أخبار العرب في أوروبا – ألمانيا
شهدت أعداد الأطباء الأجانب الذين يعملون في ألمانيا تزايدا ملحوظا في السنوات الأخيرة، حيث بات الأطباء السوريون يشكلون الحصة الأكبر من هذه الفئة.
ورغم ذلك لا تزال الأرقام تشيرُ إلى نقصٍ كبير في سوق العمل الألمانية في القطاع الصحي.
ويؤكد خبراء ألمان أنه لا غنى عن الأطباء القادمين من الخارج لتشغيل النظام الصحي في البلاد.
في هذا السياق، قالت “إلين لوندرشاوزن” نائبة رئيس غرفة الأطباء الألمانية، في تصريحات صحافية أمس الثلاثاء:”بدون أطباء من الخارج، لا يمكننا الحفاظ على نظام الرعاية الصحية لدينا بالمعايير الحالية”.
بدورها، أكدت “هنريته نيوماير” نائبة رئيس جمعية المستشفيات الألمانية، بالقول:”هناك حاجة إلي هؤلاء الأطباء بشكل خاص في ولايات شرق ألمانيا”.
وأضافت:”لولا هجرة الأطباء لانخفضت عروض الرعاية الصحية هناك”.
ووفقا لأرقام غرفة الأطباء الألمانية، يعمل في البلاد نحو 64 ألف طبيب يحملون جوازات سفر أجنبية. ويعمل حوالي 80% منهم في المستشفيات.
وتفترض الغرفة أنهم يعملون “بشكل فوق المتوسط في كثير من الأحيان” في مستشفيات صغيرة وخارج المناطق الحضرية.
وفي ولاية “تورينغن” وحدها، ينحدر حوالي 25% من أطباء المستشفيات من الخارج، وفقا لأرقام غرفة الأطباء الإقليمية هناك. كذلك فإن النسبة مرتفعة بالمثل في ولايات أخرى بشرق ألمانيا.
ومؤخرا، سلطت 200 منظمة وجمعية طبية الضوء على أهمية المهاجرين لنظام الرعاية الصحية.
وجاء في بيان نشر من أجل الديمقراطية والتعددية أن “الرعاية الطبية والتمريضية في ألمانيا لا يمكن ولن تستغني عن مساهمتهم”.
وإجمالا يعمل في ألمانيا حوالي 421 ألف طبيب في المستشفيات والعيادات والمؤسسات البحثية والسلطات.
نقص الأطباء مايزال كبيرا
ورغم أن عدد الأطباء الأجانب العاملين في ألمانيا وصل لغاية 2023 إلى نحو 63.763، وهو الرقم الأعلى على الإطلاق بتاريخ البلاد، وفقا لإحصائيات الجمعية الطبية الألمانية، لكن رغم ارتفاع هذا العدد، لا يزال النقص كبيرا لتغطية حاجة البلاد من الأطباء.
وبحسب الإحصائية، فإن معظم الأطباء الذين لا يحملون جواز سفر ألماني يأتون من دول الاتحاد الأوروبي أو دول أوروبية أخرى.
كذلك من دول الشرق الأوسط، حيث يعتبر الأطباء السوريون الأكثر عددا مع وجود 6120 طبيبا ممارسا في ألمانيا، يليهم الأطباء الرومانيون وعددهم 4668، ثم النمساويون بـ2993 طبيب، واليونانيون بـ2943 طبيب، بينما يوجد 2941 طبيب روسي، و2628 طبيب تركي.
وتعد ألمانيا وجهة جذبٍ للأطباء السوريين، الذين يتمتعون بسمعةٍ طيبة في سوق العمل، الأمر الذي يدفع العديد من الأطباء السوريين للتفكير بالقدوم إلى ألمانيا، والتي بدورها ترحب بذلك بسبب النقص الموجود، لكن هذه الموضوع ليس سهلا.
شيخوخة الأطباء الألمان
ويظهر جانب آخر من معاناة ألمانيا فيما يخص نقص الأطباء، إذ أن من بين 421 ألف طبيب، هناك 80 ألفا تجاوزوا الستين من العمر، وهو ما يشكل نحو 19% من مجمل الأطباء في البلاد. أي أن هذا العدد سيخرج للتقاعد خلال السنوات القادمة.
اقرأ أيضا: عدد الأطباء السوريين في ألمانيا يسجل رقما قياسيا
كما يعرب العديد من الأطباء الذين باتوا على أبواب التقاعد عن قلقهم من عدم وجود بدلاء يمارسون العمل بعدهم.
وخلال العام الماضي 2023، أغلقت نحو 150 عيادة بألمانيا، لعدم وجود طبيب يعمل بها بعد تقاعد الطبيب الأساسي.
بينما يتوقع أن يتم إغلاق ما بين 5 آلاف و 8 آلاف عيادة خلال السنوات الثلاث المقبلة
