أخبار العرب في أوروبا- اليونان
رفع عشرات الناجين من حادث غرق قارب مهاجرين في البحر المتوسط، أمس الخميس، دعوى قضائية ضد السلطات اليونانية.
الدعوى التي رفعها 40 مهاجرا، تتهم اليونان بالتقصير في حماية أرواح مئات المهاجرين.
وكان قارب مهاجرين يحمل مالايقل عن 750 مهاجر غرق في 14 يونيو/حزيران الماضي، قبالة سواحل اليونان، ما تسبب بمقتل المئات، حيث يعد هذا الحادث الكارثة الأكثر دموية لغرق قارب في البحر المتوسط منذ العام 2011.
وكان غالبية ركاب القارب ينحدرون من الباكسان وسوريا مصر،ولم ينج منهم سوى حوالي 104 رجال، في حين انتشلت السلطات اليونانية 82 جثة فقط.
وبحسب مقابلات وأدلة اطلعت عليها وكالة “رويترز” روى الناجون قصصا مروعة لما عانوا منه خلال الرحلة فوق وتحت السطح مع عدم وجود طعام أو ماء، وعن محاولة كارثية من خفر السواحل اليوناني لسحب القارب الذي انقلب بعد ذلك بلحظات.
ووفقا لرواية خفر السواحل اليونانية والحكومة، فإنهم كانوا يراقبون القارب لساعات ولم تقدم على محاولة لقطره، وانقلب حين كان خفر السواحل على بعد نحو 70 مترا.
وحاليا يجري تحقيق قضائي في أسباب الكارثة، وقد يستغرق استكماله أكثر من عام.
وقالت الرابطة “الهيلينية” لحقوق الإنسان، وهي من ممثلي الناجين، في بيان، إن 40 ناجيا تقدموا بدعوى قضائية يشكون من أن “السلطات اليونانية أخفقت في التدخل على الفور وتنظيم عملية مناسبة في الوقت المناسب لإنقاذ من كانوا على متن القارب”.
ويقولون إن القارب كان “غير صالح للإبحار بشكل واضح”. ويطالبون أيضا بإجراء “تحقيق شامل وموثوق به وعلى الفور” في الكارثة.
وكان نواب أوروبيون طالبوا في يوليو/تموز الماضي بضرورة إجراء تحقيق مستقل عن سبب غرق قارب المهاجرين ذاته، واصفين التحقيق الداخلي اليوناني بأنه غير كاف.
الدعوة من قبل نواب في البرلمان الأوروبي، جاءت بعد مؤاخذات على تحقيق أثينا الخاص بغرق قارب المهاجرين. وطالب النواب بـ“تحقيق دولي مستقل وشفاف”.
اقرأ أيضا: مرصد حقوقي يتحدث عن مؤشرات تظهر تورط خفر السواحل اليوناني في غرق قارب المهاجرين
وكارثة قارب المهاجرين قبالة سواحل اليونان تعد الأكثر مأساوية منذ العام 2011، حيث يرجح وفاة قرابة 550 مهاجرا في هذه الكارثة، علما أن ضحايا كارثة 2011 يقدر العدد بنحو 700 مهاجر.
وشهدت اليونان العديد من حوادث غرق قوارب المهاجرين التي غالبا ما تكون متداعية ومحملة بأكثر من طاقتها، لكن هذا أكبر عدد من الخسائر البشرية منذ حادثة سابقة في 3 يونيو/حزيران 2016 التي قضى خلالها نحو 320 مهاجرا.