ابداعات ومواهبثقافة وفنون

“كاريسما باند” للفنون الشعبية توحد العرب والسويديين

أحمد سلوم : السويد

الفن الشعبي هو إبداع عفوي أوجده الإنسان لإضفاء جو من الجمال والحيوية على جوانب حياته اليومية, وهو أيضاً نتاج فني متوارث عبر أجيال متعاقبة.

ورغم أن هذا الفن هو محلي بحت، إلا أن موجة اللجوء الأخيرة من قبل السوريين والفلسطينيين إلى أوروبا استطاعت أن تخترق خصوصية هذا الفن من خلال المزج بين الفنون الشعبية العربية والأوروبية، كما حصل في السويد عبر فرقة (كاريسما باند) التي تمكنت من دمج الفن الشعبي العربي والأوروبي لتكون منبراً للفن الشعبي في السويد خاصة وأوروبا عامة.

الفرقة التي تأسست قبل نحو أربع سنوات في السويد على أيدي شبان فلسطينين وسوريين وآخرين من الجنسية السويدية, ذاع صيتها في عدة دول أوروبية بعد أن قدمت فن راقي يعكس حضارة البلدان التي قدموا منها .

وباتت الفرقة التي تضم أكثر من 25 عضواً بينهم أعضاء سويديين الأصل من الفرق الأشهر في السويد حيث شاركت بالعديد من المهرجانات الكبيرة إضافة إلى مشاركتها لمغنيين مشهورين في حفلاتهم.

موقع (Arabs in Europe) أجرى حواراً مع قائد الفرقة “حمادة العقر” لمعرفة كيف بدأت الفرقة ومن أين كانت انطلاقتها؟.

يقول “العقر” يمتاز الفن الشعبي بالسلاسة في الكلمات المفهومة والمواد المتوافرة في متناول عامة الناس التي لا تحكمها التقاليد ولا العادات ولا تخضع لقيود، أي أن الفن الشعبي يعتمد على البساطة والسهولة والتقشف, وتبدو البساطة في محاولة تحاشي التعقيد والتدقيق بالتفاصيل, وهو فن يؤديه عامة الشعب في تعبير بسيط عن وجدانهم وثقافتهم.

واوضح قائلاً : تولدت لدي هذه الفكرة ( تأسيس الفرقة) عندما كنت أدرس اللغة السويدية في المدرسة، وفي أحد المرات قامت معلمتي في الصف بالعزف على آلة “البيانو” وقمت بمشاركتها العزف على “الطبلة”، ولم اتوقع أن يلقى هذا المزاح إعجاب المعلمة، حيث دعتني للمشاركة في أحد المهرجانات لتأدية المزيج بين الآلتين الموسيقيتين، ويومها نجحنا نجاحاً باهراً، وعقدت العزم بعدها على تأسيس فرقة للفن الشعبي في السويد بهدف إيصال ثقافتنا الشعبية لدول أوروبا كافة، عبر مزج تراثنا مع تراثهم وهي طريقة جميلة جداً للوصول إلى السويديين.

وأعتبر بأنه من الواجب على كل إنسان عربي جاء إلى أوروبا أن يقوم بإيصال صورة بلاده الجميلة للشعب الأوروبي، وكل على طريقته وأنا قد اخترت طريقتي هذه والتي تقبلها السويديين وأثرت بهم إيجابيا, مضيفا بأن الفن الشعبي يمتاز بإيصاله الصورة والحضارة التي تتحدث عن البلد الأم وعن العادات والتقاليد.

فن وإبداع موسيقي “لكاريسما باند”

لم تتوقف هذه الفرقة عند حدود الممكن في نقلها للفن الشعبي باستخدامها الآلات الموسيقية التقليدية، بل تمكنت من إدخال آلة “الطرنبيط” على يد العازف “محمد عمايري” الذي تمكن من المزج بعزفه بين الألحان الشرقية والغربية بآلته الموسيقية ليضفي جوا رائعا في حفلاتهم التي يقومون بتغطيتها.

يقول “عمايري” لم يكن الأمر سهلاً في عزف مقطوعات شرقية بآلة “الطرنبيط” لأنها آلة غربية، لكنني تمكنت من المزج بين الغربي والشرقي بعد جهد كبير قمت به وكان لذلك رد فعل كبير في المهرجانات التي يحضرها الأوروبيين والشرقيين.

الفن الشعبي بين التشويه والحقيقية

“محمد العقار” أحد أعضاء الفرقة علق بالقول إن الشعوب الأوروبية تعتقد أن الفن العربي هو ما يغنيه المطربين الجدد والتي تفتقد معاني أغانيهم للمعنى وللكلمة، فهذا الأسلوب يعتبر تجارياً ولكن من خلال فرقة “كاريسما” استطعنا تعديل ذلك الاعتقاد ولو بشكل بسيط.

وأخيراً لفت”العقر” قائد الفرقة النظر إلى أن الفن الشعبي الحقيقي هو الفن الذي يستطيع ايصال صورة البلد الجميلة التي تتكلم عن الحب والوطن بكلام لطيف يردده الطفل والرجل والمرأة بدون أي خجل.

للفنون الشعبية ألوان و دلالات خاصة تختلف بحسب البيئات الاجتماعية, وتشترك في جميع أنحاء العالم بصفة واحدة أنها من صنع الإنسان العادي البعيد عن المؤثّرات المدنيّة.

ورغم أن هذا الفن الشعبي هو محلي وقد يكون ضمن دائرة دولة أو مدينة أو حتى قرية، لكن لا تختلف مواصفات هذه الفنون إلا باختلاف العقائد والعادات والتاريخ، وتتوحد باستعمال تقنيات مشابهة, ويعود ذلك لتقارب العواطف والطموحات الشعبية وتماثل التطلعات الاجتماعية في ظروفها الفطرية لدى الإنسان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى