تقاريررياضة
أخر الأخبار

“كومان”.. هل سيكون نسخة “سيتين” الجديدة في برشلونة؟

أخبار العرب في أوروبا – حسام حميدي

أخيراً، يسدل الستار على خليفة مدرب برشلونة السابق، “كيكي سيتين”، بتعيين لاعب الفريق السابق، “رونالد كومان” مدرباً جديداً، بعد فضيحة لشبونة، والخروج أمام البارين البافاري بنتيجة ثقيلة، من دوري ربع النهائي، بثمانية أهداف مقابل هدفين، لكن السؤال المطروح، هل سيسدل “كومان” بدوره الستار على نتائج النادي الكاتلوني الكارثية.

مبدأياً وبعيداً عن شخصية “كومان” وفلسفته التدريبية، فإن سيناريو ما بعد الهزيمة أمام البافاري، تشير إلى أن إدارة النادي تكرر ذات التجربة، التي خاضتها مع كل من “لويس أنريكي” و”إرنستو فالفيردي” ومن بعدهم “سيتين”، بتحميل المدرب كامل المسؤولية، والاعتماد على لاعبي النادي السابقين، في مهام التدريب، وهي التجربة، التي أثبتت فشلها بشكل كامل خلال السنوات التي تبعت خروج “بيب غوارديولا” من أسور ملعب كامب نو، بحسب النتائج المسجلة للفريق.

عملياً، ما يمكن قوله في البداية، أن إدارة برشلونة تكرر ذات التجربة مع انتظار نتائج مختلفة، وهو ما لا يحتمله وضع الفريق حالياً، بعد نتائجه المخيبة، التي حتى لاعبي الفريق لم يتمكنوا من تجاوزها أو إنكارها، فالفريق ليس في مكان يجعله حقلاً للتجارب، بعد الموسم الصفري الكارثي، وإنما كان بحاجة إلى ثورة حقيقية، تطيح بأعلى الهرم في النادي.

ما يجب أن تدركه حالياً إدارة برشلونة، أن تجربة “زيدان” مع الغريم التقليدي، ريال مدريد، ليس بالضرورة أن تتكرر في برشلونة، خاصةً وأن “زيدان” لم يغادر الفريق الملكي وبقي مساعداً لكل المدربين الذين توالوا على الإدارة الفنية للنادي، ما منحه دراية كبيرة في شؤون التدريب والأهم امتلاك فهم أكبر لطبيعة كل لاعب وكيفية الاستفادة وتوظيف مهاراته على أرضية الملعب، وهو ما لم يتوفر في المدربين الثلاثة الذين خلفوا مدرب برشلونة الراحل، “تيتا فيلانوفا”.

من جهة أخرى، تظهر مشكلة برشلونة بشكل جلي في مسألة التعاقدات، فيبدو أن إدارة الفريق حتى الآن، لم تتمكن من فهم نقاط الضعف داخل الملعب، مع تبينها لمبدأ الصفقات الكبيرة بغض النظر عن مدى ملائمة اللاعب لآلية لعب الفريق ككل، من عدمها، وهو ما ظهر في صفقات النصف مليار، بشراء “عثمان ديبملي” و”إنطوان جريزمان”، بالإضافة إلى “فيليبي كوتينيو” المعار حالياً لبايرن ميونخ، والذي أثبتت المباراة بين فريقه الحالي وفريقه السابق، أن عجزه عن اثبات نفسه في برشلونة سببه سوء التوظيف وعدم الاستفادة من إمكانياته.

اقرأ أيضا: زلزال البافاري.. يطرح مستقبل “ميسي” مع البلاوغرانا

أما على المستوى الشخصي، للمدرب الجديد، فعلى الرغم من أنه يتولى تدريب منتخب هولندا، إلا أن سجله التدريبي لا يرقى إلى مستوى ما ينتظره عشاق برشلونة، خاصةً وأن نادي إيفرتون الإنكليزي، الذي كان أحد محطات تدريب “كومان”، وصل معه إلى منطقة الهبوط إلى الدرجة الثانية، على الرغم من تقديم إدارة النادي ميزانية ضخمة لتجديد الفريق وضخ دماء جديدة فيه، بلغت 150 مليون جنيه إسترليني، ما انتهى بإقالته من منصبه.

اجتماع كافة الظروف السابقة، وتمسك الإدارة البرشلونية في قراءتها للأمور بعيداً عن ما تفرضه تطورات الساحة الرياضية يوحي بشيء من اثنين، الأول أن “كولمان” لن يكون أكثر من وجه آخر لتجارب من سبقوه، وأن البلاوغرانا وعشاقه سيكون على موعد مع خيبة جديدة في الموسم المقبل، أما الثاني، يكمن في أن إدارة النادي لا تزال تراهن على قدرات نجم الفريق “ليونيل ميسي”، وقدرته على قيادة الفريق نحو تلافي أي فضائح جديدة، دون النظر إلى تقدمه في السن، وحقيقة أنه لا يوجد نادي في العالم يقوم على لاعب واحد فقط، أياً كان ذلك اللاعب.

ما لا تفهمه إدارة برشلونة، أن النادي وصل إلى منطقة يحتاج فيها إلى رجل أزمة، يمتلك الشخصية القيادية والكاريزما والقدرة على قراءة اللاعبين، أكثر من حاجته لمجرد مدرب يحرك اللاعبين على أرضية الملعب، بحاجة إلى رجل مرحلة شبيه بـ”فرانك ريكارد”، الذي يعتبر عراب انتصارات وإنجازات برشلونة طيلة العقدين الفائتين، بحاجة مدرب قادر على صناعة فريق بفلسفة لعب جديدة ودم جديد، لا سيما وأن معظم لاعبي الفريق تجاوزا سن 30 عاماً، مدرب يتقن فن قراءة المباريات وتكتيك إجراء التغييرات وتوقيتها.

والأهم من ذلك، أن تدرك الإدارة أن المشكلة الرئيسية والأهم بالنسبة للبلاوغرانا، تكمن في جانبين، الأول خط الدفاع المتهالك، والثانية استمرار تلك الإدارة في ترؤوس النادي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى