ابداعات ومواهبتقاريرثقافة وفنون

بين الرسم والموسيقى.. رسائل الحب والحرب للفنانة “سلام المعصراني “

خلدون المزعل – ألمانيا

تجمع بين الموسيقى والرسم، تربت على التراتيل والموشحات الدينية، صقلت موهبتها الفنية بالغناء الأوبرالي، تعتبر الفن رسالة وقضية ولا يمكن تحجيمه ورهنه بالمال، ليصبح مصدراً للرزق.

بعد وصولها إلى ألمانيا في العام 2015 ، تخصصت بالجانب الأكاديمي ومزجت روح الموسيقى العربية الشرقية بالغربية ..الفنانة الشابة “سلام المعصراني” تروي لـ”أخبار العرب في أوروبا”تجربتها فتقول:”رحلتي مع الفن والغناء بدأت مع تجويد القرآن، وأداء المدائح النبوية والأناشيد الدينية منذ الخامسة عمري، كنت أعشق غناء الموشحات الأندلسية”.

أما عن مسيرتها الاحترافية في الغناء الانفرادي (الصول) وغناء الأوبرا، توضح “المعصراني”: في عمر الخامسة عشر، تدربت على يد موسيقيين منهم معمر السعدي و أمين الصغير، وبعد أن أنهيت الثانوية درست في كلية التربية الموسيقية في مدينة “حمص” ، وغنيت في العديد من المسارح في سوريا وعلى مسرح جامعة دمشق.

وتتابع “عندما وصلت ألمانيا في العام 2015 ، بدأت الغناء مع أوركسترا (بون) وغنيت ( 3 صولو) مع قائدتها (Sibylle Wagner)، كما تعلمت خلال السنوات الأربع الأولى مع خبيرة الغناء الغربي الألمانية (Liesel Abels)، وركزت على زيادة خبرتي في علم الموسيقى (هارمون) بشكل أكاديمي وعلمي مع الموسيقي الألماني (Peter Henn)، واليوم أعمل لمزج التكنيك الشرقي بالغربي، فالغناء العربي الكلاسيكي يركز على طبقات الصوت والأداء، وفيه مقامات وسلالم متنوعة غير موجودة في الموسيقى الغربية، وكل هذا يتطلب جهداً وتدريباً، لذلك مازلت أطور نفسي في العزف على القانون والبيانو مع الأستاذ ( Christopher Espenschied) في العديد من المناسبات والاحتفلات، كما شاركت مع فرقة ملكوت الايرانية لمزج الموسيقى العربية مع الايرانية والموشحات الأندلسية، وأعتمد على طريقة الفنانة فيروز والمدرسة الرحبانية في الفن والأداء “.

لمفهوم الاندماج عند “سلام المعصراني” مفهوم مختلف عن المفهوم المتداول لهذه الكلمة، فللاندماج برأيها أدوات وطرق تختلف عن الإنصهار فتقول: “غنيت لكبار وعمالقة الفن العربي (أسمهان -ليلى مراد – ماجد الرومي ) على المسارح الألمانية لتعريفهم بالموسيقى العربية الشرقية ، فدمج الثقافة العربية بالثقافات الموجودة في أوروبا ولا سيما في ألمانيا أمر مهم وضروري لتعريف الأخرين بثقافتنا وإدخال الموسيقى الكلاسيكية العربية مع الشرقية إلى الموسيقى الغربية باستخدام أدوات وآلات متعددة كـ (العود و القانون والبيانو والكمان…)” مؤكدة أن “الموسيقى العربية الكلاسية متنوعة وتركت أثرها في مختلف ‏الثقافات والمشارب من إيران وتركيا إلى اليونان”.

هدية روحانية..

وعن تقبل الألمان للموسيقى العربية الكلاسيكية تقول المعصراني: ”الجمهور الألماني منفتح وذكي وواعي ويحترم الأخرين، ومهتم بالتعرف على الموسيقى العربية، لذلك علينا أن نقدم أنفسنا وثقافتنا بشكل محترم وملتزم، وأن نذكر بعمالقة االفن العربي الأصيل (أم كلثوم وعبد الحليم وأسماهان وفيروز وغيرهم) ، فالموسيقى العربية الكلاسيكية بدأت تأخذ مكانها في أوروبا وهي ليست جديدة ولا بد من إعادة الروح لها “.

الفن والموهبة لا حدود لهم، ترى “سلام المعصراني” أن: “الفن جزء لا يتجزأ مني ولدت معه وأعتبره هدية روحانية ومخزون عطاء، فالموسيقى والرسم جزءان لا ينفصلان عن بعضهما، ويحملان الرسالة نفسها، إذ بدأت بتعلم الغناء والرسم معاً منذ عمر الخامسة، وتدربت على أيدي أساتذة منهم (حمزة ذيدان، شعيب الحرك، سمير سيفو)، ونلت في بداية المرحلة الثانوية -صف العاشر- المركز الأول على مستوى المحافظة، كما شاركت بمسابقة على مستوى الوطن العربي، ولم أنقطع عن الرسم، واليوم في ألمانيا شاركت في العديد من المعارض، كما أنني حصلت على منحة دراسية في (أكاديمية الصيف والشتاء ) من جامعة ( Alfter ) في مدينة بون الألمانية”.

كورال للسلام..

تضيف الفنانة الشابة: “بدأت مع الرسم الواقعي واليوم أعتمد على تكنيك الرسم الحديث (Modern Kunst)، وهنا لا بد لي أن أشكر الرسامة الألمانية (Annette stachs)”، مشيرة إلى أن “لوحاتي تحاكي المستقبل والاغتراب والطبيعة، وللمرأة حضور في أغلب أعمالي، فأنا نصيرة المرأة المناضلة والطموحة التى تمتلك أخلاق وإنتماء لوطنها وثقافتها، وعلينا كنساء سوريات أن نغير الصورة السلبية للمرأة السورية “.

وعن مشاريعها المستقبلية تقول “سلام”: “ أعمل ‏لاصدار ألبوم من كتابتي وألحاني بالتعاون مع الموسيقي ماريو بطرس الذي سيضيف التحسينات والخلفية الموسيقية، ويتحدث الألبوم عن الحرب في أغنية (لو فيي)، وعن المرأة الباحثة عن الأمان في (أحببتك ب الله) ،وعن وضع الحدود في (ب حياتي في حدود) ، وعن الحب (يلي غرامك شاغل بالي)، وستصدر أول أغاني الألبوم خلال الشهر الأول من العام 2020”.

ابنة سلمية ” محمد الماغوط”، تختم بالتأكيد على أن حلمها أن تؤسس كورال (السلام) للكبار والأطفال، على أن يضم أشخاص من جنسيات مختلفة، “لنغني السلام والحب والأمان، فالفن يجب أن يعبر عن الواقع، ويدعم قضايا الشباب والمجتمع ويسلط الضوء على جوانب المعاناة فيه، لا سيما الأطفال الموجودين في المخيمات الذين يتحتم على الجميع دعمهم لاسيما في مجال التعليم “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. جميل جدا أن ترى إبداعات السوريون في بلاد الإغتراب..
    وجميل جدا تسليط الصوء عبر موقعكم على ذلك.
    نحن في مولهايم ..نسعى لنفس العمل (كورال الأطفال) ونرغب بالتعاون .
    وفقكم الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى