أخبار العرب في أوروبا-فرنسا
قالت محكمة فرنسية إن هناك إمكانية لحجب المواقع الإباحية على الإنترنت عن الأطفال والمراهقين. وهو هدف تعمل لأجله منظمات لحماية الطفل منذ فترة بدعم من الحكومة الفرنسية.
وعرضت محكمة باريس أمس الأول الثلاثاء، تنظيم “وساطة” لبحث سبل منع ولوج الأطفال والقاصرين إلى المواد الإباحية على الإنترنت، ما أثار استياء الهيئة العامة الفرنسية لتنظيم الاتصالات السمعية البصرية والرقمية “أركوم”، التي تطالب مشغلي الاتصالات بالحجب الفوري للعديد من المواقع الإباحية.
وخلال جلسة عاصفة قال”فابريس فيرت” النائب الأول لرئيس المحكمة، الذي يروج لهذا الأسلوب في حل النزاعات: إن” المحكمة ترى بأن هذه القضية تحتوي على معايير تؤهلها للوساطة”.
ومن المزمع أن يتم اليوم الخميس رسميا اتخاذ قرار يدعو الأطراف المتنازعة إلى التفاوض، في حين تم فعلا طرح اسم الخبير الاقتصادي”برونو ديفينس” كوسيط، لحل هذه المسألة.
في هذا السياق، تساءل “توماس روهمر” وهو مؤسس مرصد التربية والتعليم الرقمي”أوبن”، إحدى جمعيات حماية الطفل التي أخطرت الهيئة العامة الفرنسية لتنظيم الاتصالات السمعية البصرية والرقمية “أركوم” في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية: “هل يمكن تخيل وساطة بين تاجر مخدرات وبين شرطي؟”.
و يرى روهمر بأن اللجوء إلى إجراء المسألة الدستورية ذات الأولوية في اللحظة الأخيرة يظهر “رغبة المواقع الإباحية في إطالة القضية، على أساس وجود سوء نية في الحجج”.
وتأتي هذه الخطوة بعد دعوة من قبل جمعيتا إي أنفونس ( e-Enfance) وصوت الطفل (la Voix de l’Enfant) بدعم من الحكومة الفرنسية إلى حظر تسعة من الموقع الإباحية الرئيسية مباشرةً من مزودي خدمة الإنترنت، خاصة وأن نص الإحالة يتضمن أدلة تشير إلى تعرض ما يقرب طفل من بين كل ثلاثة أطفال في سن الثانية عشرة لمواد إباحية.
ويحظى قرار المحكمة حجب المواقع الإباحية بأهمية بالغة في فرنسا، لأنه وفي حالة دخوله حيز التنفيذ فلن يؤثر فقط على القاصرين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، بل على جميع الفرنسيين.
هذا الأمر قد يجعل القضية تثير جدلا كبيرا حيث يندد البعض بالتعدي على مبدأ “التناسب”. كما قد يؤدي قرار الحجب إلى عدة عواقب كما أكد مدير موقع “توكيف” الإباحي المستهدف بدعوى الحظر في تصريح لصحيفة “نوفال أوبس” الفرنسية.
ورغم ذلك، يشكك خبراء المواقع الإلكترونية في فعالية الحظر كما يتخوفون في الوقت ذاته من إمكانية حدوث تأثير مخالف للهدف، بالنظر إلى أن محرك البحث غوغل الذي لم يتم استشارته بشأن فعالية الإجراء.
وأوضحوا في هذا الصدد بالقول إن “غوغل يقوم بتحديث محرك البحث الخاص به بسرعة وبشكل دائم، وهذا ما قد يسمح بظهور المواقع الإباحية الصغيرة الغامضة إلى أعلى نتائج البحث”.
اقرأ أيضا: دارمانان: قائمة تضم 100 إمام وشخصية دينية لترحيلهم من فرنسا
من جهة ثانية، ذكر مصدر مقرب من الوزير الفرنسي المفوض للشؤون الرقمية “جان نويل بارو” الأثنين الماضي، أن الحكومة تحضّر مع قطاع الاتصالات وأيضا جمعيات حماية الطفل، لنظام رقابة أبوية افتراضي للهواتف الذكية، سيتم ضبطه بمرسوم “في ظرف بضعة أسابيع أو أشهر”.
جدير بالذكر أنه بحسب الأرقام الحكومية في فرنسا، فإنه بحلول سن الثانية عشرة، يكون كل طفل من بين ثلاثة في فرنسا قد شاهد فعلا المحتوى إباحي، و62 % من الشباب قد شاهدوا أول الصور الإباحية قبل المدرسة الثانوية، أي قبل سن 15، وأكثر من 82 %من القاصرين قد شاهدوا محتوى إباحي.