تعليمتقاريرثقافة وفنون

المشهداني: “الإسلام السياسي لا يمت للدين بصلة.. ومدرسة ابن خلدون الوحيدة المعتمدة من الألمان

خلدون المزعل – برلين

حملت اسم المؤرخ العربي ومؤسس علم الاجتماع الحديث ” ابن خلدون”، ولكي لا يطوي النسيان في المهجر وجود وحضور الجالية العربية، ولاسيما الأطفال، كانت مدرسة “ابن خلدون” في العاصمة الألمانية برلين،

سنوات طويلة من الخبرة وبجهد عربي جماعي استمرت المدرسة منذ سبعينات القرن الماضي كأول مدرسة عربية – ألمانية، لها الحق بمنح شهادة تحدد مستوى الطالب في اللغة العربية معتمدة من قبل وزارت التعليم والتربية الألمانيتين او (Schulamt) وهي معتمدة لدى الدوائر الحكومية الأخرى.

موقع “أخبار العرب في أوروبا” التقى نائب مدير المدرسة “حذيفة المشهداني” الذي أوضح أن: “مدرسة ابن خلدون العربية هي الوحيدة في ألمانيا التي تحمل مسمى ( مدرسة عربية – ألمانية) ذات نفع عام، و لدينا قسم خاص لتعليم اللغة العربية لموظفي الدوائر الحكومية الألمانية في برلين ( الخارجية ، المحاكم، ومكاتب العمل غيرها )، أما شهادة الصفوف الأولية التي تمنحها المدرسة فهي معترف بها في جميع بلدان الوطن العربي ولدينا الحق في تصديق الشهادات الصادرة من البلدان العربية”

وعن فكرة تأسيس المدرسة يقول “المشهداني”: “في العام ١٩٧٢ بدأت فكرة تأسيس مدرسة تهتم بتعليم اللغة العربية في برلين لابناء الجالية العربية وتحديداً في برلين الغربية (قبل الوحدة الألمانية)، واجتمع اتحاد الطلبة العراقيين _ برلين مع أتحاد الطلبة العرب_ في الجامعات الألمانية وتبلورت فكرة إنشاء المدرسة، وكان الانطلاق بشكل رسمي في العام 1974, وشكلت الهيئة العامة، ومن ثم التعليمية، وبدء أبناء الجالية العربية في برلين بالالتحاق بالمدرسة “.

بعد عامين من الانطلاق الرسمي، وكما يوضح “المشهداني”: “طلب مجموعة من الألمان والأجانب في برلين الإلتحاق بصفوف تعليم اللغة العربية، وعندها افتتحنا فرعا لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، واستمر ت الدراسة في المدرسة أيام الأربعاء _ السبت ، وأدخل إلى جانب تعليم اللغة العربية مواد (الرياضيات ،التاريخ الإسلامي، جغرافية الوطن العربي، الأماكن السياحة في الوطن العربي )”.

مناهج متخصصة

اعتمدت المدرسة منذ العام 1974 على مناهج معتمدة لدى وزارات التربية والتعليم في كل من المملكة الأردنية الهاشمية، العراق، الكويت ،سوريا،المغرب، المملكة العربية السعودية، وذلك لغاية العام 2005 ، ومن ثم استحدثت المدرسة منهاجاً تعليمياً خاصاً بها أستمر التدريس به حتى نهاية العام 2013 , وبعدها أصدر الدكتور (الحبيب العفاس) منهاجا لتعليم اللغة العربية للطلبة العرب الذين ولدوا في أوروبا، وبعد اجتماعات اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والبحوث العربية في المدرسة لفحص المنهاج تم اعتماد المنهاج العفاسي لسهولة مفرداته وسلاسة تعليمه وطريقة تعاطي الطلاب معه ، كما أننا ندعم المقررات الدراسية بمنهاج للتمارين اليومية والتدريب على أنواع الخط العربي ”.

لا تتوقف نشاطات المدرسة على تعليم اللغة العربية، وحول هذا يقول نائب مدير المدرسة: “ ننظم بشكل دوري فعاليات ثقافية وفنية واجتماعية عديدة تستهدف الجالية العربية في برلين والألمان والثقافات الأخرى، ومن هذه النشاطات معارض كتب ،أمسيات قصصية،عيد الطفل، أمسية موسيقية، حفلات عيد الفطر المبارك وعيد الأضحى”.

ايدلوجيا سياسية

وعن دور المدرسة في تعريف الطلاب بثقافات المجتمع الالماني يرى “المشهداني”: أن “الجالية العربية في ألمانيا وأوروبا بحاجة إلى تعليم اللغة العربية لأنها لغتهم ولغة ثقافتهم الأم، ويجب المحافظة عليها من قبل العرب المقيمين في ألمانيا وأوروبا وهي محمية ضمن دساتير دول الاتحاد الأوروبي” مشيرا إلى أن الدراسات والبحوث العلمية أثبتت ان الانسان اذا أتقن اللغة الأم سوف يتقن اللغات الأجنبية المكتسبة الأخرى ولدينا أمثلة كثيرة عن طلبة عرب لم يتقنوا اللغة الألمانية بشكل صحيح الا بعد أن تعلموا اللغة العربية الام كما يجب.

وفيما يتعلق بدور مدرسة “ابن خلدون” في اندماج الجالية العربية مع الثقافات الأخرى يوضح “حذيفة المشهداني: ” ساهمت المدرسة من خلال مشاريع كثيرة في اندماج أبناء الجالية العربية مع الثقافات الأخرى والمجتمع المدني الألماني، إذ خصصنا دروسا لتعليم الطلاب على احترام القانون والذوق العام واتباع الأسلوب الصحيح في الشارع واحترام الآخر وتقبل ثقافته، كما أننا نعلم الطلاب أنه لا فرق بين انسان وانسان، وندعوهم للابتعاد عن الأشخاص السيئين او عصابات الإجرام واحترام الشرطة الالمانية واحترام زي الشرطة لأنها موجودة لحمايتهم من الأذى والشر “.

“المشهداني” وفي سياق حديثه لـ “أخبار العرب في أوروبا” عن المناهج التعليمية المتبعة في بعض الجمعيات والمساجد، يقول: “المساجد ليست للتعليم اللغة العربية، وعليها في الوقت الحالي العمل على الوعظ والإرشاد وتوعية الجاليات العربية على احترام الأديان في ألمانيا ودعم الجالية العربية بالوسائل الصحيحة للتعامل مع المجتمع الألماني، فالمنهاج المتبع في المساجد لا يمت للغة العربية لا من قريب ولا من بعيد، وكل مسجد يغني (على ليلاه)، انطلاقا من ايدلوجيته الخاصة، مع الأسف الشديد المساجد في برلين أغلبها تتبع إلى ايدلوجيات سياسية (الإسلام السياسي) المنتشر هذه الأيام في العالم وهو لا يمت إلى الإسلام الحنيف بشيء سوى الاسم، كما أن المساجد أصبحت مكاتب لجباية الرسوم المالية من الجالية العربية لغرض دعم نشاطات أحزاب وحركات الإسلام السياسي في الوطن العربي”.

وجه الحضارة العربية

تحمل مدرسة “ابن خلدون” العربية مسؤولية تجاه الجالية في برلين وعن هذا يوضح أن المدرسة “نسقت اة فعالية بيبلومانيا العرب (ملتقى الثقافات والحضارات) في برلين تحت إشراف المركز الألماني العربي( DAZ) ومشاركة العديد المؤسسات العربية الألمانية منها ( دار الدليل لطباعة والنشر، نادي الكتاب اليمني. جمعية سلام، مركز( AB Ziel) مكتبة العرب الألمانية، مسرح الرحالة، جامعة (برمنجهام) البريطانية، جمعية مودة ،مؤسسة آراب الثقافية، البيت الفلسطيني_برلين،مركز حوار الحضارات والأديان الألماني، كنيسة الناصرة _ برلين، بالاضافة إلى جمع من المثقفين والروائين والفنانين والصحفيين والموسيقين والإعلاميين من الألمان والأجانب والعرب..”

ويتابع “المشهداني” الذي كان منسقا لفعالية “ببلومانيا”: “ملتقى الثقافات والحضارات في برلين أظهر الصورة الحقيقة للجالية العربية من خلال معرض الكتب ومعرض التصاميم ومعرض الفن التشكيلي والأشغال اليدويه ومعرض الكاريكاتير والصور الكوميدية والجلسات الثقافية والإنسانية والمجتمعية التي كانت باللغة العربية والألمانية “.

“حذيفة المشهداني” نائب مدير مدرسة “ابن خلدون” يختم بالقول: “نحمل مسؤولية وواجب تجاه أبناء جالياتنا ولا سيما بعد أن تعمد الاعلام المؤدلج تشويه صورة الإسلام والعرب في ألمانيا وأوروبا وساعدهم بذلك الأعمال والتصرفات غير الصحيحة والتصريحات الفاشلة لبعض مشايخ المساجد في ألمانيا الذي كانوا يمتهنون بيع الحشيش والمخدرات والتعاطي مع الجرائم وبين ليلة وضحاها أصبحوا أئمة مساجد أو شيوخ والأمثلة كثيرة”.

السيرة الذاتية: حذيفة المشهداني

  • دبلوماسي في وزارة الخارجية العراقية 2003_2015 .
  • حاصل على جائزة الباحث الأول _ صناعة القادة الشباب (الزائر الدولي ) في وزارة الخارجية الأميركية 2013 التي منحت لرؤساء جمهوريات ورؤساء وزراء.
  • دكتوراه فلسفة مكافحة التطرف الديني _ جامعة رايس الأميركية.
  • نائب مدير مدرسة أبن خلدون العربية في برلين.
  • السكرتير العام لملتقى ببلومانيا العرب ملتقى الثقافات والحضارات في برلين.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى