أخبار العرب في أوروبا -بريطانيا
أعلنت الحكومة البريطانية أمس الأثنين عن احتجاز كافة المهاجرين ممن استلموا إشعارات رسمية تفيد بترحيلهم إلى رواندا، في خطوة يبدو الهدف منها الإيحاء بقرب اتخاذ الخطوة العملية الأولى.
المهاجرون، أو طالبو اللجوء، سيكون أمامهم 14 يوما للتقدم بطلب استئناف أمام المحاكم البريطانية ضد ترحيلهم.
يأتي هذا القرار في وقت وصفت فيه منظمات غير حكومية تلك الخطوة بـ”القاسية والمروعة”، معتبرة بأنها تستهدف أشخاصا “لا يعلمون سبب احتجازهم ومربكين وغير قادرين على الوصول للمشورة القانونية”.
كما اعربت المنظمات عن خشيتها من تأثير ذلك على الصحة النفسية لبعض المهاجرين. فهؤلاء، وفقا للمنظمات، يصلون السواحل البريطانية وهم في حالة جسدية ونفسية سيئة للغاية، ومع احتجازهم يُخشى أن تتفاقم تلك الحالات لديهم مع شعورهم بالصدمة والحيرة وعدم اليقين.
وتقول تقارير صحافية محلية إن الحكومة البريطانية يبدو أنها مازالت مصممة على المضي قدما بمشروعها المثير للجدل، بشأن إرسال طالبي اللجوء إلى رواندا.
في وقت أكدت فيه وزارة الداخلية أن جميع الأشخاص الذين تم تحديدهم لإرسالهم إلى رواندا قد تم إيداعهم مراكز الاحتجاز.
ووفقا لمخطط الوزراة فإن جميع من سيتم نقلهم إلى البلد الأفريقي تسلموا إخطارات من السلطات، مع هامش زمني يبلغ 14 يوما ليتقدموا بطلبات استئناف.
وتفيد وسائل إعلام محلية أنه من المرجح أنه تم إرسال إخطارات لنحو 100 شخص حتى الآن.
وتقول صحيفة “الغارديان” إن 10 من طالبي اللجوء المحتجزين سحبوا طلباتهم، وهذا ما استثمرت فيه عدة مصادر حكومية إعلاميا كونه علامة على أن خطة وزيرة الداخلية بريتي باتيل جاءت بالأثر الرادع المطلوب.
لكن على أرض الواقع وفقا للصحيفة ” هل يمكن اعتبار قيام 10 أشخاص بسحب طلبات لجوئهم علامة على نجاعة الخطة الحكومية؟”.
وأشارت إلى أنه وفقا لأرقام الداخلية البريطانية نفسها، وصل منذ مطلع العام الجاري حوالي تسعة آلاف مهاجر عبر المانش، المئات منهم وصلوا بعد الإعلان عن الخطة المثيرة للجدل. ومن هؤلاء أيضا من وصلوا وحدهم على متن زوارق صغيرة للغاية، أي دون مساعدة مهربين.
إلى ذلك، نقلت صحيفة الغارديان عن “إنفر سولومون” الرئيس التنفيذي لمجلس اللاجئين قوله :”الحكومة مصممة على معاملة الهاربين من الحروب أو الاضطهاد، بمن فيهم الفارين من أوكرانيا وأفغانستان، كسلعة يتم شحنها إلى رواندا”.
اقرأ أيضا: الحكومة الرواندية تعلن افتتاح 3 مراكز لاستقبال مهاجرين مرسلين من قبل بريطانيا
وأضاف :”هذا أمر قاسي بشكل مروّع وسيؤدي إلى معاناة إنسانية كبيرة. نحث الحكومة على إعادة التفكير على الفور في خططها والتركيز على البدائل القابلة للتنفيذ. تعد الطرق الآمنة، بما في ذلك السماح للأشخاص بالتقدم للحصول على تأشيرات دخول إنسانية، أحد الخيارات المهمة”.
جدير بالذكر أن الحكومة الرواندية أعلنت يوم الجمعة الماضي، عن افتتاح ثلاثة مراكز لاستقبال المهاجرين الذين سترسلهم بريطانيا إليها بموجب اتفاق بين البلدين، مشيرة إلى أنه يتوقع استقبال أول مجموعة خلال الأسابيع المقبلة.