أخبارتقاريرمجتمع
أخر الأخبار

“غياب الخصوصية”.. عائلات هولندية “نادمة” لاستقبال لاجئين أوكرانيين في منازلها

أخبار العرب في أوروبا – هولندا

أفادت وسائل إعلام هولندية أن العديد من العائلات الهولندية بدأت تشعر بـ”الندم” لاستقبالها عائلات أوكرانية لاجئة في منازلها، وذلك بعد مرور نحو شهرين على استقبال تلك العائلات الهاربة من الحرب الروسية في بلادهم. وارجعت العائلات الهولندية سبب هذا الندم إلى أنه لم يعد لديها “خصوصية” داخل منازلها.

ومع انطلاق الحرب الروسية في أوكرانيا نهاية فبراير/ شباط الماضي، أبدى الآلاف من الهولنديين رغبتهم في استقبال عائلات أوكرانية في منازلهم، وكانت نسبة كبيرة من تلك العائلات تعتقد أن مدة الاستضافة ستكون مجرد أيام أو عدة أسابيع، لكن مع استمرار الحرب فإن المدة قد تطول كثيرا.

في هذا السياق نشرت محطة”RTL” الهولندية التلفزيونية تقريرا أمس الخميس، ذكرت فيه أن البلديات ومنظمات الإغاثة في البلاد تشهد على نحو متزايد عائلات مضيفة “يائسة” ولم تعد راضية عن استقبال اللاجئين الأوكرانيين.

وأضافت المحطة أن هذا الموقف يعود مرده إلى عدة أسباب، من بينها حدوث مناقشات حول أوقات الوجبات أو سلوك الأطفال أو عدم التقدير فيما بين العائلتين.

ونقلت المحطة عن “جوشو سميتس” الذي استقبل مع زوجته عائلة أوكرانية من 6 أشخاص ( 4 بالغين وطفلين) قوله: “لم يعد لدي أي خصوصية في منزلي بعد الآن”.

وتابع :“هناك أوقات تسير فيها الأمور على ما يرام وأنا إيجابي للغاية. على سبيل المثال، عندما نجري محادثة لطيفة حول الطاولة”.

ورغم ذلك، يؤكد “جوشو” بأن “هناك انتهاك كبير للخصوصية. تجد ابنتنا الوضع الجديد صعبا ويجب أن تعتاد على مشاركة ألعابها مع الأطفال الأوكرانيين. ولدينا أنا وزوجتي أيضا وقت أقل لبعضنا البعض”.

وأشار إلى أن العائلة الأوكرانية لديها غرف نوم خاصة بها، لكن الحمام والمراحيض مشتركة بين العائلتين، لهذا علينا دائما مراعاة بعضنا البعض من هذه الناحية.

عائلة هولندية أخرى في قرية “توليبيك” بمقاطعة “فليفولاند”، والتي استضافت أسرة أوكرانية لديها ثلاثة أطفال مع والدهم تقول “إنهم بالتأكيد أناس ودودون، لكن وجودهم داخل منزلك يعد أيضا انتهاكا لخصوصيتك”.

تقول الزوجة الهولندية وتدعى بابي “أنا صارمة بطبيعتي وأحب القواعد. لكن أطفالهم مسموح لهم بكل شيء، ولا يحصلون حقا على تنشئة كما نعرفها. أحاول ألا أتضايق كثيرا من ذلك”.

وتشير محطة “RTL” إلى أن العائلات الهولندية فتحت أبواب منازلها لأنهم يريدون التخفيف من معاناة الأوكرانيين، لكن “كرم الضيافة للشعب الهولندي، يمكن أن يكون له جانب سلبي أيضا”.

وأضافت بأن الصليب الأحمر والكثير من البلديات الهولندية تؤكد بأنها بدأت تشهد وبشكل متزايد قصصا عن أن الأمور لا تسير على ما يرام بين الأسرة المضيفة الهولندية والأسرة الأوكرانية اللاجئة.

ووفقا للمحطة فإنه في بعض الأحيان يكون هناك ندم من قبل العائلات المستضيفة، ويضطر اللاجئون إلى مغادرة المنزل، لعدم وجود تفاهم داخل المنزل.

ربع الشعب الأوكراني بين لاجئ ونازح

وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أعلنت أمس الأول الأربعاء، ارتفاع عدد اللاجئين الأوكرانيين الذين فروا من ديارهم منذ بداية الغزو الروسي نهاية فبراير/ شباط الماضي إلى أكثر من 5 ملايين شخص.

وذكرت المفوضية ومقرها جنيف في بيان أن “أكثر من 5 ملايين أوكراني فروا من بلادهم منذ بدء العمليات العسكرية الروسية”، مضيفة بأن “أكثر من 7.1 مليون شخص نزحوا داخل البلاد”.

وهذا يعني أن أكثر من ربع سكان أوكرانيا، البالغ عددهم 44 مليون شخص قبل الحرب، إما فروا من البلاد، أو نزحوا داخليا، منذ بداية الغزو الروسي.

اقرأ أيضا: فصل مراسل في التلفزيون السويدي الرسمي لانتقاده المتطرف “بالودان”

وتشكل نسبة النساء والأطفال نحو 90% من هؤلاء اللاجئين إلى خارج البلاد، وخصوصا أن السلطات الأوكرانية لا تسمح للرجال المؤهلين لقتال القوات الروسية الغازية بمغادرة أوكرانيا.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 13 مليون شخص آخرين في أوكرانيا، تقطعت بهم السبل في المناطق المتضررة، أو غير قادرين على المغادرة اعتبارا من أواخر مارس/ آذار الماضي.

وقال رئيس قسم الهجرة بالأمم المتحدة، أنطونيو فيتورينو، الاثنين الماضي، إنه“من المتوقع تحديث هذا الرقم في وقت لاحق من هذا الأسبوع”، مشيرا إلى نزوح أكثر من نصف أطفال أوكرانيا خارج وداخل البلاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى