أخبار العرب في أوروبا – بروكسل
قفزت أسعار الغاز بنسبة 79% لتصل إلى 3900 لكل 1000 متر مكعب للعقود الآجلة، أمس الاثنين، وذلك استكمالا للصعود المذهل الذي بدأ الأسبوع الماضي جراء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والعقوبات الدولية التي تستهدف موسكو، والتي بدورها صعدت بأسواق السلع في جميع أنحاء العالم.
لكن الاكثر تضررا كانت دول الاتحاد الأوروبي والتي تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي، لاسيما أن روسيا التي استهلكت 17% من الحجم العالمي للغاز في عام 2021، غطّت حوالي 40% من الطلب داخل أوروبا الغربية.
في هذا السياق، يؤكد مسؤول سياسة المناخ بالمفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي قد يتوقف عن الاستعانة بالغاز الروسي في غضون سنوات ويمكنه الشروع في الحد من اعتماده عليه في غضون أشهر.
وقال رئيس سياسة المناخ في الاتحاد الأوروبي فرانس تيمرمانس إن الخطط “ستقلل بشكل كبير من اعتمادنا على الغاز الروسي بالفعل هذا العام، وفي غضون سنوات ستجعلنا نتوقف عن استيراد الغاز الروسي”.
وأضاف أمام لجنة البيئة بالبرلمان الأوروبي أمس الاثنين “الأمر ليس سهلا، لكنه ممكن”.
وأثار الغزو الروسي لأوكرانيا مخاوف تتعلق بأمن الطاقة، وستقترح المفوضية الأوروبية اليوم الثلاثاء خططا لتنويع إمدادات الوقود الأحفوري في أوروبا بعيدا عن روسيا والتحول بشكل أسرع إلى الطاقة المتجددة.
وستسعى خطة المفوضية إلى خفض هذا الاعتماد عن طريق زيادة واردات الغاز والغاز الطبيعي المسال من دول أخرى والتشغيل التدريجي للغازات البديلة مثل الهيدروجين والميثان الحيوي.
وتهدف العناصر الأخرى من الخطة إلى بناء مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية بشكل أسرع، وضمان قيام البلدان بملء مخزون الغاز قبل الشتاء لتخفيف صدمات الإمداد.
بدورها، قالت وكالة الطاقة الدولية إن أوروبا يمكن أن تخفض وارداتها من الغاز الروسي بأكثر من النصف في غضون عام، لكن القيام بذلك سيتطلب مجموعة من الإجراءات السريعة، من تبديل غلايات الغاز بمضخات حرارية، إلى زيادة واردات الغاز الطبيعي المسال.
كما حثت بروكسل دول الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي على تسريع المفاوضات بشأن مجموعة من سياسات الاتحاد الجديدة بشأن تغير المناخ، والهادفة لخفض الانبعاثات بشكل أسرع هذا العقد. وتقدر المفوضية أن هذه المقترحات قد تخفض استخدام الاتحاد الأوروبي للغاز 23 % بحلول عام 2030.
اقرأ أيضا: في أعلى مستوى منذ 2008.. أسعار النفط تقترب من 140 دولارا
وقد يتفق زعماء الاتحاد الأوروبي في قمة هذا الأسبوع على التخلص التدريجي من اعتماد الكتلة على واردات الوقود الأحفوري الروسي دون موعد محدد، وفقا لمسودة بيان اطلعت عليها وكالة “رويترز”
لكن الدول منقسمة بشأن ما إذا كانت ستفرض عقوبات فورية على إمدادات الطاقة الروسية. ورفضت ألمانيا، أكبر مشتر للنفط الخام الروسي، الفكرة.