أخبار العرب في أوروبا- فرنسا
هزت سلسلة اعتداءات كان ضحيتها تلاميذ صغار في المرحلة الإعدادية الرأي العام الفرنسي، كما فتحت جدلا واسع النطاق حول ارتفاع حجم الاعتداءات العنيفة للغاية في صفوف تلاميذ لم يبلغوا سن الرشد بعد.
وكان آخر هذه الاعتداءات مقتل “شمس الدين” وهو تلميذ لا يتجاوز سنه 15 عاما، في الضاحية الباريسية فيتري شاتيون، يوم الخميس الماضي.
وبحسب ما تؤكده التحقيقات الأولية، فإن ثلاثة فتيان ملثمين كانوا بانتظار الطفل الضحية لدى خروجه ظهر الخميس الـ 4 من أبرايل /نيسان الجاري، وانهالوا عليه بالضرب بالأيدي والأقدام وبعنف شديد، قبل أن يفروا.
ورغم نقل الطفل الضحية إلى المستشفى في حالة خطيرة، لكن جميع تدخلات الأطباء لم تفيد في إنقاذ حياة الطفل الذي توفي بعد أقل من 24 ساعة.
ولغاية الآن، لم يعرف سبب الاعتداء، ولكن الشرطة أعلنت عن اعتقال 5 أشخاص، من بينهم 4 دون سن الرشد، في إطار التحقيق في هذا الجريمة.
اعتداء مماثل ضد الطفلة “سمارة”
وجاء الاعتداء على “شمس الدين” بعد يومين فقط من تعرض الطفلة سمارة وهي تلميذة، تبلغ 15 عاما من العمر، لاعتداء مشابه في مدينة مونبلييه في جنوب فرنسا، في إطار سيناريو مشابه.
وتقول وسائل إعلام فرنسية، إنه تم الاعتداء عليها أمام مدرستها الإعدادية من قبل فتاة (14 عاما) وفاتيين اثنين (14 عاما و15 عاما).
وفي هذه الحالة أيضا تميز الاعتداء بالعنف الشديد الذي أدى لدخول سمارة في حالة من الغيبوبة بعد نقلها إلى المستشفى، وقد وجهت الشرطة للمعتدين الثلاثة تهمة الشروع في القتل.
لكن والدة سمارة قالت إن أسباب هذا الاعتداء، تكمن في أن “ابنتها ترفض ارتداء الحجاب، وترتدي ملابس على الطريقة (الأوروبية)”، حسب قولها.
ووفقا للأم فإن اختيار ابنتها لهذا النوع من اللباس، “أدى لتعرضها لحملة تنمر من زميلاتها المحجبات بصورة مباشرة أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي”.
كما أكدت الأم بأنها تقدمت بعدة شكاوى إلى المدرسة مطالبة بتوفير وسائل الحماية اللازمة لابنتها، ولكن إجراءات المدرسة لم تكن كافية على ما يبدو.
جدل داخل المجتمع الفرنسي
وكانت هاتين القضيتين وغيرهما العديد من القصص المشابهة، سببا في إثارة جدل واسعا في المجتمع الفرنسي على مستوى السياسيين.
ووصل هذا إلى حد أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اضطر للتعليق على الظاهرة، وعلى المستوى الإعلامي، وتتعدد التحليلات حول أسباب الظاهرة بدء من انتشار التطرف لدى الفتيان منذ سن مبكر وحتى تعرضهم المستمر لمشاهد العنف الشديد على وسائل التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضا: طفل يقتل زميله ويصيب اثنين آخرين في إطلاق نار داخل مدرسة بفنلندا
لكن ما يتفق عليه الجميع في فرنسا، هو أن مستوى الحوار والأفعال السياسية لم يرق بعد إلى مستوى ظاهرة انتشار العنف الشديد والذي يؤدي إلى القتل في صفوف فتيان وفتيات لم يبلغوا سن الرشد بعد.
وبحسب إحصائيات أجرتها وزارة التعليم الفرنسية نشرت في ربيع عام 2022، فقد أفاد 6.7 %من طلاب المدارس الثانوية في فرنسا بأنهم كانوا عرضة خمسة حوادث عنفية ومتكررة.