أخبار العرب في أوروبا – إسبانيا
تستمر درجات الحرارة في الارتفاع في إسبانيا مع انتشار موجة حرائق الغابات، في وقت تواصل فيه فرق الأطفاء في محاولاتها لإخماد الحرائق. وتسبب الطقس الحار والحرائق المستعرة في وفاة مئات الأشخاص في البلاد.
وأفادت صحيفة” الكونفدنثيال” الإسبانية اليوم الأحد، أن التقديرات تشير إلى أنه أكثر من 360 شخصا لقوا حتفهم بالفعل، بسبب ارتفاع درجات الحرارة والحرائق.
وقالت الصحيفة إن موجة الحر الشديدة تجعل من الصعب السيطرة على حرائق الغابات التي اندلعت منذ الأسبوع الماضي، وتستمر حتى الآن.
وأشارت إلى أنه تم إخلاء بعض البلدات الإسبانية بسبب الحرائق التي وصلت إلى عدة منازل وأحرقتها، وامتدت موجة الحر عمليا إلى شبه الجزيرة الإيبيرية بأكملها( تتكون من إسبانيا والبرتغال وأندورا ومنطقة جبل طارق و تشكل إسبانيا الجزء الأكبر منها بحوالي 85%).
بالإضافة إلى درجات الحرارة المرتفعة للغاية، فقد لعب الجفاف دورا كبيرا في الأزمة المناخية التي تمر بها إسبانيا، حيث تعاني العديد من مناطق البلاد من الجفاف الشديد هذا العام.
في السياق، أكد معهد “كارلوس الثالث”، التابع لوزارة الصحة الإسبانية، أن عدد الوفيات التي تُعزى إلى درجات الحرارة المرتفعة للغاية التي تم تسجيلها من 10 إلى 15 يوليو/ تموز الجاري، بلغ 360 حالة وفاة.
وقال المعهد إن أحدث البيانات التي جمعها نظام المراقبة للوفيات اليومية من جميع الأسباب (MoMo) بسبب درجة الحرارة الزائدة هي تلك التي تشير إلى الجمعة 15 يوليو/ تموز ، وهي الذروة القصوى، مع 123 حالة وفاة في يوم واحد.
وأشار المعهد إلى أن مدريد والأندلس وإكستريمادورا وجاليسيا وكاستيلا إي ليون هي المناطق التي سجلت أكبر عدد من الوفيات.
إلى ذلك، أفادت صحيفة “الموندو” الإسبانية أمس السبت، أن النيران اشتعلت في المحمية الطبيعية، عبر كانتاجالو (يارايسجو) وسولانا دي إل كوتو، أمام وادي تاجو.
وأعرب رئيس جمعية أصدقاء المحمية وخبير الغابات، فرانسيسكو كاستاناريس، عن أسفه للحريق الذي شب في المحمية، مؤكدا إنه إلى جانب المروحيات تشارك 6 شاحنات و9 نقاط تفتيش و5 جرافات ومنسق إقليمي، واثنان من خبراء البيئة في محاولة للسيطرة على ذلك الحريق ومحاولة إطفائه.
ويرى الخبير كاستاناريس أن المحمية تحتاج معجزة للنجاة بسبب ارتفاع درجات الحرارة المستمرة التي تجعل من الصعب السيطرة على ذلك الحريق، مشيرا إلى أن النيران أحرقت العديد من أعشاش النسور السوداء، معربا عن خشيته في أن المحمية الطبيعية التي تعتبر الأكثر أهمية ورمزية في اكسترامادوا تنتهى بهذا الشكل.
اقرأ أيضا: الموجة الحارة تصل ذروتها في فرنسا.. والحرارة في باريس 40 مئوية
وتعتبر كل إسبانيا، باستثناء جزر الكناري، في حالة تأهب قصوى بسبب موجة الحر الشديدة التي تضرب البلاد منذ أكثر من أسبوع، إضافة لعدد من دول جنوب وجنوب غرب أوروبا، حيث من المتوقع أن تصل ذروة الموجة في فرنسا غدا الاثنين والثلاثاء، مع توقعات أن تتجاوز الحرارة في باريس الـ 40 مئوية.
ويقول العلماء إن تزايد موجات الحر في أوروبا هو نتيجة مباشرة للاحتباس الحراري، وإن انبعاثات الغازات الدفيئة تزيد من قوة موجات الحرارة ومدتها ووتيرتها.
ويلقي دعاة حماية البيئة باللوم على تغير المناخ في ارتفاع درجات حرارة إلى نحو 40 درجة مئوية في العديد من دول القارة التي عرفت دائما بصيف معتدل وأحيانا بارد، لكن خبراء المناخ يحذرون من أن الصيف الأوروبي المعتدل قد يصبح من الماضي خلال السنوات المقبلة، في حال لم يتم وضع حد للاحتباس الحراري في أسرع وقت.