أخبارتقاريردول ومدن
أخر الأخبار

قبرص بصدد تقديم مقترح لبروكسل لاعادة لاجئين سوريين إلى بلادهم

أخبار العرب في أوروبا – قبرص

أعلنت الحكومة القبرصية، اليوم الخميس، استعدادها لطرح مقترح على الاتحاد الأوروبي يدعو إلى اعتبار بعض المناطق السورية آمنة.

ووفقا للحكومة هذا الاقتراح يأتي من أجل تيسير عملية إعادة بعض لاجئي هذا البلد إلى موطنهم.

أيضا فإن الحكومة القبرصية تعتبر بأن هذه الخطوة ترمي إلى الحد من تنامي تدفق اللاجئين وطالبي اللجوء مما يزيد من الضغط على مواردها.

يأتي هذا الاقتراح مع وصول أعداد غير مسبوقة من المهاجرين وطالبي اللجوء السوريين إلى شواطئ قبرص، حيث ترغب الحكومة القبرصية في حث الاتحاد الأوروبي على إعلان أجزاء من سوريا التي مزقتها الحرب المستمرة منذ 13عاما، كـ”مناطق آمنة” لإعادتهم إلى بلادهم.

وقال وزير الداخلية القبرصي قنسطنينوس يوانو في تصريحات صحافية إن “بدء مناقشة لإعادة تقييم مسألة سوريا أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا”.

وأضاف أن وزارة الخارجية تستعد لطرح الأمر على بروكسل رسميا، مؤكدا بالقول:”في ظل تنامي الصراع في منطقة الشرق الأوسط، فإن بلاده تتوقع المزيد من تدفق اللاجئين وطالبي اللجوء مما يزيد من الضغط على مواردها”.

وذكر يوانو: “لدينا خمسة أمثال المهاجرين في أي دولة عضو أخرى على حدود الاتحاد”. وتشير البيانات إلى أن معظمهم من سوريا.

وتقول الحكومة القبرصية، إنها تعمل على رفع قدرتها لاستضافة اللاجئين لكنها تريد من شركائها في الاتحاد الأوروبي إعادة تقييم سياسات التكتل.

في هذا السياق، يؤكد الوزير “يوانو” على أن “هذا يشمل بدء مناقشة حول وضع سوريا وما إذا كانت عودة اللاجئين إلى هناك آمنة، بالإضافة إلى زيادة الدعم للبنان الذي يستضيف مئات الآلاف من اللاجئين”.

الوزير استشهد بتقرير صادر عن وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء في فبراير/ شباط، الذي قال إن التقييمات تشير إلى أن محافظتي دمشق وطرطوس السوريتين “لا يوجد فيهما خطر حقيقي لتعرض مدنيين لتأثر بشكل شخصي بالعنف العشوائي”.

يذكر أنه بالرغم من وصول الحرب إلى مرحلة من الجمود في الوقت الحالي مع سيطرة قوات “بشار الأسد” على معظم أنحاء سوريا، فإن اللاجئين يواصلون مغادرة سوريا.

وخلال الفترة الأخيرة، أصبحت قبرص من المقاصد الرئيسية للمهاجرين بعد إغلاق نقطة انطلاق تركية صوب الجزر اليونانية في اتفاق أبرم في 2016 بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة.

وبلغت طلبات اللجوء في قبرص ذروتها عند حوالي 21565 في 2022، وهو أعلى مستوى منذ بدء التسجيل في 2002.

كما شهدت قبرص وصول 1043 سوريا على قوارب في أكتوبر/تشرين الأول أي بزيادة ثلاثة أمثال عن العام الماضي.

أما في نوفمبر/تشرين الثاني، فقد سجلت 795 وافدا أي ما يقرب من ثلاثة أمثال العدد المسجل في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022.

ويعود جزء من الارتفاع إلى اختلاف في قبرص نفسها. ففي الفترة من 2019 إلى 2022، أصبحت البلاد جهة الاستقبال الحدودية الرئيسية لمسار جديد للمهاجرين من أفريقيا عندما دخل الآلاف إلى جمهورية شمال قبرص التركية غير المعترف بها بتأشيرات طلاب، ثم تم تهريبهم عبر خط وقف إطلاق النار إلى قبرص اليونانية المعترف به دوليا في الجنوب.

لكن تم إغلاق هذا الباب الخلفي نظريا من خلال تشديد الإجراءات الأمنية على طول “الخط الأخضر” الذي يبلغ طوله 180 كيلومترا، مما أدى إلى انخفاض إجمالي عدد الوافدين بمقدار الثلثين هذا العام. لكن السلطات تشعر بالقلق من أنه إذا أغلق باب، فقد يُفتح آخر.

وتقول السلطات القبرصية إن تدفق اللاجئين السوريين يتسارع. ففي وقت هدوء البحار يمكن أن يستغرق قارب صيد صغير من 18 إلى 20 ساعة للوصول من لبنان إلى قبرص.

ويصل المهاجرون بشكل متكرر إلى الشاطئ عند منطقة كاب جريكو في شرق قبرص، إذ يقطعون مسافة 185 كيلومترا من سوريا أو لبنان.

وقال الوزير “يوانو” إن قبرص على اتصال وثيق مع لبنان الذي اعترض “الكثير” من السفن، مضيفا بأن قبرص عرضت على لبنان المساعدة الفنية والدوريات المشتركة وتعتقد أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يقدم المزيد من المساعدة المباشرة له.

اقرأ أيضا: المحكمة العليا في ألبانيا تعلّق اتفاقية نقل اللاجئين من إيطاليا

وتشير أرقام الحكومة القبرصية إلى ارتفاع كبير في عدد المهاجرين القادمين بالقوارب في عام 2023، بنسبة وصلت 60% في النصف الأول هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022.

كذلك، تقول الحكومة إن طالبي اللجوء يشكلون نحو 6% من سكان الشطر الجنوبي البالغ عددهم 915000 نسمة، وهي النسبة الأعلى في الاتحاد الأوروبي.

كما يُقَدّم 1500 طلب لجوء شهريا إلى السلطات، بحسب ما تؤكده الحكومة.

أيضا، فإن مراكز تسجيل طالبي اللجوء والاستقبال في قبرص تعاني بسبب اكتظاظها، ويتم حاليا توسيعها من خلال تمويل من جانب الاتحاد الأوروبي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى