تقاريردول ومدن
أخر الأخبار

لمواجهة الحر.. الحرب على أحد الألوان في فرنسا

أخبار العرب في أوروبا- فرنسا

بعد أن واجهت فرنسا والعديد من دول أوروبا موجة حر شديدة لاتزال مستمرة في بعض الدول لغاية الآن، خرج للسطح في فرنسا نقاشات تجري للمرة الأولى حول تأثير بعض الألوان على زيادة الحرارة لاسيما في المدن.

وبحسب ما أفادت به وسائل إعلام فرنسية أمس الجمعة، فإنه بعد ارتفاع درجات الحرارة خلال أشهر الصيف منذ عدة سنوات، باتت المدن أمام تحدي إدخال تغييرات عميقة لمواجهة موجات الحر المتزايدة بوتيرتها وقوتها ومدتها.

وتستهدف النقاشات اعتماد ألوان جديدة للمباني، وفق مهندسين معماريين ومسؤولين محليين فرنسيين.

وكان اللون الرمادي ضحية ارتفاع الحرارة وأصبح العدو الأول الذي يجب إزالته من الكثير من المباني والشوارع في البلاد.

في هذا السياق، تقول “كريستين لوكونت” رئيسة المجلس الوطني للمهندسين المعماريين في فرنسا، إن “المواد الداكنة والرمادية والسوداء هي أولى المواد التي ينبغي الاستغناء عنها، بسبب قدرتها الكبيرة على حبس الحرارة”، مشيرة إلى أن هذه الألوان موجودة بشكل خاص على الطرق.

وأضافت “بنينا مدننا كثيرا من أجل السيارات. اليوم، نستخدم الكثير من الأسفلت والبيتومين اللذين يلتقطان الحرارة ويعملان كمصادر إشعاع حضرية”، موضحة في هذا الصدد أن الفرق في درجات الحرارة بين وسط المدن وخارجها يمكن أن يصل إلى 6 درجات خلال النهار، و12 درجة في الليل، “لأن هذه المواد السوداء تشع لفترة طويلة جدا”.

وتؤكد بأن “تقليص المساحة المعطاة للسيارات في المدن يتيح جعل الشوارع أضيق وبالتالي حمايتها أكثر من أشعة الشمس”، مشيرة إلى أن بعض مواقف السيارات الكبيرة، المصطنعة بالكامل وبالتالي شديدة الحرارة، باتت على سبيل المثال في مرمى البلديات التي تدرس إمكان تقليل البيتومين فيها، وإضافة الغطاء النباتي.

الأبيض هو الحل

تقول “لوكونت” في حديثها لإيجاد لون بدلا من اللون الداكن للحد من ارتفاع الحرار”علينا أن نعمل على أنواع أخرى من المواد ذات كتلة حرارية وتكون لها القدرة على حبس هذه الحرارة لوقت أقل، على سبيل المثال الخرسانة الخفيفة على أجزاء معينة من الطرق، أو في الساحات”.

وأضافت أنه عندما تتعذر إزالة البيتومين يمكن استخدام مواد أخف تعكس المزيد من الضوء والحرارة (ما يُعرف بالوضاءة أو البياض).

وذكرت أن في باريس، أعيد طلاء أسطح صالة للألعاب الرياضية ومركب معرّضين بشدة للشمس، بطلاء أبيض خاص يعكس الإشعاع.

الاخضر أيضا من الحلول

تشير الناشطة البيئة ورئيسة بلدية مدينة ستراسبورغ “جان بارسيغيان” إلى أن الصيف يؤثر في الأشجار، ويمكن ملاحظة اختلافات تتمثل بتراجع درجات الحرارة بما بين 5 و10 درجات عندما نكون في حديقة، أو تحت الأشجار.

وتؤكد باسيغيان على أن زيادة المساحات الخضراء في المدن ضروري جدا لخفض درجات الحرار ، مشددة على أنه يجب العمل به على المدى الطويل.

اقرأ أيضا: لتفادي حدوث أزمة.. الحكومة الفرنسية تدعو مواطنيها لترشيد استهلاك الطاقة

ولهذا أطلقت بلدية ستراسبورغ عاصمة الإلزاس في شرق فرنسا، خطة تهدف إلى زراعة 10 آلاف شجرة بحلول عام 2030، وزيادة نسبة الغطاء الحرجي في المدينة بنسبة 26 إلى 30%، وفق ما أكدته بارسيغيان.

يشار إلى أن درجات الحرارة وصلت خلال الأسبوع الماضي في العديد من مناطق جنوب فرنسا إلى أكثر من 42 مئوية، في حين بلغت الحرارة الثلاثاء في العاصمة باريس نحو 40 مئوية، وسط اندلاع عشرات الحرائق جنوب غرب البلاد والتي لاتزال مستمرة لغاية الآن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى