أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
تتزايد الضغوط للمطالبة بتسوية أوضاع الأطباء المهاجرين في فرنسا، وسط مخاوف من أن يتعرض النظام الصحي في البلاد للانهيار من دونهم.
وتدعو نقابات الأطباء وإدارات المستشفيات الفرنسية بإلحاح إلى تسوية أوضاع الأطباء الأجانب الممارسين في البلد والمتخرّجين من جامعات من خارج الاتحاد الأوروبي بصورة عاجلة.
هذه الدعوات تأتي إثر انتهاء آلية التوظيف الخاصة بهم، حيث “لا غنى عنهم” و”من دونهم، سينهار النظام الصحي”، وفق ما تؤكده النقابات وإدارت المستشفيات.
علما أنه منذ أكثر من 20 عاما، تستعين مراكز الاستشفاء في فرنسا بأطباء أجانب من خارج الاتحاد الأوروبي بسبب النقص الحاد في كوادرها الطبية.
وحاليا يُقدر عددهم بين 4 و 5 آلاف، حسب عدّة نقابات. وقد ارتفعت أعدادهم خلال جائحة فيروس كورونا حيث كانت المستشفيات ترزح تحت وطأة الضغوطات.
وهؤلاء الأطباء “الحائزون شهادات من خارج الاتحاد الأوروبي” يتم التعاقد معهم بعقود قصيرة الأمد قابلة للتجديد ومنخفضة الأجور، وغالبا ما يتولون نفس المهام التي يؤديها الأطباء المخضرمون.
كذلك، من حقهم أن يأملوا “ترخيصا للممارسة الكاملة” بناء على نتائج امتحان انتقائي يُعرف بـ “إي في سي” (EVC) ودراسة ملفاتهم.
أما بالنسبة للذين لم يجتازوا الامتحان، فقد اعتُمد نظام استثنائي سمح خلال فترة طويلة للمستشفيات بالاستعانة بخدماتهم مقابل ما بين 1500 و2200 يورو في الشهر.
لكن في31 ديسمبر/كانون الأول الماضي انتهى العمل بهذا النظام الذي مُدّدت صلاحيته عدة مرات. وبات يتعذر راهنا تجديد عقودهم.
اقرأ أيضا: عشرات الآلاف يخرجون في مظاهرات عارمة في فرنسا ضد قانون الهجرة الجديد
وتشير التقديرات إلى أنه في بعض المناطق الفرنسية تعتمد المستشفيات على خدمات هؤلاء الأطباء بالكامل تقريبا وهم يبقون في وظائفهم بدون الأوراق القانونية اللازمة. فلا خيار آخر أمام الإدارات”، بحسب ما يقول حسين سال رئيس قسم الطوارئ في مستشفى مونتروي (سين سان دوني).
وأكد الطبيب “سال” بأنه من دون الأطباء الأجانب “قد ينهار النظام الصحي” في البلاد.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعهد يوم الثلاثاء الماضي خلال مؤتمر متلفز بـ “تسوية أوضاع عدد من الأطباء الأجانب”، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
لكن اتحاد من النقابات دعا إلى النظر في ملف كل طبيب على حدة في لجنة خاصة من دون امتحان تنافسي، مؤكدة ضرورة التحقق من مؤهلاتهم وأيضا توفير “إقامة دائمة” لهم تليق بمكانتهم.