قانون

جرائم الأحداث في السويد إلى “مزيد من العنف والإذلال”

أخبار العرب في أوروبا – السويد

أظهر تقرير صادر عن الشرطة السويدية أن عمليات السطو وجرائم العنف ضد الأطفال قد تضاعفت في السنوات الأخيرة، وغالباً ما يكون مرتكبو تلك الجرائم من الأحداث.

وأكد ضباط الشرطة في حديثهم “التلفزيون السويدي” العمومي (SVT) أن أساليب ارتكاب تلك الجرائم باتت أكثر سوءاً، “إنها أكثر عنفاً وإذلالاً.” هكذا وصفتها “بيا فول ألبيري” المحققة في جرائم الأحداث في بلدية “هانينغه” (Haninge) جنوبي ستوكهولم.

ارتفع عدد مرتكبي عمليات السطو التي تقل أعمار الضحايا فيها عن 18 عاماً، بين العامين 2016 -2019، وفقاً لتقرير الشرطة، وفي العام الماضي، جرى الإبلاغ عن 2484 عملية سطو غالباً ما يكون مرتكبوها ممن ليس لديهم سجل جرمي أو من القاصرين، أي أن أعمارهم أقل من 15 عاماً. تحقيق صعب ولسنوات عديدة

عملت “سوزان تورنبيري” و”بيا فول ألبيري” كمحققتين في جرائم الأحداث في “هانينغه”. وتقولان إن عمليات السطو التي يرتكبها يافعون تتسم بالقسوة مقارنة بالماضي إذ يتعرض الضحايا للإذلال ويهدَّدُون في حال تكلموا عن الأمر. وتقول تورنبيري: “بات الأمر أكثر صعوبة فالناس لا يرغبون بمشاركة (تجاربهم في المشاركة في ارتكاب جرائم السطو) إذ يخشون من أن يوصَفوا بأنهم “مخبرون” في حال أبلغوا الشرطة بما فعلوا، وبينت الشرطة أن الجناة يرتكبون جرائم السطو في مجموعات ملثمة ترتدي ملابس متماثلة ما يجعل التعرف على هوياتهم أكثر صعوبة، وتشعر كلتا المحققتين أن أولئك اللصوص يتصرفون كمجرمين مخضرمين بالرغم من أن أعمارهم صغيرة.

وتشرح “فول ألبيري” بأنهم “يرفضون إخبارك بأي شيء ويجيبون بـ ‘لا تعليق’ على كل ما نسألهم عنه.” وتتابع بالقول إن “أصغر [من صادفتهم] سناً بلغ من العمر 14 عاماً، وأراد أن يأخذ لنفسه تسجيلاً مصوراً على الهاتف المحمول أثناء جلسة الاستماع، ليُثبت لأصدقائه أنه لم يفصح (لنا) عن شيء.”

ووفقاً للشرطة، تم الإبلاغ عن أكثر من 6100 صبي وفتاة تقل أعمارهم عن 15 عاماً لارتكابهم جرائم عنف ضد قاصرين في العام 2019 أي بزيادة بنسبة 35 ٪ منذ العام 2016. تخويف بغرض الإسكات وبحسب الشرطة، لا يعرف أولئك اللصوص لماذا يقومون بإذلال ضحاياهم إذ يجدون صعوبة في تفسير الأمر، لكنهم يعتقدون أن ذلك متعلق بفرض السيطرة ومنع الضحايا من التحدث إلى الشرطة.

وتتابع “فول ألبيري”: “يريد (مرتكب الجريمة) أن يبدو بمظهر الحاسم. حتى أن الأمر يغدو خطيراً كذلك بعد عملية السطو، وكأنهم يقولون لضحاياهم: نعرف مكان إقامتك وأين تعمل والدتك، ونعرف كل شيء عنك”.

وأوضحت “فول ألبيري” أنه وجب عليها التعامل مع فتيات أنهين عملية سطو بسكب ليتر ونصف من الكولا على ضحيتهن حتى تتبلل وتصبح لزجة دون أن يكون هناك ما يستوجب القيام بذلك الفعل.

من جانبها تقول “كلارا هيلنر”، أستاذة طب الأطفال والمراهقين النفسي “بمعهد كارولينسكا” (Karolinska Institutet) الطبي، إنه يمكن جزئياً فهم آلية زيادة العنف والإذلال تلك من خلال النظر إلى جريمة السطو كحالة من حالات التنمر.

وتضيف: “أثناء التنمر، يتمثل الهدف بتحطيم الضحية عبر تصويرها مثلاً. فحين تكون ضمن مجموعة، فأنت تتأثر بها أكثر مما تتأثر بالضحية، ويصبح بالتالي من الأسهل عليك أن تنأى بنفسك عن الضحية”، موضحة أن اعتدال العقوبة التي تُفرض على اللصوص من اليافعين يفضي إلى أن كثيرين منهم لا يرغبون في التعاون أثناء في التحقيقات.

وتختم المحققة “فول ألبيري” بالقول إنه قد يُحكم على أولئك اللصوص اليافعين بأداء عدة ساعات خدمة اجتماعية مخصصة لأعمارهم. “و(لذا) أتفهم في حال تحفّظ المدعون(من الضحايا) ولم يرغبوأ في المضي (في ملاحقة قضاياهم في المحاكم) ما لم تكن هناك عواقب أكثر حزماً بحق الجاني.”

وفقاً لتقرير الشرطة ، تم الإبلاغ عن 9258 جريمة في العام 2019 حيث تم تسجيل شخص واحد على الأقل ممن هم دون الخامسة عشرة كمشتبه به بارتكاب جرائم، بزيادة قدرها 35 ٪ منذ العام 2016.،وفي العام 2019، بلغ عدد المشتبه بارتكابهم جرائم ممن هم دون الخامسة عشرة 6909 شخصاً، بزيادة قدرها 40 ٪ منذ عام 2016.

زادت حالات السطو التي يقوم بها قاصرون ضد قاصرين، بغض النظر عن عمر الجاني من 1178 إلى 2484 في الفترة ما بين 2016 -2019. 6105 فتى وفتاة تقل أعمارهم عن 15 سنة يشتبه بارتكابهم أعمال عنف ضد أطفال آخرين (دون سن 18). 1355 منهم من الفتيات، بزيادة قدرها 78 ٪ منذ العام 2016. وارتفع عدد الفتيان المشتبه فيهم بنسبة 42 ٪، وفقا للشرطة. وبالنظر إلى التهديدات باستخدام الإنترنت، ارتفع عدد التهديدات غير القانونية المبلغ عنها والصادرة عن مشتبه بهم ممن أعمارهم أقل من 15 عاماً، من 226 حالة إلى 423 حالة. وزادت التهديدات خارج نطاق الإنترنت من 997 بلاغاً في العام 2016 إلى 1442 بلاغاً في العام 2019.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى