أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
وصل عدد المعتقلين في فرنسا إلى رقم قياسي جديد بلغ 72 ألفا و 809 أشخاص في نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وفقا لإحصاءات رسمية نُشرت أمس الأحد.
يأتي هذا بعد ما يقارب ثلاث سنوات على إدانة القضاء الأوروبي للسجون الفرنسية.
وهذا يعني تلاشي الأمل المتمثل في الحد نهائيا من الاكتظاظ في السجون الفرنسية، كما أمرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان فرنسا في 2020.
وبحسب البيانات الإحصائية الصادرة عن وزارة العدل الفرنسية، كان في السجون الفرنسية في الأول من الشهر الجاري 72 ألفا و 809 معتقلين لقدرة استيعاب لـ 60 ألفا و 698 شخصا، أي كثافة تبلغ 120% في مراكز الاعتقال.
والرقم القياسي السابق كان 72 ألفا و 575 معتقلا ويعود لشهر مارس/آذار 2020 عشية العزل المقرر لمكافحة وباء فيروس كورونا، والذي أدى إلى انخفاض حاد في عدد السجناء. إذ دخل عدد أقل من الأشخاص إلى السجون، واتخذت تدابير لعمليات إفراج مبكر. لكن مذاك ارتفعت الأرقام بانتظام.
هذا الاتجاه يتعارض مع ما يسجل في الدول الأوروبية المجاورة لفرنسا، حيث انخفضت نسبة الاعتقال في العقد الأخير: -12.9% في ألمانيا و-17.4% في هولندا.
وبالرغم من الرقم القياسي، لا يزال معدل السجناء لكل 100 ألف مواطن في فرنسا متوسطا مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى.
إلا أن هذا المعدل في طريقه للارتفاع من 92 إلى 107 إذا أخذنا في الحسبان إحصاء وزارة العدل الأخير.
وتشير بيانات المجلس الأوروبي إلى تساوي هذا المعدل مع دول أوروبية أخرى مثل أوكرانيا واليونان.
لكن في فرنسا زاد عدد السجناء خلال عام واحد 2997 شخصا- كان عددهم 69 ألفا و 812معتقلا في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول2021 – بزيادة قدرها 4.3%. وبسبب هذا الاكتظاظ، أُرغم 2225 سجينا على النوم على فرش على الأرض.
ومؤخرا استنكرت المراقبة العامة لأماكن الحرمان من الحرية دومينيك سيمونو، “الشغف الفرنسي بايداع الأفراد في السجون”.
وسبق أن حاول المرصد الدولي للسجون ونقابة المحامين في مدينة بوردو، وجمعية للدفاع عن حقوق المعتقلين اتخاذ إجراءات قانونية لوضع حد لهذا “المساس الخطير والجماعي بالحقوق الأساسية للسجناء”، لكنّ مجلس الدولة رفض طلب هذه الهيئات في 11 تشرين الثاني/نوفمبر.
وكانت الحكومة الفرنسية قد وعدت لمواجهة هذه المشكلة، ببناء 15 ألف مكان إضافي جديد في السجون بحلول عام 2027، كما أكدت أن اللجوء المتنامي للتدابير التي تشكل بديلا من الاعتقال “ستظهر مفاعيله في الأشهر المقبلة”.
اقرأ أيضا: موجة برد شديدة تضرب فرنسا هذا الأسبوع
وكانت وزارة العدل الفرنسية قالت مطلع الشهر الجاري، إن من يستفيد من الزنزانة الفردية 41%فقط من أصل 72 ألفا و350 معتقلا وأن الاكتظاظ يبلغ مستويات 150% و200% و208% من الطاقة الاستيعابية للسجون الثلاث الرئيسية في البلاد.
كما ذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية بداية الشهر الجاري، بأن العدد الأسبوعي اقترب من 200 سجين.
ووصفت الصحيفة عدد السجناء بـ”التاريخي” و”غير المسبوق”، مشيرة إلى أن العدد كان 1 يونيو/ حزيران عام 2020 أكثر بقليل من 58 ألف سجين.
جدير بالذكر أنه خلال العام الماضي كان لدى فنلندا أقل عدد من السجناء في دول الاتحاد الأوروبي، حيث بلغ 43,3 سجينا لكل 100 ألف نسمة، بينما كان لدى جمهورية التشيك أكبر عدد من السجناء في دول التكتل حيث بلغ عددهم 192 لكل 100 ألف نسمة.
