أخبار العرب في أوروبا- الدنمارك
في تطور جديد فيما يخص سحب الإقامات من اللاجئين السوريين في الدنمارك، أطلق نشطاء من “مجموعة الهوية” اليمينية المتطرفة في الدنمارك أمس الجمعة، حملة على الطرقات العامة في العاصمة كوبنهاغن، تأييدا لقرار السلطات .
الحملة التي جاءت تحت عنوان” سوريا المشمسة” قام النشطاء اليمينين بنشر عبارات علقت في اللوحات الطرقية في شوارع كوبنهاغن، تدعو اللاجئين السوريين للعودة لوطنهم.
وحملت إحدى اللوحات عبارة جاء فيها “يوجد في الدنمارك أكثر من 40 ألف مهاجر وطفل سوري، يجب أن يعودوا الآن إلى وطنهم حتى يتمكنوا من المساعدة في بناء وطنهم”.
كما حملت لوحة أخرى عبارة “بشرى سارة، يمكنك الآن العودة إلى سوريا المشمسة، بلدك بحاجة إليك… ليعلم سكان دمشق الذين يعيشون في الدنمارك يمكنهم العودة إلى ديارهم بحرية”.
وتباينت مواقف الدنماركيين على الحملة بين مؤيد لترحيل اللاجئين، ومعارض لسياسة الحملة التي وصفها البعض بـ “النازية الجديدة”.
الدنماركية الناشطة ضمن مجموعة تدافع عن حقوق اللاجئين “ميشالا بنديكسن”، انتقدت تلك الملصقات ووصفتها بـ “المتحيزة”، مضيفة أنها تمثل نموذجا عن نزعات التقريع التي عانى منها المهاجرون في الدنمارك، والتي شاهدتها يومياً ومراراً على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضافت، منتقدة بعض التصرفات تجاه الاجئين قائلة: “كما ترون، بعض الدنماركيين يتهمون اللاجئين بأنهم مجرمون، وكسالى، ومتطرفون، ويستغلون دولة الرفاهية لدينا، ويكذبون بشأن كل شيء.. حتى السياسيون يفعلون ذلك”.
في مقابل ذلك، أيد ناشطون دنماركيون متطرفون الحملة كأندريس جوهانسون الذي قال عبر حسابه في تويتر “إن سورية بحاجة لشعبها”.
في هذا السياق، كتب مدير الحملات في “منظمة العفو الدولية” في بريطانيا كريستيان بنديكت على حسابه في تويتر :”يمكن للفاشيين والنازيين الجدد أن يقولوا سوريا آمنة لأن نظام الأسد رحب بهم منذ فترة طويلة للقيام بعلاقاتهم العامة في الأراضي التي تسيطر عليها حكومة النظام”.
وأضاف “من المخزي والخطير أن يتجاهل العديد من اليساريين والليبراليين الفظائع المستمرة ويقبلون هذا الغباء المؤيد للفاشية”.
وكان وزير الهجرة والاندماج الدنماركي، ماتياس تسفاي، قال في بيان أمس الأول الخميس، أن بلاده كانت “منفتحة وصادقة منذ اليوم الأول”، مضيفا أن الدنمارك أوضحت للاجئين السوريين أن تصاريح إقامتهم مؤقتة فقط.
جاء ذلك تعليقا على قرار دائرة الهجرة الدنماركية، تجريد اللاجئين السوريين من دمشق وريف دمشق، من تصاريح إقامتهم على أراضيها، بسبب تحسن الوضع الأمني العام في سوريا، على حد قولها.
اقرأ أيضا: وفاة 20 مهاجرا وفقدان آخرين في غرق قارب قبالة سواحل تونس
وقامت السلطات الدنماركية بالفعل بسحب الإقامة من نحو 100 لاجئ سوريا جمعيهم من العاصمة دمشق وريفها، بعدما اعتبرت السلطات أن دمشق ومحيطها باتت “مناطق آمنة”، وهو قرار انتقدته الأمم المتحدة والكثير من المنظمات الإنسانية الدولية.
ورغم أن السلطات لم تقوم بترحيل اللاجئين السوريين في الوقت الحالي إلى بلادهم لعدم وجود علاقات مع نظام بشار الأسد، إلا أنها سيتقوم بنقلهم لمعسكرات خاصة للترحيل ضمن ظروف صعبة، بحيث يتم اجبارهم على طلب العودة الطوعية إلى سوريا.
الجدير بالذكر أن حزب الديمقراطيين الاشتراكيين من يسار الوسط الحاكم في الدنمارك كان قد تبنى الخط المتشدد بشأن الهجرة واللجوء الذي وضعه أسلافه اليمينيون على أمل إبقاء الناخبين الذين فازوا من حزب الشعب الدنماركي الشعبوي في الانتخابات العامة لعام 2019.
كذلك فإن الدنمارك هي أول دولة من الاتحاد الأوروبي تعيد اللاجئين السوريين بزعم أن سوريا لم تعد خطرة، وهو ما يتوافق مع أهداف رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسون التي لا تخفي نّية بلادها الوصول إلى درجة “صفر طلب لجوء”، في الوقت الذي تشهد البلاد أقل عدد من طلبات اللجوء منذ عام 1998.