تقاريرثقافة وفنون
أخر الأخبار

“اكتشف وجهتك الحقيقية” كتاب يبحث بقدرات البشر غير المستكشفة

أخبار العرب في أوروبا – متابعات

قد تضيع الوجهات في طرقات متشعبة يختار إحداها الإنسان، خاصة عند الذين يضطرون تحت وطأة أسباب مختلفة أن يغادروا أوطانهم التي تعودوا عليها، ليبدأ كل واحد منهم على اختلاف تجربته ببناء نفسه من جديد، ومن هذا المنطلق يسعى العديد من المؤلفين لعرض تجارب حقيقية تُذكر بقدرة الناس الاستثنائية التي لم يكتشفوها في ذواتهم، في أي مكان يعيشون فيه في هذه الكرة الأرضية ومهما اختلفت ظروفهم.

هذا ما يستعرضه بيل جورج في كتابه “اكتشف وجهتك الحقيقية” وفي تقديمه للكتاب استشهد ديفيد جرجن بـ بينس الأب الروحي للقيادة. الذي كان قد قال: “إن أخطر أسطورة عن القيادة تلك التي تزعم أن القادة مفطورون على القيادة، وأن هناك عاملاً وراثياً في القيادة. فهذه الأسطورة تؤكد على أن الناس ببساطة إما يتحلون بها. بصفات آسرة بعينها وإما لا يتحلون بها وهذا محض هراء، والواقع أن العكس صحيح، فالقادة يًصنعون ولا يُفطرون على القيادة”. لتتوالى من بعد المقدمة صفحات الكتاب الموزعة على 333 صفحة والمقسمة إلى ثلاثة أجزاء الأول منها بعنوان “رحلتك إلى القيادة” وفي مستهله قال جورج: “إن قصّة حياتك هي أساسك. فهي تُشكل الطريقة التي ترى بها العالم بوصفك إنساناً. وفي القيادة، من الممكن إما أن تدفعك المساعي الأكثر إنسانية إلى الأمام أو أن تعرقلك”.

وأضاف: “لقد وجد هؤلاء القادة شغفهم بالقيادة عبر تفرُّد قصص حياتهم. ولم يجدوه بأن ولِدوا قادة. ولا بإيمانهم بأنّهم يتحلون بالخصائص أو السِمات أو الأسلوب المميز للقادة. ولا بمحاولة التشبه بقادة عظماء. لقد أمسوا قادة عظماء لأنهم ببساطة جسدوا ذواتهم الحقيقية، واستغلوا مواهبهم لمساعدة الآخرين”.

واستشهد المؤلف بقصة ريثا كلارك كينغ التي نشأت في حقول القطن واجتهدت كثيراً إلى أن عُيِّنت رئيساً لجامعة متروبوليتان ستيت في مينيابوليس. وأوضح: “قد تتساءل في هذه المرحلة، أليس للجميع قصّة حياة؟ فما الذي يجعل قصص القادة مختلفة ومتميزة؟ إن كثيراً من أصحاب القصص المؤلمة يرون أنفسهم ضحايا، ويشعرون بأن العالم أساء إليهم”. وبينَ: “يكمن الفارق الذي يميز القادة الحقيقين في الطريقة التي ينظرون بها إلى قصصهم. فقصص حياتهم توفر السياق لحياتهم، وبتلك القصص يجدون الشغف الذي يسوقهم إلى ترك بصمة في العالم”.  وذكر قول الروائي جون بارث ذات مرة: “قصّة حياتك ليست هي حياتك. إنها قصتك”.

وقال: “جميع القادة الكبار الذين أجرينا معهم مقابلات لم ينته بهم الأمر إلى المكان الذي حسبوا أنهم سينتهون إليه. يعتقد جاك برينان، الرئيس التنفيذي الأسبق لشركة فانغارد أن أسوأ ما يمكن أن يفعله الناس هو إدارة مسارهم المهني بخريطة مهنية”. وأضاف: “يواجه كثير من القادة تجارب في العمل تختبر إلى حدٍ كبير إحساسهم بذواتهم أو قيمهم أو فرضياتهم المتعلِّقة بمسيرتهم المهنية. وأسَمِّي هذه التجارب “الاصطدام بالجدار” لأنها تشبه سيارة سباق سريعة تصطدم بجدار المسار، وهي التجربة التي يعيشها السواد الأعظم من القادة مرة واحدة على الأقل في حياتهم المهنية”. وأكد جورج على أنه “بغض النظر عن موقعك في رحلتك حالياً سواءً أكنت بدأت تواً أو تبحث عن تحدٍ جديد أو على وشك أن تصل إلى قمة مؤسستك، فإن كل تجربة قيادية ستُمكنك من النمو واكتشاف قيادتك الحقيقية”.

وفي الجزء الثاني الذي جاء بعنوان “التطوّر بصفتك قائداً حقيقياً” عن هذه المرحلة قال بيل جورج: “هناك خمسة عناصر أساسية في تطورك الشخصي، ألا وهي: الوعي بالذات، والقيم، والبقعة المثالية، وفريق الدعم، والحياة المُتكاملة. وعند النظر إلى هذه العناصر الخمسة إجمالاً، نجد أنها تُشكل البوصلة التي توجِّهك إلى وجهتك الحقيقية”. وأوضح: “بعد كل تجربة، عليك مُعايرة بوصلتك لضمان أن الخطوات التي تخطوها خلال رحلتك القيادية تتّسق مع وجهتك الحقيقية والطريقة التي تريد أن تحيا بها حياتك. ونظراً لأن ظروفك وفرصك والعالم من حولك في حالة تغير مُستمر، فإن هذه عملية لا تنتهي”.

وشدد جورج على أهمية تقبل الذات وفسر: “يمكننا أن نتعاطف حقيقةً مع الآخرين والصعوبات التي تصدوا لها. إن احترام تجارب الآخرين يتطلب منك أن تحب نفسك بلا شرط أولاً. من السهل أن نحب مَواطن قوتنا. ولكي نحب أنفسنا بلا شرط، علينا أن نتعلم تقبُّل أنفسنا على علتها، بكل ما فيها من شوائب وعيوب، بدلاً من أن نتمنى لو كنا مختلفين”.

وفي الرحلة إلى القيادة ركز جورج على أهمية القيم وقال: “أنت وحدك تستطيع أن تقرر قيمك التي تقدِّرها أكثر من غيرها. وعندما تفعل ذلك، ستكون في موقف أفضل يسمح لك بالاصطفاف مع الأشخاص والمؤسسات التي تشاطرك قيماً مماثلة. اختبار القيم تحت ضغط بالتفكُّر يمكنك تقييم ما إذا كانت قيمك المُقرَّرة تضاهي إحساسك الداخلي بالصواب والخطأ. وبالعزم والإصرار يمكنك الالتزام بالتغلب على مَواطن الضعف التي ربما تؤدي بك إلى أن تحيد عن قيمك”. واسترسل: “تنبع الإنجازات العظيمة من استغلال مَواطن قوتك. وكثير من أعظم البشر في التاريخ كانت شخصياتهم غريبة الأطوار. فقادة مثل مهاتما غاندي ونابليون بونابرت وغيرهما، كانت لديهم جميعاً نقاط ضعف صارخة، ومع ذلك فقد استغلوا مواهبهم لتحقيق إنجازات مذهلة عبر قيادتهم”.

اقرأ أيضا: الإمارات تشارك ببينالي لندن للتصميم المقام بعنوان اللعبة العالمية: إعادة تشكيل أوجه التعاون

وأخيراً جاء الجزء الثالث بعنوان “وجهتك الحقيقية تتلاقى مع العالم” إذ قال جورج: “عن طريق تحويل تركيزك من نفسك إلى خدمة الآخرين، ستُنجز التحوُّل من الفردية إلى الجماعية. وبعدها ستكون مُتأهباً لتمييز هدفك من قيادة الآخرين وكيف يتسق ذلك الهدف مع أهداف مؤسستك”. وأوضح: “لكي نصبح قادة حقيقين، يجب أن نتخلى عن الأسطورة القائلة بأن القيادة تعني وجود حشود من المؤيدين يتّبعوننا ونحن نرتقي إلى ذُرى القوة. عندئذ فقط يمكننا أن ندرك أن القيادة الحقيقية هي خدمة الناس باصطفافهم حول رسالة وقيم مشتركة وتمكينهم في رحلات القيادة التي ينطلقون فيها”. كما تناول جورج في رحلته أسباب نجاح القادة العالمين وهي كما ذكر: “يتكون الذكاء العالمي من سبعة عناصر، وكلها ضرورية للقادة العالميين: القدرة على التكيف. الوعي. الفضول. التعاطف. توحيد الصف. التعاون. التكامل”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى