أخبار العرب في أوروبا – اقتصاد
أعلنت مجموعة “غازبروم” الروسية المملوكة للدولة، مساء اليوم الجمعة، إغلاق خط توريد الغاز إلى أوروبا عبر ألمانيا “نورد ستريم 1” إلى أجل غير مسمى.
وقالت الشركة في بيان، إنها كشفت أعطالا في توربينات الخط الذي يمتد على عمق 1200 كيلومتر تحت بحر البلطيق من الساحل الروسي بالقرب من مدينة سانت بطرسبرغ إلى شمال شرقي ألمانيا، وقامت بإعلام شركة “سيمنز” بشأن الحاجة إلى إصلاحها، مضيفة أن “خط الأنابيب لن يعمل إذا لم يتم إنهاء العطل”.
تعليقا على ذلك، قالت وزارة الاقتصاد الألمانية: “لا تعليق لنا على إعلان غاز بروم… نعلم الآن أن موسكو ليست لديها مصداقية”، مضيفة “لدينا مخزون من الغاز يتجاوز 80 %”.
وفي أعقاب هذا الآن، اعتبرت المفوضية الأوروبية إغلاق خط نورد ستريم 1 “دليلا على استخفاف روسيا، وتفضيلها حرق الغاز بدلا من احترام العقود الموقعة مع أسواقها”، مضيفة أن “إغلاق الخط بذرائع غير صحيحة، هو تأكيد جديد على أن موسكو مورد غير موثوق”.
وينتظر أوروبا أصعب شتاء يمر عليها منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك بعد الخفض التدريجي لضخ الغاز الروسي عبر خط “نورد ستريم 1” إلى نسبة 40% من طاقته الاستيعابية ثم 20%، قبل أن تعلن “غازبروم” اليوم وقف الضخ بشكل كامل.
وتتجه الأنظار حاليا إلى الدول الأوروبية ومخزونها من الغاز، ويثار التساؤل فيما إذا كان سيكفيها ذلك المخزون لتجاوز الشتاء الصعب، أم سيكون عليها أن تتعامل مع “كارثة الغاز” ، وهو التعبير الذي اختارته مجلة “إيكونومست” للتعبير عما ينتظر الأوروبيين خلال الأشهر المقبلة.
وقبل الإعلان الروسي، اتفق وزراء مالية مجموعة الدول الصناعية السبع، في وقت سابق من اليوم، على وضع سقف لأسعار النفط الروسي، مؤكدين التزامهم بالخطة، لكنهم ذكروا أن مستوى سقف الأسعار سيحدد لاحقا “بناء على مجموعة من المدخلات الفنية” التي سيتفق عليها تحالف الدول التي ستطبقه.
وفي رد فعل الكرملين على التوافق الغربي بشأن الغاز الروسي، هددت موسكو بوقف صادراتها من الغاز لأوروبا بعد ساعات من تأكيدها الاستعداد لاستئناف عمليات التصدير بداية من يوم غدٍ السبت نحو محطة الغاز في ألمانيا عبر خط أنابيب “نورد ستريم 1” بعد توقف استمر ثلاثة أيام لإجراء أشغال صيانة.
جدير بالذكر أن نحو 40 % من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز تأتي من روسيا حتى العام الماضي، قبل أن توقف شركة “غازبروم” تسليم الغاز لعدد من عملائها الأوروبيين لرفضهم الدفع بالروبل الروسي.
اقرأ أيضا: يوروستات: تراجع معدل البطالة بمنطقة اليورو لمستوى قياسي
وبحسب موقع موقع “إيه جي إس آي”، المتخصص في تتبع مخزون الغاز في العالم، فإن الدول الأوروبية الكبرى بلغت مستوى مطمئنا من التخزين كما هو الحال بالنسبة لفرنسا وألمانيا وإيطاليا، بخلاف دول أوروبا الشرقية التي تعاني من نقص حاد في مخزون الغاز.
نسبة تخزين الغاز في الدول الأوروبية الكبرى:
1- فرنسا بنسبة 91%
2- ألمانيا 84%
2- بلجيكا 88.5
4- إيطاليا 82%
في مقابل ذلك، تعيش دول أوروبا الشرقية نقصا في مخزون الغاز :
1-بلغاريا: 66%
2-هنغاريا: 63%
3-لاتفيا: 53%
إلى ذلك، تشير توقعات صندوق النقد الدولي أن اقتصادات دول أوروبا الشرقية هي التي ستضرر بشكل كبير من قطع الغاز الروسي، حيث سيتراجع الناتج الداخلي بنسبة 6% في هذه الدول.
كما سيؤثر قرار وقف الغاز الروسي عن أوروبا على الاقتصاد العالمي، حيث تشير توقعات النقد الدول أن الناتج الداخلي العالمي سوف يتراجع بنسبة 2.6% خلال هذا العام وبنسبة 2% خلال العام المقبل 2023.
