أخبار العرب في أوروبا – ألمانيا
بدأت مدن ألمانية كبرى منذ عدة أيام بتعليق الزينة ولافتات مضيئة في الشوارع احتفاء بقدوم شهر رمضان المبارك، وذلك لأول مرة في تاريخ البلاد.
وقرر مجلس بلدية فرانكفورت عاصمة ولاية هيسن، تعليق إضاءة خاصة في أحد الشوارع احتفالا بحلول شهر رمضان، أسوة بما يحدث في احتفالات مسيحية ويهودية.
كذلك، مدينة كولونيا بولاية شمال الراين فيستفاليا، حيث تزينت لشهر رمضان، في حين يُتوقع أن تقوم مدن ألمانية أخرى بخطوة مماثلة.
وأصبح كل من يتجول في شوارع المدينة أمام الكاتدرائية التي تشتهر بها مدينة كولونيا يرى أهلّة متوهجة، وعبارة “رمضان كريم” وعبارات أخرى مماثلة باللغة الألمانية.
صحيفة “بيلد” الألمانية قالت إنه “أمر غير مسبوق، سيحصل المسلمون الآن على إضاءة احتفالية خاصة بهم لشهر كامل. وهو أمر لم يشاهده الألمان من قبل إلا في أجواء عيد الميلاد والتي تكون مدتها أقصر”.
وكانت فرانكفورت قررت أن تكون المدينة الألمانية الأولى التي تقوم بتركيب هذه الإضاءة.
ووفقا لصحيفة “بيلد”، سيتعين على دافعي الضرائب الألمان في هيسن، دفع ما يصل إلى 100 ألف يورو من أجل الإضاءة في فرانكفورت.
بيد أن مدينة كولونيا أكدت بحسب ذات الصحيفة، أن خطوتها لن تكلف دافعي الضرائب شيئا، حيث لجأت إلى قبول تبرعات من أجل القيام بهذه الخطوة، من شراء للفوانيس، إلى تكاليف التركيب وفاتورة الطاقة.
وقالت بلدية كولونيا إن الإضاءة لن تكون أمام الكاتدرائية فقط، بل ستمتد إلى مركز المدينة وأجزاء أخرى، مثل منطقة إيرين فيلد وغيرها.
وأوضحت عمدة فرانكفورت “نرجس إسكندري” (حزب الخضر) أن “الإضاءة تمثل التعايش السلمي بين جميع الناس في المدينة”، مشددة على أنه “ينبغي أن تكون قدوة للسلام والإنسانية وضد الإقصاء والكراهية”.
وأضافت: “إنها أضواء العمل الجماعي، ضد التحفظات، ضد التمييز، ضد العنصرية ضد المسلمين، وأيضا ضد معاداة السامية. وفي أوقات الأزمات والحرب، تعد هذه الإضاءة علامة أمل لجميع الناس وتعزز التماسك في مجتمعنا الحضري المتنور”.
ترحيب وامتعاض
ولاقت هذه الخطوات ترحيبا كبيرا من الجاليات المسلمة، حيث رحب المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا بهذه الخطوة، كما أصدرت عدة جمعيات إسلامية بيانات أشارت إلى استحسانها الخطوة.
كذلك، فقد أعرب العديد من الألمان عن رضاهم لهذه الخطوة، واعتبروها إغناء لمجتمعهم، خاصة أن عدد المسلمين الكبير داخل ألمانيا يحتم على المجتمع تفهم ماهية أعيادهم الاحتفالية وطقوس الاحتفال.
لكن في مقابل ذلك، فإن هذه الخطوة لم تلق رضى وتفهما من الجميع، فحركات يمينية متطرفة مثل “بغيدا” و”حزب البديل من أجل ألمانيا” اعتبرت في هذه الخطوة أنها تمثل تغييرا كبيرا داخل المجتمع الألماني، وأنها تمثل توجها نحو “أسلمة المجتمع”.
اقرأ أيضا: المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا يعلن عن أول أيام شهر رمضان الفضيل
وكان مجلس مدينة كولونيا (البرلمان المحلي) قرر في العام الماضي تعليق الإضاءة في رمضان المقبل (رمضان 2024)، بعد أن تقدمت كتل ائتلاف الحكومة البلدية في فرانكفورت (حزب الخضر والحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر وحزب فولت دويتشلاند) بطلبٍ بهذا الخصوص.
وبررت هذه الكتل طلبها بأن فرانكفورت يعيش فيها ما يتراوح بين 100 ألف و150 ألف مسلم يشكلون ما يقارب 15% من إجمالي سكان المدينة.
ومدينة كولونيا التي تحتضن المسجد الأكبر في ألمانيا، كانت قد سمحت أيضا صيف العام الماضي، برفع الأذان يوم الجمعة ليكون مسموعا للعامة، ولكن بعد الاتفاق على درجة علو الصوت، بحيث يكون مسموعا في جنبات المسجد الضخم وما حوله فقط.
يشار إلى أن ألمانيا تضم ثاني أكبر جالية مسلمة في أوروبا الغربية بعد فرنسا، وذلك بعدد يتجاوز 5.6 مليون نسمة ما يمثل 6.4% من عدد السكان، وفقا لبيانات رسمية.
