أخبار العرب في أوروبا- السويد
يأتي عيد الفطر المبارك في السويد هذا العام في ظل طقس بارد للغاية ودوام مدرسي، إذ لا عطلة رسمية، فضلا عن ظروف اقتصادية تزداد سوءا.
هذه الأمور تجعل أغلب المهاجرين المسلمين في السويد غير قادرين على الاحتفال بشكل كامل مع عوائلهم.
ولكن هل بالفعل يشعر المسلمون في السويد بفرحة العيد ؟. وأين يذهبون وماذا يفعلون ؟.
في هذا السياق، يشير تقرير أصدرته منظمة (sci) السويدية غير الحكومية ونشرته اليوم الثلاثاء وسائل إعلام محلية، إلى أن أغلب المحتفلين بعيد الفطر في السويد يمارسون الاحتفال بشكل منعزل وتقليدي و بأجواء احتفالية محصورة في نطاق العائلة.
ووفقا للتقرير فقد يكون المسلمون في المدن السويدية الكبرى الأكثر حظا، حيث تكون هناك تجمعات واحتفالات كبيرة بعد صلاة العيد أو في وقت لاحق من أول أيام العيد تقيمها مراكز إسلامية.
على عكس ذلك، فإن سكان المدن الصغرى والأرياف تغيب عنهم كل مظاهر العيد ليجدوا انفسهم محاصرين في إطار العائلة الصغيرة وبدون احتفال.
أجواء العيد في السويد
يبدأ احتفال المسلمين في السويد بعيد الفطر غالبا بالصلاة الجماعية في وقت مبكر من صباح يوم العيد، وارتداء الملابس الجديدة للأطفال والتهنئة المشتركة، ثم العودة للمنزل أو تجمع لأكثر من عائلية إذا كان يوجد صلة قرابة بينهما.
وفي ظل طقس بارد مثل السويد حاليا، فإنه لا يمكن الخروج للمتنزهات أو الحدائق المفتوحة وقد يقضي البعض العيد في زيارات عائلية وتناول الطعام.
لكن سكان القرى والمدن الصغيرة في السويد، فإن المسلمين قد لا يشعرون نهائيا بالعيد، بسبب أن هذه المناطق السكنية صغيرة للغاية ومحدودة الانشطة للغاية.
كما أن أعداد المهاجرين المسلمين محدودة، وشبكة العلاقات الاجتماعية ضعيفة، مما يجعل أجواء العيد محدودة للغاية، وقد يشعر الكثير بالضيق من العزلة والوحدة في مناسبة احتفالية مهمة مثل عيد الفطر.
وغالبا ما يكون من الصعب العثور على مكان مناسب للاحتفال بعيد الفطر. ففي الوطن، يتمتعون بالاحتفالات الجماعية، ولكن في بلد جديد، قد يكون هذا التواصل الاجتماعي أقل بكثير.
أيضا يمكن لهذا الشعور بالوحدة أن يكون مؤلما خاصة في مناسبة مثل عيد الفطر، التي تعتبر أساسية في الحياة الدينية والثقافية للمسلمين.
وذكر التقرير بأن البعد عن الأهل والأصدقاء يمكن أن يكون عاملا مؤثرا بشكل كبير على تجربة الاحتفال بعيد الفطر، إذ يشعر الكثيرون بالحنين للوطن ولأحبائهم في هذا الوقت، مما يجعل الاحتفال في بلد جديد يبدو أكثر صعوبة وألما.
كذلك، فإنه في ظل الوضع الاقتصادي المحبط في السويد حاليا، يكون على الصعب على العائلة أن تذهب للاحتفال ببلد آخر أو مدينة أخرى، وفي بعض الحالات قد يكون من الصعب ماليا الذهاب لمراكز ترفيهية مرتفعة التكلفة أو حتى تناول الطعام في المطاعم الشرقية التي أصحبت غالية أيضا للعوائل الكبيرة.
ذكريات والبعد عن الأهل
يؤكد التقرير الصادر عن الجمعية، بأن المسلمين في السويد يواجهون في يوم العيد ذكريات وشعور فريد أثناء هذه المناسبة، تتعلق بالبعد عن الوطن والأهل والأصدقاء والغربة.
كل هذا يؤثر بشكل كبير على الاحتفال بعيد الفطر وكيفية تكيف المهاجرين المسلمين مع حياتهم الجديدة، فالبعض تأقلم والكثير لا زال يشعر بقسوة الغربة رغم مرور سنوات عديدة على إقامته في البلاد.
اقرأ أيضا: بلدية مالمو السويدية تعقد اجتماعا لمواجهة ظاهرة “الإسلاموفوبيا” في البلاد
لكن رغم ذلك، يؤكد التقرير بأن المهاجرين المسلمين يجدون طرقا مختلفة للاحتفال بعيد الفطر، سواء كان ذلك من خلال الاحتفالات في المساجد، أو الاجتماعات الصغيرة أو حتى الاحتفالات العائلية في منازلهم.
ورغم كل التحديات، فإن هذا الاحتفال يعكس الروح القوية والإرادة المستمرة للمسلمين المهاجرين في السويد، بهدف الحفاظ على هويتهم وتقاليدهم في بيئة جديدة، بحسب ما جاء في تقرير المنظمة.
يذكر أن عدد المسلمين في السويد يبلغ أكثر من 600 ألف (نحو 6% من عدد سكان السويد) وذلك من أصل 10.5 مليون نسمة عدد سكان البلاد.