أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
قالت دائرة الأرصاد الجوية الفرنسية، اليوم الجمعة، إن البلاد تشهد هذا العام أسوأ موجة جفاف يتم تسجيلها منذ نحو 64 عاما وبالتحديد العام 1959 بالرغم من أن فصل الصيف لم يحل بعد.
والعام الماضي شهدت فرنسا ارتفاعا في درجات الحرارة وموجات حر، حيث كان شهرا مايو/أيار وأكتوبر/تشرين الأول الماضيان أكثر الأشهر حرا على الإطلاق منذ عام 1900.
فيما تقدر دائرة الأرصاد الجوية الحكومية عجز هطول الأمطار بنسبة 25% في جميع أنحاء فرنسا.
وتقول الدائرة إن الأمر الاستثنائي هو أن الجفاف استمر في الخريف والشتاء الماضيين، ما أدى إلى عدم قدرة كمية الأمطار التي هطلت على تغذية الممرات المائية والمياه الجوفية وتأمين مياه شرب وري لمختلف مناطق فرنسا.
والمثال الحي الأكثر وضوحا في هذه الأزمة نجده في منطقة أوفيرني رون ألب وسط فرنسا. إذ إن مستوى الماء في البحيرات الاصطناعية التي تستخدم للري منخفض جدا فيما تراوح العجز بهطول الأمطار بنسبة 10 إلى 20% بين سبتمبر/أيلول 2022 ومارس/آذار 2023.
هذا الوضع دفع السلطات بفرض قيود على استخدام المياه ومطالبة سكان المناطق بالتأهب لمواجهة صيف قد يكون الأصعب هذا العام.
أما منطقة دروم جنوب شرقي فرنسا، فقد أعلنت المحافظة أن النهر “وصل إلى أدنى مستوى له منذ 104 سنوات خلال هذا الموسم بسبب قلة الأمطار”، حيث انخفض معدل هطول الأمطار إلى النصف مقارنة بالمعايير الموسمية خلال نفس الفترة. وهنا أيضا، اتخذت السلطات إجراءات تقييدية لاستهلاك المياه.
يذكر أن جميع فترات هطول الأمطار الأخيرة لا تزال غير كافية كونها متباينة للغاية. فعلى سبيل المثال توجد وفرة مياه في منطقة اللوار، لكنها شحيحة جدا في منطقة أردش التي تعاني من عجز بنسبة 70% مقارنة بالمعايير الموسمية.
اقرأ أيضا: الاقتصاد الفرنسي يسجل نموا طفيفا في الربع الأول لـ 2023
وفي ريفسالت جنوب غرب فرنسا يظهر القاع الجاف لنهر “أغلي”، فيما هلكت الأسماك فيه، بسبب الجفاف الشتوي الشديد الذي تعرضت له هذه المنطقة، حيث شهدت هطول أمطار محلية بنحو نصف مستواها الطبيعي.
ومنذ بداية أبريل/نيسان الحالي، تم فرض قيود على استخدام المياه في 29 بلدية بمنطقة لوار وتأثر ما يقارب المئة ألف مواطن بتلك الأزمة إذ تم تزويد تلك البلديات بالمياه من خلال سد رينايسون.