تقاريرمجتمع
أخر الأخبار

بلدية مالمو السويدية تعقد اجتماعا لمواجهة ظاهرة “الإسلاموفوبيا” في البلاد

أخبار العرب في أوروبا – السويد

نظمت بلدية مدينة مالمو بجنوب السويد، أمس الأربعاء، اجتماعا تشاوريا مع أطياف من المجتمع المدني، خصص لمواجعة ظاهرة “الإسلاموفوبيا” وسبل مكافحتها في البلاد.

وهذه المرة الأولى في السويد الذي يتم فيها عقد مثل هذا الاجتماع ومناقشة السبل والطرق لمكافحة هذه الظاهرة.

وبحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية، فقد ترأست “أماني لوباني” نائبة عمدة مدينة مالمو ( ثالث أكبر المدن السويدية) والمسؤولة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في المجلس البلدي، الاجتماع الذي ضم رؤساء جمعيات، وأئمة.

كما ضم الاجتماع عدد من سكان المدينة، لمناقشة خطة العمل ضد ظاهرة “الإسلاموفوبيا، والعنصرية ضد المسلمين”.

وخلال كلمتها شددت لوباني على ضرورة “دراسة أنواع العنصرية المختلفة لمكافحتها بشكل فعّال، وبينها الإسلاموفوبيا والكراهية الموجّهة ضد المسلمين، أو من يُعتَقَد أنهم مسلمون، ومن تنحدر جذورهم من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل عام”.

جانب من الاجتماع “وسائل إعلام سويدية”

وفيما يتعلق في الإجراءات لمكافحة الإسلاموفوبيا، أكدت نائبة العمدة بالقول:“أنا المسؤولة عن خطة العمل، وهذه المبادرة تأتي من أجل العمل مع الأقليات في السويد”، مشيرة إلى أن البلدية تسعى لـ”للاستفادة من تجارب القادمين من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.

وقالت إن“هذه الأصوات غائبة عن الساحة لذلك قمت بهذه المبادرة من أجلهم، ومن أجل التواصل معهم للتعبير عن آرائهم، والتأثير على السياسة والمجتمع السويدي”.

وذكرت لوباني بأن “العنصرية موجودة (في المجتمع) بشكل واضح تجاه المسلمين من خلال ما نراه من تصريحات لحزب SD (اليميني المتطرف الذي يُعتَبر من أكبر الأحزاب في السويد حاليا)”.

وأضافت:”يجب على المواطنين ممارسة حقوقهم الديمقراطية للدفاع عن آرائهم سواء كانوا مسلمين أو مهاجرين من الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا”.

بدوره، أكد الشيخ “تاج الدين فرفور” على أهمية هذه المبادرة للحد من العنصرية وتعزيز التعايش بين الثقافات في المجتمع السويدي.

كما دعا فرفو بلدية مالمو إلى ضرورة الاستمرار بمثل هذه المبادرات، وإنشاء مجلس تشاوري يضم كل الأديان والطوائف في السويد، للتشاور حول مكافحة كل أشكال العنصرية، بما فيها الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية.

كلمة لأحد الحضور في الاجتماع

من جانبه، أشاد الإمام “علي الحسني” بالمبادرة، لمناقشة كيفية مكافحة الخوف من الإسلام والمسلمين والحدّ من الكراهية التي يتعرضون لها، معتبرا أن “المبادرة تشعر المسلمين بأنهم فئة مؤثرة وإيجابية في هذا البلد من حيث البناء والعطاء والاندماج في المجتمع”.

كذلك، فقد اثنى أشاد الشيخ “رولاند فيشكورتي” من المركز الإسلامي في مالمو بأهمية الخطوة، مؤكدا ضرورة توظيفها على أرض الواقع، بما فيها في البلدية نفسها.

ما هي الإسلاموفوبيا

مصطلح “إسلاموفوبيا” هو الخوف من المسلمين والتحيز ضدهم والتحامل عليهم، مما يؤدي إلى الاستفزاز والعداء والتعصب والتهديد والمضايقة والإساءة إليهم والتحريض عليهم، سواء في أرض الواقع أو في شبكة الإنترنت.

وتعد ظاهرة “الإسلاموفوبيا نتاج تحولات عدة على مستوى العلاقة التاريخية بين العالم الإسلامي والغرب من جهة، وعلى مستوى التحولات المعاصرة التي حصلت في المجتمعات الإسلامية، وفي داخل الدول الغربية نفسها، من جهة ثانية.

اقرأ أيضا: تلفزيون السويد يتحدث عن تأثير الحضارة العربية على اللغة والمجتمع السويدي

ظهر المصطلح للمرة الأولى في بدايات القرن العشرين، لكنه في الممارسات كان موجودا سابقا. واستعمل علماء اجتماع فرنسيون هذا المفهوم لوصف رفض جزء من الإداريين الفرنسيين ومعاداتهم المجتمعات المسلمة التي كانوا يتولون إدارة شؤونها في زمن الاستعمار والانتداب، بعدما كانوا يعيشون ويندمجون مع المجتمعات المسلمة من أجل إدارة شؤونها إداريا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا.

وبحسب خبراء اجتماع، فإن مصدر الكراهية عنصري في الدرجة الأولى وثقافي ونفسي، وهو يعود إلى الخطاب الاستعماري السائد في النصف الأول من القرن العشرين والذي ما زال مستمرا حتى اليوم، والذي يهدف إلى دحض المجتمعات المسلمة وإظهار أنها “همجية” و”وحشية” و”بعيدة عن الحريات”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى