تقاريردول ومدنمجتمع
أخر الأخبار

راديو السويد يسلط الضوء على أسباب رفض المهاجرين المُسنين لدور الرعاية

أخبار العرب في أوروبا -السويد

سلط تقرير نشره راديو السويد قبل أيام الضوء حول أسباب رفض المهاجرين المسنين فكرة دور رعاية المسنين.

يقول الراديو إن دور المسنين في السويد تشكل مرحلة طبيعية وعادية من مراحل العمر بالنسبة للمسنين السويديين، لكن المسنين من خلفيات مهاجرة شرق أوسطية على وجه الخصوص، غالبا يرفضون فكرة دور رعاية المسنين وينظرون لها بريبة وقلق، ويعتبرونه نتيجة سيئة لمن ليس لديه أبناء أو أقارب أو لمن تخلى عنه أبناءه.

ووفقا للتقرير، فإن”دور المسنين تعتبر مكان مناسب اجتماعيا وصحيا وعمريا للمسن ولا يعني أن ابنائك تخلوا عنك فربما يريدون لك حياة أفضل وأكثر راحة ورعاية!… لكن مسنين الخلفيات المهاجرة لا يعتقدون ذلك”.

في هذا السياق، رأت “ميرفي تشو نشيل الباحثة في علم السيسيولوجيا بجامعة “أوريبرو” بأن “فكرة المسنين من خلفيات شرق أوسطية عن نظام رعاية كبار السن السويدي مبنية على أسس خاطئة وثقافة محلية مشوهة ومنتشر عن دور المسنين في بلدانهم”.

أضافت:“ينظر المسنون من أصول مهاجرة شرق أوسطية عموما إلى خيار الإقامة بدور المسنين كمخرج أخير لأن الحياة فيها برأيهم تعني الوحدة والعزلة”.

تابعت:”لكن هذا الاعتقاد مبني على أحكام مسبقة عن نظام رعاية المسنين السويدي، وكذلك بناءً عن النظرة على دور المسنين في بلدانهم الأم؛ حيث تقتضي الأعراف الاجتماعية أن تتولى الأسرة رعاية من تقدم السن”.

ونقل راديو السويد عن مُسن شرق أوسطي مهاجر يعيش في السويد، قوله: ”بالنسبة لي لا استطيع تحمل هذا الشيء… أن ابقى في دار المسنين” بينما أكد مسن آخر بالقول:” لا اقبل بدار المسنين أبدا”

كما نقل الراديو آراء بعض المسنين من أصول شرق أوسطية في جنوب العاصمة ستوكهولم، حيث اعتبر البعض منهم أن دور المسنين السويدية  تناسب السويديين فقط، بينما تثير لدى المسنين الشرقيين على حد تعبيرهم شعور بالعزلة والوحدة والريبة والعار.

عن هذا تقول الباحثة تشو نشيل:”إن فكرت المسنين من خلفيات شرق أوسطية المغلوطة عن دور المسنين في السويد لا يمنع من القول أن نظرتهم لها مبررات واقعية، كعدم توفر الخدمات بلغتهم الأم”.

وأوضحت بأن”هناك أمور أخرى تعتبر أساسية في ثقافتهم من بينها عدم توفر الأكل الحلال، فضلا عن تخوفهم من عدم إمكانية أداء شعائرهم الدينية كالصلاة على سبيل المثال، بجانب القلق من فقدان أجواء العائلة بطقوسها الشرقية في بلدانهم”.

إضافة لذلك،”يخاف المسن الشرق أوسطي من عدم تمكن العاملين في من لغة المسنين الأم، وهو ما يعزز شعورهم بالعزلة ومخاوفهم من تلقي رعاية صحية منقوصة”.

اقرأ أيضا: هيئة المدارس السويدية: أكثر من نصف المهاجرين يتهربون من دراسة اللغة

لكن وفقا للباحثة “نشيل” فإن أن الحل الأمثل هو جعل نظام دور المسنين أكثر مرونة بالنسبة للمسنين.

جدير بالذكر أن أكثر من 70% من المُسنين بعد سن 80 عاما في السويد يكون مصيره في دور رعاية المسنين، وهي نسبة تتقارب في دول أوروبا الغربية مثل ألمانيا وفرنسا وهولندا وغيرها.

لكن على عكس ذلك، فإن النسبة تقل في جنوب القارة مثل إسبانيا وإيطاليا واليونان والتي لا تزال فيها العائلة تتشابه في نواحٍ كثيرة مع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث تلاحم العائلة ورعاية الوالدين والجد والجدة من قبل الأسرة وذلك في نسبة كبيرة من قبل شعوب هذه البلدان الأوروبية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى