أخبارتقاريردول ومدن
أخر الأخبار

غرب أوروبا تحت وطأة موجة حر شديدة.. حرائق غابات ودرجات حرارة قياسية

أخبار العرب في أوروبا – عواصم

تستمر في دول أوروبا الغربية موجة حر شديدة هي الثانية خلال أقل من شهر، إذ سُجّلت درجات حرارة تخطت الأربعين مئوية في إسبانيا والبرتغال، الأمر الذي ينذر بتداعيات مُقلقة على اليابسة والأنهار الجليدية، في وقت اندلعت فيه حرائق الغابات في جنوب فرنسا والعديد من المناطق البرتغالية والإسبانية.

إسبانيا

في اسبانيا، حذرت هيئة الأرصاد الجوية من أن موجة الحر، التي بدأت نهاية الأسبوع الماضي والمستمرة حتى الأحد المقبل على الأقل، ستُترجم بدرجات حرارة “خانقة” في كامل أراضي إسبانيا، خصوصا في مناطق الأندلس جنوب البلاد وإكستريمادورا (جنوب غرب) وغاليسيا (شمال غرب) حيث أعلن عن فرض حالة التأهب القصوى.

وظهر أمس الثلاثاء، سُجلت 43.9 درجة مئوية في مدينة ميريدا في إكستريمادورا قرب الحدود مع البرتغال، على أن تُكسر درجة الحرارة القياسية اليوم الأربعاء، بحسب تقديرات الأرصاد الجوية الإسبانية التي تتوقع تسجيل 44 مئوية في باداخوز في إكستريمادورا وقرطبة بالأندلس.

واندلعت عدة حرائق في اسبانيا في ظل الحر الشديد، منها حريق اجتاح 2500 هكتار من الأراضي الزراعية الثلاثاء في إكستريمادورا (غرب البلاد).

فيما قال مسؤولون محليون إن حوالي 300 من رجال الإطفاء تدعمهم 17 طائرة ومروحية يتصدون لحرائق الغابات هذه.

وفي خطاب له أمام البرلمان، وعد رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز بتأمين موارد أكثر لمواجهة حرائق غابات تسببت بها “حالة الطوارئ المناخية التي يمرّ بها الكوكب”.

البرتغال

الوضع لا يختلف كثيرا في البرتغال الجارة الغربية لإسبانيا حيث لاتزال البلاد تحت وطأة موجة حر شديدة استثنائية، ما تسبب في اندلاع حريق كبير ليلة أمس مما أسفر عن مقتل شخص في منطقة أفيرو شمال البلاد، بحسب خدمات الإنقاذ التي تعمل بكثافة منذ عدة أيام.

ولا يزال وسط البرتغال، الذي تجتاحه النيران منذ الخميس، الأكثر تضررا من حرائق الغابات التي اندلعت مجددا بعد ظهر الثلاثاء بفعل الحرارة وقوة الرياح.

ويعمل منذ صباح الأربعاء، أكثر من 1500 عنصر إطفاء على إخماد أربعة حرائق في بلدات ليريا وبومبال وأوريم، على بعد نحو 100 كيلومتر من العاصمة لشبونة.

بحسب الموقع الإلكتروني للهيئة الوطنية للحماية المدنية، رُصدت خمس بؤر للحرائق في المنطقة استدعت تدخل نحو 1200 من رجال الإطفاء وأكثر من 300 مركبة ونحو عشر طائرات ومروحيات.

ودفع خطر اندلاع الحرائق السلطات إلى إغلاق حديقة “سينترا” الواقعة غرب لشبونة والتي يزور قصورها سياح من جميع أنحاء العالم.

وحذر رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا أمس الأول الأثنين، من أخطار “قصوى” في الأيام المقبلة، فيما بلغت درجة الحرارة 43.1 مئوية في وسط البلاد.

وقال كوستا :”تشير الدراسات إلى أنه حتى لو حقق العالم أهداف اتفاقية باريس”، التي تنص على الحد من الاحترار العالمي إلى أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الحقبة الصناعية، ومن الناحية المثالية إلى 1.5 درجة مئوية، فإن “خطر حرائق الغابات في البرتغال سيكون أكبر بست مرات”.

وأعلنت الحكومة البرتغالية حالة طوارئ حتى يوم الجمعة المقبل على الأقل بهدف تعزيز تعبئة خدمات الإنقاذ وقدراتها، خصوصا البرتغال لا تزال تعاني من صدمة حرائق العام 2017 التي أودت بحياة أكثر من 100 شخص.

فرنسا

تتواصل موجة الحر في فرنسا التي بدأت الأثنين، مع توقعات أن تصل ذورتها الأسبوع المقبل، في مؤشر إلى تداعيات التغيّر المناخي الذي سيتسبب بحدوث فصول صيف “حارة أكثر فأكثر، حيث سيصبح المعدل 35 درجة مئوية”، بحسب هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية.

واجتاح حريقان نحو 1700 هكتار من أشجار الصنوبر في الغابات قرب جيروند في جنوب غرب البلاد صباح الأربعاء، ما أسفر عن إجلاء نحو 6500 شخص كانوا يخيمون هناك حيث وُضعت نحو سبع دوائر بحالة تأهّب.

ويُتوقع أن تستمر موجة الحر في فرنسا حتى مطلع الأسبوع المقبل. وتقول هيئة الأرصاد إن موجة الحر قد تستمر من “ثمانية إلى عشرة أيام”، على أن تبلغ ذروتها “بين السبت والثلاثاء” 19 يوليو/ تموز.

وبحسب الهيئة فإنه اعتبارا من الأربعاء، يتوقع أن تتراوح أعلى درجات الحرارة بين 36 و38 مئوية، أو حتى 39 مئوية في جنوب غرب البلاد.

أما في بريطانيا فقد وجهت الأرصاد الجوية الوطنية تحذيرا قبل موجة “حر قصوى” اعتبارا من الأحد، مع حرارة قد تتجاوز 35 مئوية، في وقت دعت فيه شركات توزيع المياه في انكلترا المستهلكين إلى الاقتصاد في استخدام المياه في مواجهة موجة الحر.

ومن المتوقع أن تمتدّ موجة الحر الشديدة إلى أنحاء أخرى من أوروبا الغربية أو حتى وسط أوروبا.

نتيجة مباشرة للاحتباس الحراري

ويقول العلماء إن تزايد موجات الحر في أوروبا هو نتيجة مباشرة للاحتباس الحراري، وإن انبعاثات الغازات الدفيئة تزيد من قوة موجات الحرارة ومدتها ووتيرتها.

في هذا السياق، تقول المتحدثة باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية كلار نوليس في جنيف: “تضرب موجة حر جديدة، هي الثانية هذا العام، أوروبا الغربية. تؤثر بشكل أساسي على إسبانيا والبرتغال، لكن من المتوقع أن تصبح أقوى وأن تمتد”.

ويُرافق موجة الحر جفاف ويابسة جافة جدا ولها تأثير مقلق على “الأنهار الجليدية في جبال الألب التي تتأثر فعلا في الوقت الحالي”، بحسب نوليس.

اقرأ أيضا: وضع خطير واستثنائي .. موجة حر تضرب 4 دول أوروبية

وأضافت “إنه موسم يلحق الكثير من الضرر بالأنهار الجليدية” فيما “نحن نسبيا في بداية فصل الصيف”.

وجاء حديثها بعد أسبوع على انهيار جليدي في جبل مارمولادا في ايطاليا بسبب تأثير الاحتباس الحراري، مما أسفر عن مقتل 11 شخصا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى