أخبار العرب في أوروبا – المغرب
تسبب المسلسل المغربي “ولاد إيزة” الذي يُعرض في رمضان هذا العام، بإثارة جدل واسع في البلاد، إلى حد المطالبة بوقف عرضه وتقديم اعتذار رسمي، وذلك بدعوى أنه يحمل إهانة وإساءة إلى رجال التعليم.
المسلسل وهو كوميدي يحكي قصة الأرملة القوية “إيزة”، التي كرّست حياتها لتربية ابنها “علي” منذ وفاة زوجها، لكن الأوضاع تتبدل عقب وصول ابنها الثاني “مراد” وزوجته من فرنسا.
وكان المسلسل قد حقق في الحلقة الأولى أكثر من نصف مليون مشاهدة على منصة “يوتيوب”، ليحتل المركز الثالث في قائمة الترند المغربي.
بداية الغضب
واللافت أن الغضب من هذا المسلسل بدأ منذ الحلقة الأولى، إذ سارعت النقابات التعليمية إلى توجيه رسائل احتجاج إلى رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا)، والمطالبة بوقف بث المسلسل.
وطالب المكتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم بضرورة التدخل لوقف بث المسلسل التلفزيوني، كما طالب بضرورة تقديم اعتذار لنساء ورجال التعليم. وأدان المكتب ما اعتبره “تحقيرا وتطاولا” يتعرض له الأستاذ ووظيفته الاجتماعية.
كما اعتبر بأن ما جاء في المسلسل”كان فعلا مقصودا وتصفية حساب ومحاولة بئيسة للهجوم الانتقامي على نساء ورجال التعليم وتجريدهم من حاضنتهم الاجتماعية، وتشويههم وإفقادهم منزلتهم وقيمتهم وتحميلهم مسؤولية أزمة التعليم عوض ردها لسياسات التخريب المتعمدة لعموم الخدمات الاجتماعية تحت توصيات المؤسسات المالية المانحة وعلى رأسها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي”.
مطالبة باعتذار رسمي
في ذات السياق، طالب “يونس فراشين” الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم، التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، في رسالة احتجاج إلى رئيسة هيئة “الهاكا”، بإلزام القناة المعنية بتقديم اعتذار رسمي لكل نساء ورجال التعليم .
وقال فراشين إن هذا الاعتذار يأتي على خلفية “الاستهداف المتواصل للقنوات الإعلامية العمومية الرسمية لمهنة التدريس، بتقديمها لإنتاجات تسيء لصورة نساء ورجال التعليم وتتعمد تحقيرهم وإهانتهم والحط من مكانتهم بشكل ممنهج ومقصود”.
اقرأ أيضا: نحو 100 عمل درامي عربي تتنافس في رمضان 2024
وآخذ المسؤول النقابي على “ولاد إيزة” في حلقتها الأولى تقديم “المعلم الأستاذ في صورة سيئة تكرّس الصورة النمطية التي تحاول جعله موضوع فكاهة فجّة عوض تقديمه كقدوة ونموذج يحتذى به”.
كما اعتبر أن ما ورد في حلقة “ولاد إيزة” الأولى “لا يليق ومكانة المدرس في المجتمع، ويشكّل استهدافا للمدرسة العمومية، ويبخس المجهودات الجبارة والتضحيات الجسيمة التي تقدمها الشغيلة التعليمية للنهوض بمنظومة التربية والتكوين”.
جدير بالذكر أن المسلسلات في رمضان تتعرض بشكل دائم لانتقادات واسعة في العديد من الدول العربية كما حدث في تونس العام الماضي بالنسبة لمسلسل “فلوجة” حيث خرجت مطالبات بوقف بثه على خلفية اتهام المسلسل بانتهاك “القيم المجتمعية”، لكن المسلسل واصل العرض وتم إنتاج جزء ثاني له هذا العام.
