لمواجهة النقص الحاد .. ألمانيا بصدد جذب عمالة ماهرة عبر “بطاقة الفرص”
أخبار العرب في أوروبا – ألمانيا
تتجه ألمانيا إلى إقرار قانون جديد يسهل هجرة الأشخاص من خارج الاتحاد الأوروبي إلى ألمانيا من خلال الحصول على بطاقة جديدة تحمل اسمه “فرص”، وذلك بهدف مواجهة النقص الحاد في العمالة الماهرة في العديد من القطاعات في أكبر اقتصاد أوروبي.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، فإن مشروع القانون الجديد سيعتمد على البطاقة الجديدة لتسهيل الاعتراف بالمؤهلات ومعرفة مدى الخبرة التي يتمتع بها حامل هذه البطاقة.
وضمن أمور أخرى، من المقرر منح ما يسمى بـ”بطاقة الفرص” القائمة على نظام النقاط للأشخاص الحاصلين على شاهدة تأهيل مهني أجنبية، والتي أمضوا في دراستها عامين على الأقل، وذلك عند بحثهم عن وظيفة.
وينص مشروع القانون على أن معايير الاختيار تشمل المهارات اللغوية والخبرة المهنية والعمر والصلة بألمانيا، وتوفر بطاقة الفرص إمكانيات للعمل التجريبي أو العمل بدوام جزئي.
كذلك، يمكن أن يحصل شخص من دولة خارج الاتحاد الأوروبي على بطاقة الفرص، إذا حصل على 6 نقاط على الأقل، في نظام النقاط الجديد.
على سبيل المثال، يمكن الحصول على 4 نقاط إذا كان لدى الشخص مؤهل مهني محدد، أيضا يمكن أن يحصل على 3 نقاط إذا كان يجيد اللغة الألمانية، أو لديه ما لا يقل عن ثلاث سنوات من الخبرة في المهنة ذات الصلة.
ووفقا لمشروع القانون، يمكن أن يحصل الشخص على نقطتين إذا كان لديه حد أدنى من المعرفة باللغة الألمانية أو لديه خبرة مهنية في مجاله لمدة عامين أو عمره لا يزيد عن 35 عاما.
أيضا يمكن أن يحصل الشخص على نقطة في المستقبل إذا قضى بشكل قانوني مدة ستة أشهر متواصلة في ألمانيا.
وفي وقت سابق، قام كل من وزير العمل هوبرتوس هايل وزير الاقتصاد روبرت هابيك ووزيرة الدخلية نانسي فيزر و وزيرة التعليم بيتينا شتارك، بوضع الخطوط الرئيسية لمشروع القانون الجديد في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد أن أقرها مجلس الوزارء.
وتهدف الحكومة الألمانية من هذه الإجراءات إلى تمكين عشرات الآلاف من الأشخاص من خارج الاتحاد الأوروبي سنويا من شق طريقهم إلى سوق العمل الألمانية والعيش بالبلاد، وذلك بغرض مواجهة النقص الحاد في العمالة الماهرة في العديد من القطاعات.
كما تعتزم الحكومة تطبيق المزيد من التسهيلات لجذب العمالة الماهرة عبر مرسوم مرافق لمشروع القانون من وزارة العمل، والذي ينص -من بين أمور أخرى- على رفع الحد الأقصى السنوي الخاص لعدد العاملين الذين تستقبلهم ألمانيا من دول منطقة البلقان من 25 ألف شخص إلى 50 ألف شخص.
وتعاني ألمانيا منذ سنوات من نقص حاد في العمالة الماهرة، وسبق أن أكدت عدة دراسات بأن البلاد بحاجة إلى 400 مهاجر سنويا لسد النقص الحاصل في سوق العمل.
والأسبوع الماضي قدر اتحاد أصحاب المهن الحرة عدد الوظائف الشاغرة لدى هذ القطاع فقط بنحو 340 ألف وظيفة.
وكان رئيس مجلس إدارة الوكالة الاتحادية للعمل في ألمانيا أكد في نهاية صيف 2021، بأن ألمانيا بحاجة لنحو 400 ألف مهاجر سنويا لسد الثغرات في سوق العمل، منوها إلى أن الحاجة للعمال المهاجرين لتغطية سوق العمل بات واضحا أكثر مما كان عليه خلال الأعوام الماضية.
اقرأ أيضا: 340 ألف وظيفة شاغرة لدى أصحاب المهن الحرة في ألمانيا
وأضاف المسؤول الاقتصادي الألماني حينها:“هذا الأمر لا يتعلق بالنسبة للجوء، وإنما بالهجرة الهادفة لأجل سد الثغرات في سوق العمل”.
وشدد بالقول:“سيكون هناك نقص في العمالة المتخصصة في مجالات عدة، بدءا من مجال الرعاية الصحية، مرورا بخبراء المناخ، ووصولا إلى المتخصصين في الخدمات اللوجستية والأكاديميات”.
كما كشفت نتائج دراسة حديثة قامت بها “مجموعة بوسطن للاستشارات” ونشرت نتائجها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بأن نقص العمالة يفقد ألمانيا سنويا نحو 86 مليار يورو من ناتجها الاقتصادي.
