أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
تسعى كل من الحكومتين الفرنسية والبريطانية لوضع حد للهجرة غير الشرعية التي تنطلق من سواحل فرنسا الشمالية نحو بريطانيا.
وفي سبيل ذلك تم نصب على بعد بضعة كيلومترات من مصب نهر لا كانش في شمال فرنسا، حاجز عائم في الممر المائي في أحدث انعكاس للتدابير المكلفة التي تحاول السلطات عبرها التصدي لحركة الهجرة إلى سواحل المملكة البريطانية.
وبحسب السلطات الفرنسية، فإن هذه العوّامات، التي أقيمت في 10 أغسطس/آب الماضي، تهدف إلى اعتراض “قوارب التاكسي” التي يستخدمها منذ أشهر مهربو المهاجرين.
علما أن”قوارب التاكسي”هي بمثابة زوارق فارغة تنطلق بعيدا من الشواطئ وتقلّ ركّابًا من السواحل.
أيضا فإنه على طول الساحل الفرنسي الممتد بين مدينة دونكيرك وخليج سوم والذي يزيد طوله على 130 كيلومترا، وصولا إلى مدينة نورماندي البعيدة أكثر كن 350 كيلومترا من دونكيرك، تجري السلطات الفرنسية دوريات برية وجوية لمحاولة منع المهاجرين من التوجه إلى السواحل الإنكليزية.
في غضون ذلك، فإن طائرة تابعة لوكالة مراقبة الحدود الأوروبية (فرونتكس)، مزوّدة كاميرات حرارية وأخرى تعمل بالأشعة تحت الحمراء، تحلّق فوق ساحل أوبال نهارا وليلا لمراقبة أي قوارب تحمل مهاجرين من شمال فرنسا.
وتشارك في هذه المراقبة الجوية مسيرّات تابعة لجهاز الدفاع المدني الفرنسي جاهزة للمشاركة في عمليات إنقاذ.
وتقول السلطات الفرنسية إنها نشرت كاميرات مراقبة في 12 بلدة وأربع موانئ للسفن السياحية، أيضا أكدت عزمها توسيع نطاق هذه الآلية خلال العام 2024.
كما يجول ما معدله 800 شرطي وعنصر إغاثة يوميا، سيرا أو في عربات، في الشواطئ بحثا عن مهاجرين.
ويبدو أن لعبة القطّ والفأر بين الشرطة والمهاجرين، انتقلت إلى الساحل بعدما شُدّدت الحراسة والأمن في العام 2018 في ميناء كاليه ونفق قناة المانش الذي يربط فرنسا بجنوب شرق إنكلترا.
وحاليا باتت المنطقة المحيطة بكاليه تُشبه قلعة، فالميناء ومحطة النفق محاطتان بسياج وكاميرات فيما بُني جدار “مضاد للتطفل” قرب طريق لمنع المهاجرين من تسلّق الشاحنات.
ويحمي السياج أيضا مواقف للسيارات في منقطة “ترانسمارك” الصناعية اللوجستية.
بريطانيا تدفع لفرنسا
ومنذ العام 2014 حين وُقّعت اتفاقات توكيه التي أوكلت فرنسا بموجبها مهمة إدارة هذه الحدود، دفع البريطانيون ما لا يقلّ عن 370 مليون يورو من أجل ضمان إغلاق الحدود في وجه المهاجرين، وهو وضع يواصل المهرّبون التكيّف معه.
وتعتزم لندن بحلول العام 2027، دفع مبلغ إضافي يتجاوز 550 مليون يورو في إطار هذه السياسة.
من جانبها، لم تحدّد وزارة الخارجية الفرنسية، قيمة المبالغ التي يرصدها الجانب الفرنسي لهذه الجهود.
والمعركة ضدّ الهجرة نحو إنكلترا، تترافق مع معركة لا تتوقف تستهدف المناطق التي يتجمّع فيها المهاجرون، بهدف تجنب إعادة تشكّل مخيّمات تُسمّى “الغابات” في الجانب الفرنسي.
وكانت بريطانيا أعلنت عن زيادة تمويلها إلى فرنسا خلال السنوات الثلاث المقبلة.
ووفقا لبيان صدر عن قمة فرنسية بريطانية في 10 مارس/آذار الماضي، فإن مساهمة بريطانيا تبلغ 141 مليون يورو في عامي 2023 و2024، إضافة إلى 191 مليون في 2024 و2025، و209 مليون يورو في 2025 و2026.
استمرار وصول آلاف المهاجرين
ورغم كل هذه الإجراءات يستمر المهاجرون في ركوب بحر المانش عبر قوارب صغيرة للوصول إلى الساحل البريطاني.
وفي الثالث من 3 أغسطس/ آب الماضي قالت السلطات البريطانية، إنه تم تسجيل وصول أكثر من ثلاثة آلاف مهاجر غير شرعي إلى سواحل البلاد عبر بحر المانش خلال يوليو/تموز الماضي وحده.
اقرأ أيضا: بريطانيا تخطط لإنفاق 390 مليون دولار على مراكز احتجاز جديدة للمهاجرين
وأضافت أنه بذلك تصل أعداد الوافدين منذ بداية العام إلى أكثر من 14 ألف مهاجر انطلاقا من سواحل شمال فرنسا.
كل هذا الأرقام تأتي رغم استمرار مساعي الحكومة البريطانية بمنع وصول المهاجرين إلى أراضيها، وتشديد القوانين وأساليب التعامل مع الوافدين وطالبي اللجوء على حد سواء.
هذه المحاولات من قبل المهاجرين بعبور بحر المانش وصولا إلى سواحل المملكة المتحدة، يأتي رغم سوء أحوال المناخ واشتداد الريح والمطر وخطورة الطريق الذي يشهد كثافة كبيرة في السفن التجارية.