أخبار العرب في أوروبا – السويد
أظهرت دراسة نشرت مؤخرا بأن الأشخاص الذين انتقلوا للعيش في السويد حديثا، لديهم مشاكل نفسية، ومعرضون للإصابة بمرض انفصام الشخصية، أكثر من السويديين والأشخاص الذين ولدوا في السويد.
بحسب الدراسة التي أجراها مجلس الخدمات الاجتماعية السويدية” السوسيال” فإن المهاجرين والسويديين من أصول مهاجرة غالبا لا يشعرون إنهم يعانون من مرض نفسي، كما أنهم يرفضون الافصاح أو مواجهة أنهم مرضى نفسيين، وذلك لأن هذا النوع من الأمراض غير لائق اجتماعيا وثقافيا لديهم.
في هذا السياق، تقول “ايبا هدلوند” من مجلس الخدمات الاجتماعية:” تكون عوامل متعلقة بثقافة المهاجرين والعادات والتقاليد سببا بالضغط النفسي، وأيضا بالتمييز أو عوامل التصادم بالمجتمع السويدي وصعوبة الاندماج”.
وأضافت: “الأبحاث السابقة أظهرت أن الأمراض النفسية و انفصام الشخصية لها علاقة بنقاط ضعف في شخصية الإنسان، وأنها تولد معه وتزداد مع بيئته، وهذا ينطبق على الجميع ليس فقط المهاجر “.
ومضت بالقول:”الأمور الحياتية تعرض الإنسان للقلق والضغط ولذلك يكون من السهل ظهور حالة الانفصام، والمرض النفسي”.
وتشير الدراسة إلى أن حالة الانفصام لا تعني حالة مرضية شاذة كما يتصورها البعض، ولكنها حالة يحاول الشخص إظهار شخصية غير شخصيته الحقيقية والتقليد العشوائي، بالتالي يحدث انفصام في شخصية المهاجر.
لكن هذا يجعل الشخص يعيش بشخصيتين مختلفتين، الأولى شخصية مجتمع وبيئة بلده الأصلي والتي يحاول تطبيقها بمنزله ووسط عائلته.
والشخصية الثانية تعامله بالمجتمع السويد في محيطه الخارجي. والأسوأ أنهم لا يطلبون المساعدة والدعم النفسي من المتخصصين.
تقول هدلوند:”الانتقال واللجوء إلى بلد جديد مثل السويد، تزيد الضغوط على الشخص، كما أن التمييز الذي قد يتعرض له المهاجر الجديد أيضا يرفع من الضغط النفسي، وبالتالي يؤدي إلى ظهور المرض”.
وتابعت:”عدم التمكن من التأسيس في سوق العمل وعدم اتقان اللغة والاختلافات المجتمعية، من الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور مرض انفصام الشخصية لدى المهاجرين الجدد في السويد”.
وذكرت بأن هناك سبب آخر وهو “ابتعاد المهاجرين الجدد عن تناول الأدوية المعالجة للأمراض النفسية بنفس الدرجة التي يتناولها الأشخاص الآخرون”، حيث يعتبر المهاجرون، تناول علاج نفسي مساعد ، أمر غير مقبول ويشير لمرض الجنون. ولكن هدلوند ليست متأكدة من هذا السبب.
وذكرت في هذا الصدد:”لا نعرف إذا ما كان الأمر يتعلق بعدم الرغبة في تناول الأدوية، أو ربما لعدم إعطاءهم الدواء من قبل الأطباء، كذلك ربما أيضا قلة الدعم الاجتماعي للأشخاص، أو حتى غياب النصائح والإرشادات لدعم المهاجرين الجدد”.
اقرأ أيضا: اعتقال عشرات الأشخاص في السويد بموجب قانون التنصت
وأشارت إلى أنه جاء في الدراسة بأن “السوسيال ” بعد هذه النتائج طلبت من منظومة الرعاية الصحي بمتابعة ما يقدر بآلاف المرضى المصابين بانفصام الشخصية، والتأكد من أنهم يتبعون النصائح المتعلقة بتناول الأدوية ويشترون هذه الأدوية التي توصف لهم من الأطباء.
وتشدد هدلوند على أنه “أمر بالغ الأهمية أن تقوم الجهات المعنية، وهي البلديات ودور الرعاية النفسية السويدية، بفعل ما هو ممكن وفقا لإمكانيتهم، لأنها الجهات المسؤولة عن الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى”.