% من الزبائن ، أما العرب يشكلون حوالي ١٠٪ ، فالألمان شعب منفتح ويتقبل ثقافة الأخر، ويفضلون تجريب مختلف أنواع الأطعمة، كون المطبخ الألماني فقير وغير متنوع كثيراً ،ولاحظت تأثرهم من خلال تفاعلهم مع طريقة تقديم الطعام، وتقبلوا توزيع الطعام على شكل أطباق مختلفة مفهوم ( السفرة) التي تتعدد فيها الأصناف، حيث يأكل الجميع بطريقة مشتركة ، ولا تعتمد على نموذج الطبق الواحد، وهذا ما يميز المائدة العربية”.

“لاقيني ولا تطعميني”

وعن عمال المطعم وهم ممن قدموا بعد العام 2015 إلى ألمانيا، يوضح “فخر الدين”:”بدأ المطعم بتشغيل ثمانية عمال من اللاجئين الذين تجاوزوا موضوع اللغة، ودخلوا سوق العمل، واليوم بعد عام نشغل أكثر من ثلاثة عشر عاملا من اللاجئين، وهذا مفيد ويعطي صورة ايجابية، و له دور كبير في اظهار الصورة الحقيقية للاجئين، التي تحاول بعض وسائل الاعلام تشويه صورتهم”.

ويضيف”الطعام وثقافة المطبخ له دور كبير في التعريف بثقافتنا وأسلوبنا، ومن خلالها نظهر النضافة وأسلوب التعامل، كما أن كرم الضيافة هو أهم عادة وتلقيد تعلمناه وتربينا عليه في منازلنا، فالمثل العربي يقول: (لاقيني ولا تطعمين)، ونجد تفاعل كبير من الألمان عندما نقدم بعض الأطباق بشكل مجاني لمعرفة رأيهم بالأصناف الجديدة التي نعمل لادخالها إلى قائمة الوجبات في مطعمنا”.

ويختم مروان” سنتوجه في المرحلة القادمة إلى منطقة “برلين” الغريبة، ونقترب في مناطق تجمعات العرب، وسنفتتح فرعاً آخر، كما أننا نطمح إلى أن نصل إلى باقي المدن الألمانية الكبرى”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى