أخبارتقاريردول ومدن
أخر الأخبار

حزب تركي معارض: “الصفيحة العربية” هي سبب الزلزال.. ويصف السوريين بـ”الغزاة”

أخبار العرب في أوروبا – تركيا

الكارثة التي خلفها الزلزال المدمر في تركيا لم تكن كفيلةً بإسكات الأصوات المناهضة للاجئين، بل على العكس استغل سياسيون وأحزاب تركية معارضة عرفت منذ زمن بهذا الجانب، تفاصيل المآساة، لتستأنف خطابها بحملات استهدفت أولا الوجود السوري، ومن ثم اتجهت لبث “جرعة مضاعفة” لتصل حتى العرب ككل.

في مقدمة هؤلاء “أوميت أوزداغ” الذي يتزعم حزب “النصر” المعارض اليمني، وهو شخصية باتت تثير جدلا واسعا حتى بين الأتراك انفسهم حيث زعم في الأيام الأولى للكارثة أن السوريين “يقدمون على أعمال سرقة ونهب” ويهددون “الأمن القومي”.

هذه التصريحات التي لاقت غضبا من الأتراك أولا، لاسيما أن الآلاف من السوريين كانوا بين فرق الإنقاذ، فضلا عن أن أكثر من 7 آلاف سوري لقوا حتفهم داخل الأراضي التركية جراء الزلزال، والأهم من كل ذلك أن تصريحاته لم تعتمد على أي دلائل فقط مجرد كلام.

حزب”النصر” الذي يوصف بأنه قومي متطرف عاد وغرد فرعه في مدينة بوصة أمس الأربعاء قائلا إن”سبب زلزال كهرمان مرعش هو الصفيحة العربية التي تدفع صفيحة الأناضول. كانت الصفيحة العربية تدفع صفيحة الأناضول منذ حوالي 10 ملايين سنة”.

وأضاف الحزب “من جهة الغزو السوري ومن جهة أخرى الصفيحة العربية. مع الأسف هذه الجغرافيا هي قدرنا”.

(يشكل جنوب تركيا نقطة التقاء 3 صفائح تكتونية من قشرة الأرض هي الصفيحة العربية وصفيحة الأناضول وإلى الشرق الصفيحة الأوراسية).

التغريدات الأخير للحزب وصفت بأنها تجاوزت جميع الحدود، حتى أن كتّابا أتراكا، بينهم مليح ألتينوك، وصف العبارات التي حملتها بأنها “تدخل في تاريخ كراهية الأجانب”.

ولسنوات عُرف أوزداغ وحزبه بمعاداته للاجئين في البلاد، وخاصة السوريين، ومع ذلك أثارت الفكرة التي احتوتها التغريدة الأخيرة واللهجة الخاصة بها “صدمتين”، الأولى في الشارع التركي، والثانية لدى السوريين والعرب.

ويرى مراقبون بأن الخطاب الذي أثاره الحزب وزعيمه بعد أيام من وقوع الكارثة الأكبر في تركيا منذ نحو 100 عام ، يقابله آخر مضاد يعتمد على دحض الروايات الكاذبة وملاحقة مثيري “الاستفزازات”، تقف وراءه “مخاطر وأهداف”.

ورغم ذلك، فقد أشار تقرير نشرته صحيفة “بيرغون” التركية أمس الأربعاء، إلى أن “الجماهير التركية التي فُقِرت وحُرمت من المستقبل بسبب الأزمة وخاصة جيل الشباب، الذين يتم تسييسهم عبر الإنترنت، تستوعب بسهولة هذا الخطاب وتشكل الأساس الذي تقوم عليه الشعبوية اليمينية”.

وبحسب التقرير فإن “خطاب الشعبوية اليمينية يقوم على ما بعد الحقيقة، فيما يعتبر التداول السريع والمتواصل للأكاذيب عبر الإنترنت في صميم استراتيجية الشعبوية اليمينية”.

وشدد الصحيفة على أن “أوزداغ وحزبه يزورون الحقيقة باستمرار، وينتجون الأكاذيب بسرعة ويطرحونها في التداول. لا يهم كثيرا إذا تبين أن ما يقوله كذب. هناك شريحة من الجماهير تصدّق الكذبة لأنهم يريدون تصديقها”.

اقرأ أيضا: السوريون أولا.. 966 ألف طلب لجوء للاتحاد الأوروبي العام الماضي

يشار إلى أن “أوزداغ” ينشط بشكل أساسي عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، والذي يتابعه فيه قرابة مليوني مستخدم، إضافة إلى وسائل الإعلام ذات النفس المعارض، والتي باتت تستقبله بصورة كبيرة، خلال الأشهر الماضية، نظرا لحالة الجدل التي بات يثيرها بشكل شبه يومي. 

وأسس أوزداغ “حزب النصر” في 26 أغسطس/ آب عام 2021، بعدما قاد حركة سياسية لعدة أشهر. 

ووفقا لاستطلاعات الرأي، فإن نسبة الأصوات الخاصة بالحزب باتت تتجاوز حاجز الـ 2%، لكن ورغم “صغر الرقم” إلا أن مراقبين يعتبرونه “نجاحا بالنسبة إليه”، قياسا بباقي الأحزاب الصغيرة، وفي وقت بات برنامجه الانتخابي يلعب على أوتار تحظى بحيز كبير من النقاش في الشارع التركي.

وكان زلزال مدمر ضرب وسط جنوب تركيا وشمال غرب سوريا فجر يوم الأثنين 6 فبراير/شباط الجاري، ما تسبب بمقتل نحو 43 ألفا في تركيا وقرابة 7 آلاف في سوريا، إضافة لأكثر من 120 ألف جريح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى