أخبارتقاريردول ومدن
أخر الأخبار

ماكرون من الجزائر: لم آت بحثا عن الغاز.. نعم للاعتراف بالحقيقة بدل الاعتذار عن الماضي

أخبار العرب في أوروبا – الجزائر

شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، على أن الغاز ليس جوهر زيارته إلى الجزائر ، معلنا عن قرارات بخصوص تنقل الأشخاص بين البلدين.

كلام ماكرون جاء في تصريحات للصحافيين خلال زيارته لمقبرة “سانت أوجين” شمالي العاصمة الجزائر، في ثاني أيام زيارته إلى البلاد، والتي تستمر 3 أيام.

(تم تدشين المقبرة في 1849، وتقدر مساحتها بحوالي 3.5 هكتار. وتحولت منذ استقلال الجزائر عام 1962 إلى مزار ديني بالنسبة للعديد من عائلات “الأقدام السود”، بين يهود ومسيحيين).

فرنسا لم تأت لـ”تتسول” الغاز

وقال ماكرون، إن فرنسا لم تأت لـ”تتسول” الغاز من الجزائر كما جاء في بعض التعليقات الإعلامية، لأنها تعتمد بنسبة قليلة على الغاز في احتياجاتها من الطاقة أي نحو 20% وفي المجموع، تمثل الجزائر %8 إلى 9%”.

وأشاد بمساهمة الجزائر في “تنويع” مصادر إمدادات الغاز لأوروبا من خلال زيادة صادراتها إلى إيطاليا.

وقال“اتخذنا قرارات بخصوص تنقل الأشخاص، نعمل سويا على مواضيع حساسة مرتبطة بالأمن، ونضع خططا جديدة لتنقل فنانينا، ورياضيينا ورجال الأعمال وشخصياتنا السياسية من أجل بناء الشراكة الأوسع التي نريد”.

وكان فرنسا قلصت في سبتمبر/أيلول عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين بـ50%، حيث شمل القرار مسؤولين جزائريين وذويهم، على خلفية ما أرجعته باريس إلى عدم تعاون الجزائر في ملف الهجرة غير النظامية.

وأضاف الرئيس الفرنسي: “الهجرة غير النظامية، لديها تداعيات سلبية على الأمن العام في فرنسا، ما يستدعي العمل عليه، لكن في المقابل نقدم مقاربة لتسهيل تنقل الأشخاص المرتبطين بالبلدين لبناء التواصل والتعاون بين الضفتين”.

ماكرون يرفض تحمل أوزار الماضي الاستعماري

وتطرّق الرئيس الفرنسي في تصريحاته للصحافيين إلى ملف الاستعمار، قائلا: “في ما يتعلق بمسألة الذاكرة والمسألة الفرنسية الجزائرية، كثيرا ما أسمع دعوات إلى الاختيار بين الفخر والندم. أنا أريد الحقيقة والاعتراف (لأنه) بخلاف ذلك لن نمضي قدما أبدا”.

ورفض تحمل أوزار الماضي الاستعماري لبلاده كونه من “جيل لم يشهد تلك الفترة ويتطلع للمستقبل”. لكنه أكد بالمقابل، أن ذلك لا يعني إنكار الماضي، مشيرا إلى ضرورة مواصلة جهد البحث عن الحقيقة والاعتراف بدل الاعتذار.

وعندما سئل ماكرون عما إذا كانت تصريحاته في أيلول/سبتمبر الماضي التي أدت للأزمة مع الجزائر قد زال مفعولها، رد بدبلوماسية قائلا: “إنها قصة حب فيها جزء تراجيدي.. يجب أن نختلف ونغضب من أجل أن نتصالح”.

و انطلق ماكرون في شرح رؤيته للذاكرة: “أحاول منذ أن أصبحت رئيسا أن أشاهد الماضي أمامي.. في مسألة الذاكرة وكأننا مجبرون على الاختيار بين الفخر والاعتذار.. أنا اخترت الحقيقة والاعتراف.. أنا لست ابن حرب الجزائر ولا عائلتي لكني أدرك شيئا أن الجزائر وفرنسا لا يمكنهما التقدم دون النظر للماضي لأن تاريخنا مشترك”.

وشدد بالقول: “انظروا إلى المكانة التي تمثلها الجزائر في فرنسا عبر عدد مزدوجي الجنسية والفرنسيين من أصول جزائرية والمقيمين في فرنسا وإذا أضفنا الحركى وأبناءهم والأقدام السوداء وأبناءهم، فهم بالملايين. والأمر نفسه بالنسبة للجزائر فقد كنا هنا لقرن ونصف”.

لجنة مؤرخين مشتركة

وكان ماكرون أعلن أمس الخميس في اليوم الأول من زيارته إلى الجزائر، عن إنشاء “لجنة مؤرخين مشتركة” بين البلدين لـ”النظر في كامل الفترة التاريخية… منذ بداية الاستعمار إلى حرب التحرير، بدون محظورات”، في خطوة تعكس الرغبة في “العمل معا” حول “الماضي المشترك المعقد والمؤلم”. 

وقال ماكرون إنه مع الجزائر “قصة لم تكن قطّ بسيطة، لكنها قصة احترام وصداقة ونريدها أن تبقى كذلك، وأجرؤ على القول إنها قصة حبّ”.  

وأكد أنه سيعمل على “شراكة جديدة من أجل الشباب ومن خلالهم” تشمل قبول ثمانية آلاف طالب جزائري إضافي للدراسة في فرنسا، ليرتفع اجمالي عدد الطلبة الجزائريين المقبولين سنويا إلى 38 ألفا.

بدوره، أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عزيمة الطرفين على “تكثيف وتيرة تبادل الزيارات” من أجل “تجاوز مختلف العقبات التي تواجه تحقيق أهداف شعبينا وبلدينا”.

اقرأ أيضا: الإعلان عن رحلات جوية إضافية بين الجزائر وشرق فرنسا

إلى ذلك، أعلن قصر الإليزيه مساء اليوم الجمعة، أن الرئيس ماكرون سيمدد زيارته إلى الجزائر، وذلك لتوقيع اتفاق “شراكة متجددة” مع نظيره الجزائري تبون غدا السبت.

وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون سيعود “إلى الجزائر العاصمة من وهران، ليوقع مع الرئيس تبون إعلان مشتركا من أجل شراكة متجددة وملموسة وطموحة”.

يذكر أنه يرافق ماكرون في زيارته الثانية إلى الجزائر خلال 5 سنوات وفد مكون من 90 شخصية، بينهم وزراء ورجال أعمال ومثقفون مختصون في تاريخ البلدين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى