أخبار العرب في أوروبا – اقتصاد
ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا بشكل كبير وذلك في أعقاب خفض روسيا إمداداتها عن ألمانيا ودول أخرى في منطقة وسط أوروبا، على إثر تهديدها باتخاذ الخطوة في وقت سابق خلال الأسبوع الجاري.
وسجلت أسعار الغاز مستويات لم تشهدها منذ فبراير/شباط الماضي، وبحسب شبكة (CNBC)، فقد ارتفعت الأسعار بنسبة 12% الثلاثاء ثم عاودت الارتفاع مرة أخرى أمس الأربعاء بنسبة 7%، أي أنها في يومين فقط ارتفعت بنسبة تصل لنحو 20%.
وصعدت العقود الآجلة للغاز في تعاملات بعد ظهيرة أمس، إلى مستوى 2500 دولار لكل ألف متر مكعب، بعد أن كانت في وقت سابق الأربعاء عند 2350 دولار لكل ألف متر مكعب.
بهذا يكون سعر الغاز الطبيعي أعلى 6 مرات مما كانت عليه في يوليو/ تموز 2021، وبالتالي يتوقع الخبراء الآن أن تتضاعف فاتورة الغاز للأسر في أغلب الدول الأوروبية لاسيما ألمانيا التي تعتمد على الغاز الروسي بشكل كبير.
وكانت روسيا قد خفضت إمدادات الغاز عبر خط أنابيب “نورد ستريم 1” إلى ألمانيا، وهو يعمل حاليا بأقل من 20 % من طاقته العادية.
وخلال الأيام الماضية سعت شركة الطاقة الروسية “غازبروم” إلى تبرير الخفض الأخير، وقالت إنه كان “ضروريا لإجراء أعمال صيانة لمحركات توربينية”.
لكن الحكومة الألمانية قالت إنه “لا يوجد أي سبب فني يجعل الشركة تخفض إمداداتها”.
في وقت اتهمت فيه أوكرانيا موسكو بشن “حرب غاز” على أوروبا، وخفض الإمدادات لبث حالة من “الرعب” لدى المواطنين.
ألمانيا الأكثر تضررا
وكان زعماء أوروبا اتففوا الثلاثاء على خفض استخدام الغاز بنسبة 15%، لكن ألمانيا التي تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي، ستكون الأكثر تضررا حيث قررت خفض الاستخدام بنسبة 30%، ويقوم المسؤولون هناك بالفعل بتعتيم أضواء الشوارع وإغلاق حمامات السباحة لتوفير الطاقة.
وقبل الحرب الأوكرانية كانت ألمانيا تستورد من روسيا 55% من احتياجات الغاز، وتُنقل معظم الإمدادات عبر خط أنابيب “نورد ستريم 1″، والباقي يأتي عبر خطوط أنابيب أرضية.
لكن الحكومة الألمانية تقول إن نسبة اعتماد البلاد على الغاز تراجعت إلى 25% بعد الحرب.
اقرأ أيضا: مع ترقب رفع أسعار الفائدة.. الدولار يتجه نحو الانخفاض
ومنذ الشهر الماضي بدأت موسكو في خنق إمدادات الغاز إلى أوروبا، عندما خفضت كمية الغاز المتدفقة عبر خط”نورد ستريم 1″، طريق الإمداد الرئيسي إلى ألمانيا وأوروبا إلى حوالي 40% من طاقته ثم قلل النسبة إلى 20%، ثم اليوم نزلت إلى 19.5%.
ويلقي الكرملين باللوم على الإصلاحات في تعطل الإمدادات، لكن القادة الأوروبيين ليس عندهم شك في أن الرئيس الروسية فلاديمير بوتين يسعى إلى معاقبتهم، ردا على العقوبات الغربية ضد بلاده.