أخبارتقاريردول ومدن
أخر الأخبار

مناظرة حاسمة بين ماكرون ولوبان الليلة

أخبار العرب في أوروبا – فرنسا

يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومنافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان بداية من الساعة التاسعة (بتوقيت باريس) مساء اليوم الأربعاء، في مناظرة تلفزيونية يتوقع أن تشكل عامل حسم في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية يوم الأحد المقبل.

المناظرة التي ستحظى بمتابعة واسعة من الفرنسيين، يتوقع أن تستمر لأكثر من ساعتين، حيث استعد لها كلا المرشحين بشكل جيد.

ومناظر اليوم هي سيناريو مكرر لعام 2017، حينها لم ترق المرشحة اليمينية المتطرفة إلى مستوى هذا الاستحقاق، لكنها، هذه المرة، استعدت لمواجهة الرئيس المنتهية ولايته الذي يتعين عليه الدفاع عن حصاده الرئاسي.

وتصدر ماكرون 44 عاما، الجولة الأولى في الانتخابات التي جرت في 10 إبريل/ نيسان الجاري، كما يتصدر استطلاعات الرأي بالنسبة للجولة الثانية بنسبة تتراوح بين 53 و56 %.

لكن لوبان، البالغة من العمر 53 عاما، تمكنت من تضييق الفجوة بشكل كبير مقارنة بالانتخابات الرئاسية الأخيرة قبل خمس سنوات، عندما خسرت بنسبة 34% من الأصوات مقابل 66 %لماكرون.

قبل خمس سنوات، كان الأمر كارثيا للوبان زعيمة “التجمع الوطني” اليميني خلال المناظرة التي بدت متوترة وعدوانية وغير مستعدة أمام مرشح شاب هادئ ومحيط بملفاته. ترك انهيار مرشحة اليمين المتطرف أمام 16.5 مليون مشاهد انطباعا سيئا، حتى بين أنصارها.

وقالت لوبان في تصريحات لقناة “TF1” إن “الفشل هو بالنسبة لي أحيانا ضربة” لمضاعفة الجهود، مؤكدة أنها استخلصت العبر من التجربة السابقة وإنها تشعر “بارتياح كبير”. على مدى خمس سنوات، صعدت بصبر وهيأت ملفاتها بعناية وصقلت صورتها، حتى عرّفت نفسها على أنها “أم” لفرنسا.

يقول لويس أليوت القيادي في”التجمع الوطني” أصبحت لوبان “تمتلك الخبرة الآن، لقد عملت كثيرا، إنها متمكنة من ملفاتها”.

وأمامها، لم يعد ماكرون الذي كان ظهوره مفاجئا في عام 2017 والذي أكد أنه “لا ينتمي إلى اليمن أو إلى اليسار”، يتمتع بنضارة الحداثة. ويتعين عليه الدفاع عن حصاد رئاسي وتصحيح الصورة التي غالبا ما ترتبط به بصفته “رئيس الأغنياء”.

وخلال الجولة الأولى بقي ماكرون بعيدا عن الأضواء، إلا أنه سيعد العدة لهذا الاستحقاق الذي يأخذه “على محمل الجدّ”، وسيحاول إقناع ناخبين يساريين متشككين، وحتى معادين له.

ويحتاج كلا المرشحين إلى توسيع نطاق الدعم قبل تصويت يوم الأحد. ويقول الكثير من الفرنسيين، وخاصة أنصار اليسار، إنهم ما زالوا لا يعرفون ما إذا كانوا سيتوجهون إلى مراكز الاقتراع.

وخلال الحملة، واجه الخصمان بعضهما البعض عن بعد. لطالما اتهمت لوبان خصمها بأنه “فظ” وانتقدت “فراغ مشروعه من أي مضمون”.

بينما هاجم ماكرون، من جانبه، منافسته حول “راديكالية” برنامجها المرتكز على “تعويم” اليمين المتطرف والتركيز على صورة لوبان.

ومن المتوقع أن تجتذب لوبان الناخبين الذين يحملون مشاعر معادية لماكرون وينتقدون سجله، وستقدم موقفها القومي المناهض للهجرة كبديل. وتهدف أيضا إلى إثبات أنها تتمتع بقدرات رئيس محتمل، والترويج لما تقول إنه مقترحات واقعية.

كما تعين على لوبان أن تُظهر أنها “تتمتع بالمصداقية وتعرف كيف تجمع الناس معا، وأنها تجسد المنصب قبل كل شيء، الأمر الذي فشل ماكرون في القيام به”، بحسب “أليوت” الذي اعرب عن أمله بان تكون المناظرة “وقورة وجادة، تقابل الحجة بالحجة” دون “عدوانية”.

اقرأ أيضا: فرنسا..”لوبان” تواجه اتهامات باختلاس أموال أوروبية

في غضون ذلك، سيدافع ماكرون عن آرائه المؤيدة لأوروبا، باعتبارها السبيل لتعزيز مكانة فرنسا على الساحة العالمية. وسيسعى لإقناع ناخبي اليسار بأن موقفه المؤيد للشركات التجارية يجب ألا يمنعهم من اختياره.

وخلال الأيام الأخيرة، أقرّ بأن البعض سيدعمه فقط لمواجهة مرشحة اليمين المتطرف.

ويسعى المرشحان إلى استمالة مؤيّدي جان-لوك ميلانشون (اليسار الراديكالي) الذي حلّ ثالثا في الدورة الانتخابية الأولى مع حوالى 22 % من الأصوات ودعا إلى “عدم إعطاء صوت واحد” لليمين المتطرّف.

يذكر أن المناظرة بين دورتي السباق الانتخابي اعتمدت للمرة الأولى في فرنسا عام 1974، حيث باتت هذه المناظر عامل حسم بالنسبة لمواقف الفرنسيين من المرشحين قبل الذهاب إلى صناديق الاقتراع.

وسيدير المناظر كل من الفرنسية من أصل لبناني “ليا سلامة” وهي صحفية من القناة العامة الثانية و الصحفي “آن صوفي لابيكس” من قناة ( TF1) الخاصة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى