أخبارتقاريردول ومدن
أخر الأخبار

مناظرة ماكرون ولوبان.. نقاش محتدم حول القدرة الشرائية وروسيا والحجاب

أخبار العرب في أوروبا – فرنسا

في نقاش حاد مساء أمس الأربعاء، واجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان في مناظرة حول المرشح الذي سيكون الأفضل لتحسين القدرة الشرائية للناخبين، وإدارة السياسة الخارجية، وذلك في مناظرة وحيدة قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة الأحد المقبل.

وكانت القدرة الشرائية في مقدمة المسائل التي تطرق لها المرشحان، فضلا عن مسـألة الحجاب والحرب الروسية في أوكرانيا والاتحاد الأوروبي.

وعلى مدى ساعتين و45 دقيقة سعى الرئيس المنتهية ولايته والمرشحة اليمينية المتطرفة إلى محاولة إقناع الناخبين المترددين والممتنعين عن التصويت في الجولة الأولى، ولا سيما ناخبي اليسار الذين ينتظر أن يؤدوا دورا حاسما في اقتراع الأحد.

وشهدت المناظرة توترا طوال الوقت، تخللتها عبارات مثل “لا تقاطعني”، “هذا خطأ”، واتهامات من كل طرف إلى الآخر بتبني رؤية ضحلة، وغير طموحة لفرنسا ومستقبلها.

وكانت المناظرة بالنسبة إلى لوبان، التي تتأخر عن ماكرون في استطلاعات آراء الناخبين، فرصة لإقناع الناخبين بأنها تتمتع بالمكانة التي تجعلها رئيسة، وبأنهم لا ينبغي لهم الخوف من رؤية اليمين المتطرف في السلطة..

و حاولت لوبان طوال النقاش إظهار قربها من الفرنسيين، قائلة إنها “تحاول وضع نفسها في مكان الناس”، في انتقاد مبطن لخصمها الذي لم ينجح خلال فترة ولايته البالغة خمس سنوات في التخلص من لقب “رئيس الأثرياء” الذي أطلقه عليه معارضوه.

القدرة الشرائية للفرنسين

وقالت لوبان خلال المناظرة إنها تريد إستعادة الفرنسيين لأموالهم، وانتقدت بشدة أداء ماكرون كرئيس للبلاد، قائلة إنها رأت على مدى السنوات الخمس الماضية الفرنسيين “يعانون”.

وأضافت: “أود أن أقول لهم إن هناك خيارا آخر ممكنا. سأكون رئيسة تهتم بتكاليف المعيشة”.

لكن ماكرون من جانبه عرض حصيلة ولايته، وأشار إلى عدة أرقام اعتبر أنها تجعل برنامج لوبان “غير منطقي.

ومع انخفاض معدل البطالة إلى أدنى مستوى له في 13 عاما، قال ماكرون، إنه فخور بخلق فرص عمل خلال فترة ولايته، وأضاف: “أفضل طريقة لاكتساب القوة الشرائية هي محاربة البطالة”.

لترد لوبان بالقول :”سمعتك أنت وحكومتك تفخرون بأنكم عززتم القوة الشرائية للفرنسيين، ورأيت فقط فرنسيين يقولون لي إنهم لم يعودوا قادرين على التحمل”، معتبرة أن “الحصيلة الاقتصادية سيئة للغاية” و”الحصيلة الاجتماعية أشد سوءا”. فيما اعتبر ماكرون غريمته بأنها “تعيش فقط على الخوف والاستياء”.

الموقف من روسيا

كان أقوى هجوم لماكرون ضد لوبان هو ذكر إعجابها السابق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحصولها على قرض لحملتها الرئاسية عام 2017 من بنك روسي واعترافها بضم روسيا لشبه جزيرة القرم.

وقال ماكرون لمنافسته:”أنتِ تعتمدين على القوة الروسية، وتعتمدين على السيد بوتين. حصلتِ على قرض من بنك روسي”.

وتابع: “لماذا فعلتِ ذلك؟… لأنك تعتمدين على السلطة الروسية وتعتمدين على (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين”، مشيرا إلى حصول حزبها “التجمع الوطني” على قرض بقيمة 9 ملايين يورو عام 2017 من بنك روسي.

وأضاف “يمكن تفسير الكثير من خياراتك من خلال هذا الاعتماد. أنت لا تتحدثين إلى قادة آخرين بل تتحدثين إلى المصرف الذي أقرضك المال عندما تتحدثين إلى روسيا، هذه هي المشكلة”.

ودافعت لوبان عن نفسها قائلة: “أنا امرأة حرة تماما”، وعللت الحصول على القرض برفض البنوك الفرنسية إقراض حزبها حينذاك. وأضافت “أدعم أوكرانيا حرة لا تتبع لا للولايات المتحدة ولا للاتحاد الأوروبي ولا لروسيا، هذا هو موقفي”.

الموقف من الاتحاد الأوروبي

وتواصلت حدة النقاش عند تناول الاتحاد الأوروبي، ونفت لوبان الاتهامات بأنها لا تزال ترغب في إخراج فرنسا من التكتل.

ورأت المرشحة اليمينية المتطرفة أنها تريد “تطوير هذه المنظمة الأوروبية، لكن يا سيد ماكرون لم أعتقد أنك ستتبنى نظرية مؤامرة”.

وأجاب غريمها “أنت غير واضحة، مشروعك عندما نفككه لبنة لبنة نجد أنه مشروع لا يذكر الأشياء بمسمياتها لكنه يتمثل في الخروج من أوروبا”، معتبرا أن ذلك يجعل انتخابات الأحد “استفتاء مع أو ضد أوروبا”.

الحجاب

أحرج ماكرون منافسته عندما قال إن دعوتها إلى منع الحجاب في الأماكن العامة ستؤدي إلى حرب أهلية، فتراجعت حدة طرحها في هذا المجال.

شدد ماكرون على أن”مسألة الحجاب تخصّ دينا معينا، وأن العلمانية ‏ليست محاربة أي دين”، مضيفا أن “الحجاب ممنوع في المدرسة، أما منعُه في المدن فسيؤدي إلى حرب أهلية وما تقولينَهُ خطير جدا”.

لوبان ردت بالقول: “سأمنع الحجاب ‏في الأماكن العامة، فهو لباس يفرضه المتطرفون، لا أخوض حربا ضد المسلمين، في حالات معينة هم ضحايا المتطرفين”.

وبحسب مراقبين، فقد تفوّق ماكرون عليها في عدّة نقاط.

وخلال المناظرة، بدت لوبان مترددة ومنكفئة ومتلعثمة أحيانا، وفي المقابل، كان ماكرون مبادرا ومنظما في أفكاره، بحسب محللين.

يذكر أن استطلاع أجرته مؤسسة “أوبنيان واي-كيا بارتنرز” لصالح صحيفة “ليزيكو” أن حوالي 14% من الناخبين كانوا ينتظرون المناظرة لتحديد من سيصوتون له، بينما قال 12% إنهم سيحسمون أمرهم إذا كانوا سيصوتون من الأساس.

وتقدم الانتخابات للفرنسيين رؤيتين متعارضتين لبلادهم، إذ يقدم ماكرون برنامجا ليبراليا مؤيدا لأوروبا، بينما تأسس برنامج لوبان القومي على شكوك عميقة تجاه أوروبا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى