دول ومدنمجتمع

8 آلاف مهاجر يتعايشون مع الألغام على أمل الوصول إلى الغرب الاوروبي

يعيش أكثر من ثمانية آلاف مهاجر في مخيماتٍ مؤقتة بالبوسنة تفتقد لادنى مقومات الحياة، وذلك على أمل عبور الحدود مع كرواتيا والوصول إلى الغرب الأوربي.

مخيم “فيتشياك” للمهاجرين يبعد بضعة كيلومترات من كرواتيا، يكابد فيه المهاجرون أوضاعاً مأساوية جرّاء البرد القارس وسط الطبيعة الجبلية الموحشة، في هذا المخيم بدأ مئات اللاجئين إضراباً عن الطعام احتجاجاً على الظروف غير الإنسانية في هذا المخيم، حيث لا ماء ولا كهرباء.

المتطوعون العاملون مع منظمة الصليب الأحمر البوسني يحاولون قدر استطاعتهم التخفيف من معاناة المهاجرين جراّء الظروف الصعبة التي يعيشون فيها عند الحدود مع كرواتيا، تلك الظروف التي وصفها مجلس الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بأنها “غير إنسانية”.

وعلى امتداد طريق البلقان، يقوم المتطوعون في المنظمة الإنسانية المذكورة بتوزيع منشورات، كُتبت بخمس لغات، على المهاجرين لتحذيرهم من خطر الألغام المضادة للأفراد، تلك الألغام التي تمت زرعها أثناء الحرب التي شهدها الاتحاد اليوغسلافي السابق في تسعينيات القرن الماضي.

المنشورات التحذيرية، التي أصدرها مركز مكافحة الألغام في البوسنة، أسهمت إلى حد بعيد في تجنيب المهاجرين المرور في حقول الألغام.

وتشير التقديرات إلى أنه لا يزال هناك 79 ألف لغم غير منفجر في أكثر من 8 آلاف نقطة في البوسنة، ومنذ نهاية الحرب في يوغسلافيا السابقة، نفذت المنظمات الدولية والمحلية برامج خاصة من أجل زيادة الوعي لدى المزارعين والمهاجرين والمتنزهين بشأن حقول الألغام وكيفية تجنب الدخول إليها.

مخيم “فيتشياك”، الذي تمّ إنشاؤه الربيع الماضي، ويضم حالياً حوالي 600 مهاجر، يقع بالقرب من منطقة لم يتم تطهيرها بعد من الألغام المضادة للأفراد، وهي مشكلة تهم 129 من أصل 143 بلدية بوسنية، تقدر متحدثة باسم مركز مكافحة الألغام: إن 15 بالمئة من سكان المنطقة البالغ عددهم أكثر من نصف مليون شخص، يعيشون في مناطق معرضة للخطر.

الجدير بالذكر أنه منذ العام 1996 ولغاية شهر تموز الماضي، وثقت منظمة الصليب الأحمر البوسني مقتل 673 شخصاً من بينهم 250 طفلاً، جرّاء انفجار الألغام بهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى