ابداعات ومواهباقتصاد واعمال

اختراعات لتطوير الطائرات والسيارات.. “خضر الأعرج” وصل ألمانيا لاجئا وأصبح مخترعاً

أخبار العرب في أوروبا: مؤيد أبازيد

وصل إلى ألمانيا لاجئاً قبل خمس سنوات، واليوم أصبح لديه 11 اختراعاً في مجالات متنوعة، مسجلة بشكل رسمي في مكتب الاختراعات الألماني، يمكن أن يكون لبعضها شأناً كبيراً، ليس على مستوى ألمانيا فحسب، بل على مستوى العالم.

السوري “خضر الأعرج” المنحدر من محافظة الرقة شمال شرق سوريا، غادرها مرغماً وهرباً من النظام مطلع العام 2012 باتجاه الجزائر، ومنها إلى المغرب قبل أن يقطع البحر المتوسط ليصل في العام 2014 إلى مبتغاه “ألمانيا”، في بلد يمكن أن يحقق له بعضاً مما لديه من مواهب وإمكانيات، حيث بات يعمل إلى جانب ابتكاره للاختراعات، باحثاً في جامعة “كوبلنز”.

يقول “الأعرج” في حديث لموقع “أخبار العرب في أوروبا”:”سجلت في ألمانيا 11 اختراعاً منذ العام 2017، سبعة اختراعات في مجال تطوير التقنيات الزراعية واثنين في مجال الطاقة البديلة (مجال طاقة الرياح و مجال طاقة الجذابية الإرضية)، والاختراع العاشر في مجال تطوير السيارات الكهربائية، فيما الاختراع الأخير يختص في مجال  تطوير الطيران الكهربائي”.

وأشار إلى أنه وبعد وصوله ألمانيا بفترة، ابتكر ستة من هذه الاختراعات في مجال تطوير التقنيات الزراعية، لكن لم يتمكن من تسجيلها في ألمانيا ( تم تسجليها فيما بعد في ألمانيا)، والسبب أنها كانت تحتاج لـ6 آلاف يورو، تسمى”رسوم الملكية الفكرية”، ولعدم توفر المبلغ، أضطر للسفر إلى السودان وتسجيلها هناك.

وخلال تواجد”الأعرج” في السودان عرضت عليه شركات سعودية وصينية وأيضاً المركز الزراعي السوداني تنفيذ مشاريع في مجال التطوير الزراعي، لكن البقاء خارج ألمانيا أكثر من ستة أشهر كان سيؤدي لإلغاء الإقامة، الامر الذي اجبره على العودة إلى ألمانيا.

يقول: “كنت بحاجة أن أكون في ألمانيا من أجل تنفيذ اختراعات جديدة، هي أهم وأكثر دقة، فضلاً عن أن هذا البلد لديه إمكانيات كبيرة قادرة على تنفيذ اختراعات صناعية كالطائرة الكهربائية مثلاً”.

اختراعات قد ترى النور قريباً

بعد تسجيل اختراعاته في ألمانيا التي وصلت إلى 11 اختراعاً، تلقى “الأعرج” دعوات من قبل رجال أعمال ألمان لحضور مؤتمرات علمية وبعض المناقشات في الجامعات الألمانية، وذلك من أجل تنفيذ هذه الاختراعات بشكل تطبيقي على الواقع، مشيرا إلى أن جامعة “غيسن” طلبت منه الانضمام الى “مجلس العلماء الشباب” في الجامعة، لكنه اختار التسجيل بنفسه دون مشاركة الجامعة.

“الأعرج” أوضح أن العرض تضمن أن تتكلف الجامعة بتسجيل الاختراعات وتنفيذها، لكن بشرط، أن يتم تسجيل الاختراع باسم الجامعة، وهو ما جعله يعتذر، وقام بعدها بدراسة قانون الاختراع في ألمانيا وتسجيل جميع الاختراعات باسمه بتكاليف بسيطة.

وحول بعض الاختراعات المهمة كالطيران والسيارات الكهربائية، قال “الأعرج”: “اختراع تطوير الطيران الكهربائي يعمل لتحويل هذا النوع من الطيران ليكون طيرانا تجاريا”، مضيفاً أن “الطيران الكهربائي الآن، يحمل أربعة ركاب على أبعد تقدير، والمسافة التي تقطعها الطائرة لا تتعدى 600 كلم، فيما الاختراع في حال طبق سيكون لآلاف الكيلو مترات وبعدد ركاب بالعشرات”.

وتابع: “بالنسبة لاختراع تطوير السيارات الكهربائية، المتداول حالياً لا يسير سوى500 كلم وبعدها تحتاج السيارة للشحن من جديد، والاختراع في هذا المجال خطته وتوجهه أن تسير السيارة بدون شحن، أو على أقل تقدير أن تصبح آلاف الكليومترات وسوف تظهر نتائجه بعد التطبيق، وقريباً سيتم إنتاج سيارة كتجربة، حيث اتفقت مع رجال أعمال ألمان لتنفيذها”.

وفيما يخص الطاقة البديلة يقول”هي طاقة ليس المقصود بها طاقة الرياح، بل طاقة الجاذبية الأرضية، وهذا المشروع في حال نجاحه سيوفر مئات مليارات الدولارات على مستوى العالم، لكن في ذات الوقت هو مكلف جداً”.

وأكد بأنه اتفق مع رجال أعمال ألمان لترخيص شركة للبدء بهذا المشروع (الطاقة البديلة)، بعد الانتهاء من مشروع السيارة الكهربائية.

لماذا لم يقدم اختراعاته في سوريا ؟

الكثير من المخترعين السوريين، لم نسمع عنهم، إلا بعد أن غادروا سوريا، وهو أمر يدعو للتساؤل، لا سيما في الفترة السابقة للثورة السورية.

يعتبر “خضر الأعرج” أن “أي مخترع في سوريا كان يُنظر إليه نظرة أمنية، وهناك حوادث عديدة حصلت لمخترعين سوريين، منهم من اعتقل ومنهم من تمت تصفيته، فكل ما في سوريا يجب أن يكون محصوراً في بيت الأسد حتى التفوق و الاختراع، وهناك سياسة متبعة بمنع أي شخص يعمل لتطوير سوريا”. على حد قوله.

ويشير إلى أن من المفارقات، قيام بعض مواقع الإعلامية النظام قبل فترة، بنشر تقارير حول الاختراعات التي سجلها في ألمانيا نقلاً عن لسانه لكن دون علمه.

ويعلق “الأعرج” حول هذا الأمر:”مواقع النظام  لم تتساءل لماذا أنا اليوم في ألمانيا، بل أكتفت بالحسرة على ما يحصل للشباب السوري من هدر لطاقات يتم استغلالها في بلاد الغرب، دون أن تقول الحقيقة أن معظمهم أجبر على مغادرة البلد بسبب هذا النظام”.

مجالات أخرى لـ” الأعرج”

يعمل اليوم “خضر الأعرج” من خلال اختراعاته في مجالين، الأول لمكافحة التلوث البيئي، والثاني لمكافحة الجوع في أفريقيا والبلدان النامية، وهذا بدأه في الجزائر من خلال اختراع آلات زراعية بتكلفة بسيطة وبنفس الوقت ذات فعالية عالية ومتطورة، والبلدان النامية والفقيرة بأمس الحاجة إليها.

المخترع السوري الذي منعته الظروف من إكمال دراسته، استطاع أن يتفوق ويبتكر اخترعات من خلال التعليم الذاتي، وتسجيلها في أكثر دول العالم تطوراً.

يؤكد “الأعرج” بأن” التعليم الذاتي، هو تعليم مميز وبدأت تتبناه منذ سنوات، جامعات كثيرة حول العالم، بل أصبح هناك جامعات مختصة لاستقطاب أصحاب التعلم الذاتي”، ويشير إلى أنه حتى جامعة في “فرانكفورت” الألمانية هناك عبارة مكتوبة على بوابتها وهي :” يمكن للإنسان أن يتعلم كل شي ء في الحياة. العلم ليس في الجامعات فقط”.

ينهي المخترع حديثه مع “أخبار العرب في أوروبا” بالإشارة إلى أن لديه خمسة اختراعات أخرى يتنظر صدور النتائج بشأنها بعد أن  سجلها في مكتب الاختراعات الألماني مؤخراً، وفي حال كانت النتائج إيجابية سيرتفع عدد الاختراعات إلى 16، مؤكداً عزمه مواصلة الابتكار لاسيما أن لديه الكثير من الأفكار ويعمل على تطويرها لتصبح اختراعات تكون فائدتها للإنسانية جمعاء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى