رغم تأكل القوة الشرائية لديهم.. ربع الألمان لا يعرفون ماذا تعني كلمة التضخم
أخبار العرب في أوروبا – ألمانيا
كشفت نتائج استطلاع للرأي نشرت اليوم السبت، أن نحو ربع سكان ألمانيا لايعرفون بالضبط ما هو معنى التضخم، على الرغم أنه أدى منذ عدة شهور إلى تآكل القوة الشرائية لديهم.
وبحسب الاستطلاع الذي أجري لصالح الرابطة الاتحادية للمصارف الألمانية “بي دي بي”، فإن النسبة ضمن الشريحة العمرية بين 16 و24 عاما ارتفعت إلى 45% ممن قالوا إنهم لا يعرفون ما تعنيه كلمة “التضخم”، فيما لم يتمكن 23% من الأشخاص في هذه الشريحة العمرية من ذكر المعدل الحالي للتضخم في ألمانيا ولو بشكل تقريبي.
وأعربت غالبية كبيرة ممن شملهم الاستطلاع (82%) عن تأييدها لإيلاء أهمية كبيرة لتدريس العلاقات الاقتصادية في المدارس، وما يتضمنه ذلك من تعريف التلاميذ بكيفية التعامل مع الأموال وتعريفهم بالأنظمة الاقتصادية وإمكانيات التخطيط للتقاعد وإمكانيات استثمار الأموال.
وقال كثيرون ممن شملهم الاستطلاع إنهم لا يفهمون شيئا عن صناديق المؤشرات المتداولة ولا صناديق الاستثمار وما شابهها. كما اعترف أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع (54 %) بأنهم لا يعرفون شيئا عما يحدث في البورصة.
يشار إلى أسعار الطاقة والمواد الغذائية المرتفعة لا تزال تتسبب منذ شهور في ارتفاع ملحوظ في غلاء المعيشة في ألمانيا، بسبب ارتفاع معدل التضخم إلى مستويات قياسية.
وكانت بيانات المكتب الاتحادي للإحصاء أفادت مؤخرا بأن معدل التضخم في أكبر اقتصاد أوروبي خلال أغسطس/آب الماضي ارتفع بنسبة 7.9 % مقارنة بنفس الشهر من 2021. ويتوقع خبراء اقتصاد أن تتألف نسبة التضخم من رقمين في الشهور المقبلة (أي 10% على أقل تقدير).
معنى التضخم وأسبابه
يتم تعريف التضخم بأنه الزيادة المستمرة في المستوى العام لأسعار السلع والخدمات في دولة ما، ويُقاس على أنه نسبة مئوية متغيرة سنويا.
ويعني أيضا ارتفاع أسعار الأشياء مع مرور الوقت. وبطريقة أخرى، يُقصد بالتضخم أن كل يورو تملكه اليوم يمكنه شراء نسبة أقل من السلع والخدمات مقارنة مع الشهر او العام الماضي، إذ أنه عندما ترتفع الأسعار تنخفض قيمة الأموال التي تمتلكها.
وأسباب التضخم تعود لثلاثة أمور وهي:
أولا: التضخم الناجم عن الزيادة الإجمالية في الطلب على السلع والخدمات مما يؤدي إلى زيادة أسعارها، ويمكن تلخيص تلك النظرية في “الكثير من المال يسعى لشراء كمية قليلة جدا من السلع” أو بمعنى آخر، إذا كان نمو الطلب أسرع من العرض سترتفع الأسعار، ويحدث ذلك عادة في الاقتصادات سريعة النمو.
اقرأ أيضا: استطلاع: 39% من الألمان يخشون من عدم القدرة على سداد فواتير الطاقة
ثانيا: التضخم الناجم عن التكلفة ويحدث هنا عندما ترتفع تكاليف الإنتاج على الشركات، وعندما يحدث ذلك تقوم الشركات بزيادة الأسعار للحفاظ على هوامش الربح ويُمكن أن تشمل التكاليف أشياء مثل الأجور أو الضرائب أو زيادة تكاليف الموارد الطبيعية أو الواردات. وهذا ما يحدث في أوروبا حاليا بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج نتيجة زيادة أسعار الطاقة.
ثالثا: يحدث في العادة في الاقتصادات الضعيفة وينجم هذا النوع من التضخم نتيجة لزيادة المعروض من النقود في الاقتصاد.
أي بمعنى أوضح، تصبح الأموال مثل أي سلعة تتحدد أسعار الأشياء عن طريق العرض والطلب، فإذا كان هناك كثرة في المعروض تنخفض أسعار ذلك الشيء، وإذا كان هذا الشيء هو النقود وهناك كثرة في المعروض منها تنخفض قيمة تلك النقود، وتتسبب في ارتفاع أسعار كل الأشياء الأخرى المسعرة بتلك النقود.