أخبار العرب في أوروبا – متابعات
أعمدة ضخمة من الغاز والغبار باللونين البني والبرتقالي في الكون الشاسع، تعج بآلاف النجوم في طور التكون وأجزاء شديدة الإحمرار تبدو كالحمم البركانية. هذا ما كشفته أول صورة يلتقطها التلسكوب الفضائي “جيمس ويب” التابع لوكالة الفضاء الأمريكية أمس الأول الأربعاء، لما يسمى بـ”أعمدة الخلق” (Pillars of Creation).
تقع هذه الأعمدة في قلب ما يطلق عليه علماء الفلك اسم (إم 16) ميسيار 16، أو سديم النسر. وهي منطقة نشطة لتكون النجوم.
وأُطلق التلسكوب قبل أقل من عام لدراسة دورة حياة النجوم والكواكب الموجودة خارج المجموعة الشمسية، ويستطيع أن يخترق ضبابية الأعمدة بفضل أدواته التي تلتقط ضوء الأشعة تحت الحمراء، ليكشف بالتالي عن عدد كبير من النجوم الجديدة التي تتكون وتبدو ككرات حمراء لامعة.
وما يسمى بـ”أعمدة الخلق”، وهو عبارة عن سحب باردة وكثيفة من غاز الهيدروجين والغبار. وقد تمكنت كل التلسكوبات الكبيرة من تصوير هذا المشهد في الماضي، وكان أشهرها مرصد هابل عامي 1995 و 2014. لكن جيمس ويب أعطى منظورا آخر.
وقالت “ناسا” أمس الخميس في بيان أن رؤية جيمس ويب الجديدة لـ”أعمدة الخلق” بواسطة كاميرا الأشعة تحت الحمراء القريبة (NIRcam) ستساعد الباحثين على تجديد نماذجهم لتشكل النجوم من خلال تحديد أعداد أكثر دقة للنجوم التي تشكلت حديثًا، بالإضافة إلى كميات الغاز والغبار في المنطقة.
وأضافت بأن “مشهد مقذوفات نجوم في طور التكون” تعود إلى بضع مئات من آلاف السنين فقط”، وتابعت أن هذه “النجوم تطلق بشكل دوري مقذوفات تفوق سرعة الصوت وتصطدم بسحب من المواد كهذه الأعمدة الكثيفة”.
وأشار بيان وكالة الفضاء الأمريكية إلى أنه بمرور الوقت، سيبدأ الباحثون في بناء فهم أوضح لكيفية تشكل النجوم وانفجارها من هذه الغيوم المتربة على مدى ملايين السنين.
وأوضحت حول كيفية تشكل النجوم قائلة إن “الأجرام السماوية الحمراء الساطعة التي تظهر خارج الأعمدة المتربة في الصورة تتكون عندما تتشكل العقد ذات الكتلة الكافية داخل أعمدة الغاز والغبار الكوني ثم تبدأ في الانهيار تحت جاذبيتها وتسخن ببطء لتشكل نجومًا جديدة في النهاية”.
اقرأ أيضا: عالم الوراثة السويدي “سفانتي بابو” يفوز بجائزة نوبل للطب
أما عن الخطوط المتموجة التي تشبه الحمم البركانية عند حواف بعض الأعمدة، فهي مقذوفات من النجوم التي لا تزال تتشكل داخل الغاز والغبار، وتطلق النجوم الفتية بشكل دوري نفاثات تفوق سرعة الصوت وتصطدم بسحب من المواد، مثل هذه الأعمدة السميكة.
و”أعمدة الخلق” تقع في مجرة درب التبانة على مسافة 6500 سنة ضوئية من الأرض، وتحديدا في سديم “النسر”. وأصبحت معروفة بفضل تلسكوب “هابل” الفضائي الذي التقط أول صورة لها قبل أكثر من 27 عاما.