أخباردول ومدن
أخر الأخبار

ملك هولندا يقدم اعتذارا عن دور بلاده في العبودية خلال الفترة الاستعمارية

أخبار العرب في أوروبا- هولندا

تقدّم ملك هولندا فيليم ألكسندر أمس السبت، باعتذار رسمي عن تورط هولندا في العبودية والآثار التي لاتزال تحدث حتى اليوم عن ممارسة بلاده للرق خلال الحقبة الاستعمارية.

الاعتذار جاء بمناسبة مرور 160 عاما للإلغاء القانوني للعبودية في هولندا، بما في ذلك مستعمراتها السابقة في منطقة البحر الكاريبي.

وقال ملك هولندا خلال احتفال في العاصمة أمستردام:”أقف اليوم أمامكم كملككم وكجزء من حكومتكم. اليوم أنا أعتذر شخصيا”، على وقع تصفيق من الحاضرين الذين كان من بينهم آلاف المنحدرين من عبيد في سورينام وجزر أوروبا.

وأضاف:”تجارة الرقيق والعبودية هما جريمة ضد الإنسانية. الملوك وحكام عائلة أورانج-ناسوا لم يقدموا على أي خطوة ضد ذلك”.

وأردف بالقول: “أنا أطلب المغفرة عن عدم التحرك في يوم نحيي (ذكرى) العبودية في هولندا”.

وتابع “في هذا اليوم الذي نتذكر فيه تاريخ الرق الهولندي، أطلب الصفح عن هذه الجريمة ضد الإنسانية”، مؤكدا بأن العنصرية في المجتمع الهولندي لا تزال تمثل مشكلة ولن يدعم الجميع اعتذاره.

ومع ذلك، “تغير الزمن وكيتي كوتي… تم كسر القيود حقا”، كما قال وسط هتافات وتصفيق الآلاف من المتفرجين في نصب العبودية الوطني في أوستربارك بأمستردام.

و”كيتي كوتي” هي كلمات سورينامية تعني أن “السلسلة مكسورة” وهو العنوان الذي أُطلق على الأول من يوليو/ تموز كيوم لإحياء ذكرى العبودية والاحتفال بالحرية.

يأتي الاعتذار وسط إعادة نظر أوسع في الماضي الاستعماري لهولندا، بما في ذلك التورط في كل من تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي والرق في مستعمراتها الآسيوية السابقة.

وسبق لرئيس الوزراء الهولندي مارك روته أن تقدم في كانو ديسمبر/كانون الأول 2022 باعتذار رسمي باسم الحكومة الهولندية.ولم يتضح حينها ما اذا كان فيليم ألكسندر يعتزم الاعتذار نيابة عن الأسرة الملكية، عن ممارسات يقول الباحثون إنها منحتها ثراء فاحشا.

ومنذ عدة سنوات، تشهد هولندا نقاشا معقدا بشأن ماضيها الاستعماري وتجارة الرقيق التي جعلت منها إحدى أغنى دول العالم. ووجد أفراد الأسرة المالكة أنفسهم دائما في صلب هذا الجدل.

وكانت دراسة نشرت في هولندا في يونيو/حزيران الماضي، أظهرت أن الأسرة المالكة جمعت من المستعمرات بين عامي 1675 و1770، ثروات تصل إلى 545 مليون يورو وفق حسابات الزمن الحالي.

اقرأ أيضا: دراسة: 60 ألف شخص قرروا إنهاء حياتهم في هولندا عن طريق “القتل الرحيم”

وكان الملك فيليم ألكسندر أعلن العام الماضي التخلي عن العربة الملكية الذهبية التي كان ينتقل على متنها خلال المناسبات الرسمية، نظرا لأنها كانت تحمل رسوما تجسّد العنصرية.

والأسبوع الماضي، قالت نائبة رئيس الوزراء الهولندي، سيغريد كاغ، قالت، خلال زيارة رسمية لسورينام، إن “عملية على وشك أن تبدأ، وإن لحظة أخرى مهمة جدا ستحل في الأول من يوليو/تموز”، وذلك في تلميح إلى اعتذار الملك اليوم.

يُذكَر أن العبودية أُلغيت في “سورينام” والمستعمرات الهولندية في منطقة البحر الكاريبي، في 1 يوليو/تموز من عام 1863، لكن أغلبية العمال المستعبَدين أُجبرت على مواصلة العمل في المزارع مدة 10 أعوام أخرى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى