صحةمجتمع

دراسة: تذكر الأحداث والذكريات المؤلمة أفضل طريقة لنسيانها!

أخبار العرب في أوروبا- دويتش فيله

يحاول الناس قدر الإمكان الاحتفاظ بالذكريات الجميلة التي عاشوها، وفي نفس الوقت التخلص من اللحظات السلبية والمؤلمة. غير أن الكثيرين لا يستطيعون ذلك ويظلون سجناء للذكريات السلبية؛ ما يسبب لهم معاناة نفسية قد تطول مدى الحياة. ويسود الاعتقاد لدى الكثيرين أن نسيان ما عاشه الإنسان غير ممكن.  لكن نتائج دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة تكساس في أوستن، أظهرت أن عملية النسيان ممكنة. ويتم ذلك من خلال التركيز وبذل جهد ذهني، حسب موقع “يزنس إنسايدر” البريطاني.

وخلصت نتائج بعض الدراسات السابقة إلى أن تسريع عملية نسيان الذكريات السلبية ومحوها من الذاكرة، ممكن فقط عبر تقليل الانتباه إلى الأحداث السلبية التي عشناها أو محاولة “قمع” تلك الذكريات بوعي. لكن نتائج الدراسة الجديدة كانت مفاجئة وترى العكس تماما.

وحسب الباحثين من جامعة تكساس فإن التحكم بوعي في عملية النسيان أمر قابل للتطبيق من خلال لفت الانتباه إلى الذكريات غير المرغوب فيها بدل محاولة صرف النظر عنها. وفي هذا الصدد يقول جارود لويس بيكوك، وأستاذ علم النفس في جامعة أوستن وأحد المشاركين في الدراسة “يمكننا محو الذكريات التي تثير ردود فعل سلبية كالتجارب المؤلمة حتى يكون باستطاعتنا التعامل معها بشكل مناسب في المستقبل”.

نسيان المشاهد أسهل من نسيان الوجوه

واعتمد الباحثون في دراستهم ما يُعرف باسم التصوير العصبي؛ وهو طريقة تمكن من تتبع ورصد أنماط نشاط الدماغ. وعرض الباحثون صوراً لمشاهد ووجوه على مجموعة تتكون من 24 شاباً. وطلب الباحثون من المشاركين في تلك التجربة إما تذكر أو نسيان صورة معينة أو كل الصور. ولاحظ الباحثون من خلال مراقبة الجزء الأيمن من الدماغ أن الإنسان لا يستطيع فقط التحكم في النسيان بوعي، ولكن أيضا أن النسيان بوعي يتطلب نشاطا دماغيا أكبر أكثر من تذكر الأشياء.

 ويوضح الباحث في علم النفس، لويس بيكوك أن “الإنسان لديه قدرة على النسيان طوعا وبوعي. ولكن كيف تنجح أدمغتنا في فعل ذلك بالضبط هذا لا يزال قيد الاستكشاف”. ويضيف ذات الباحث أن معرفة الطريقة “ستمكن من تطوير علاج يساعد الناس على التخلص من الذكريات غير المرغوب فيها “.

ومن بين النتائج التي خلصت إليها الدراسة أن نسيان صور المشاهد أسهل من نسيان صور الوجوه. ويرى الباحثون أن السبب في ذلل يعود إلى المعلومات العاطفية التي تنقلها صور الأشخاص إلى أدمغتنا. وتتجلى أهمية هذه النتائج في كونها تمكن الناس من فصل أنفسهم عن التجارب والمشاعر المؤلمة، يضيف موقع “يزنس إنسايدر”.

وبالنسبة للمعالجين النفسانيين فإن الطريقة الأكثر نجاعة للتخلص من الكوابيس والذكريات السلبية هي تغيير طريقة تعاملنا معها. وبالنسبة للأشخاص الذين لا يستطيعون التخلص من الذكريات المؤلمة عبر بذل مجهود فردي يمكنهم اللجوء إلى متخصصين في العلاج النفسي والسلوكي أو الأعصاب لتعلم تقنيات التحكم في الكوابيس والذكريات السلبية عبر مواجهتها، حسب الموقع الطبي الألماني “هايل براكسيس نيت”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى