أخبارتقاريرطفولة
أخر الأخبار

“الطفل ثنائي اللغة” بين الحفاظ على لغته الأم وإتقان لغة المجتمع الجديد

أخبار العرب في أوروبا – متابعات

“ثلثي أطفال المعمورة يترعرعون في بيئات ثنائية اللغة” هذا ما أكد عليه رانكا بيجيلجاك-بابيتش في كتابه “الطفل ثنائي اللغة – من الطفولة المبكرة إلى المدرسة” كما استعرض ثُنائية اللغة المُبكرة لدى الأطفال، ومزايا تعدد اللغات على نُمو الطفل الذهني والمعرفي، من خلال معلومات دقيقة حول كيفية اكتساب الطفل لغتين، وعملية التفاعل بين اللغة والدماغ، وعن تأثير البيئة والفترة الحرجة في اكتساب اللغات.

وتناول أيضاً العمليات الذهنية والإدراكية لدى الطفل ثنائي اللغة وكيفية اكتسابه أكثر من نظام لغوي والتنقل فيما بينها دون عناء. واستند المؤلف في هذا إلى العديد من الدراسات التجريبية التي أُجريت في مراكز أبحاث مختلفة في أوروبا وكندا وأمريكا والصين، وقدمها في إطار واضح ينسجم مع ما يحتاجه القارئ الذي يبحث عن إجابات شافية للمزايا اللغوية والذهنية لاكتساب لُغتين في آنٍ واحد.

وقسم المؤلف كتابه الذي نقله إلى العربية الدكتور حميد عمر إلى تسعة أقسام موزعة على 241 صفحة بدءاً من ثنائية اللغة عند الأطفال وانتهاء بـ “ثنائية اللغة والنجاح الدراسي”، مشيراً إلى أن “الدراسات اللغوية النفسية التي تُعنى بالتطور حديثة نسبياً، لكن بعض المعطيات التي تقدِّمها تتَّفق بل وتعزز الفكرة القائلة بأن ثُنائية اللغة لا تختلف في طبيعتها عن أحادية اللغة، وتؤكِّد على ضرورة تعريفها وفهمها كظاهرة عامة وخاصة في الوقت نفسه”.

وبينَ بابيتش من خلال الكتاب “أن الطفل يدرك في الأيام والأسابيع الأولى من حياته، الفروق بين صوتيات اللغات” وقال: “إذا كان كل رضيع يمتلك، خلال الستة الأشهر الأولى من حياته، القُدرة على تمييز معظم الفونيمات الصوتية في أي لغة، فإنه يجد نفسه ومع نهاية السنة الأولى، مُتأثراً بلُغة المُحيط”.

وعدد بابيتش الأمور التي تميز الطفل ثنائي اللغة مثل تقوية قدرة الطفل الرّضيع على التمييز بين لغته الأم واللغات الأجنبية، وتجاوز الأطفال المراحل المختلفة في نموهم اللغوي بنفس قُدرة وسُعة الأطفال أحاديي اللغة. 

كذلك تناول المؤلف موضوع تعرض الأطفال من أبناء المهاجرين في البلدان الغربية للفشل في المدرسة، أكثر من تعرض أطفال السكان الأصلين. وهو ما دفع المختصون إلى التركيز ليس فقط على المهارات المدرسية والفكرية، بل على البيئة الاجتماعية والثقافية التي ينمو فيها الطفل.

ووصل للتأكيد على “أن الهيمنة اللغوية التي تحبّذ أحادية اللغة أو ثنائية اللغة “المرموقة” ضد المغلوبين على أمرهم من المهاجرين (ثنائيي اللغة)” وذكر “أن ثنائية اللغة في حد ذاتها ليست هي السبب الأصلي للصعوبات، ولكن السبب يكمُن في عدم الاعتراف من قِبَل المدرسة والمجتمع المضيف بلغة الطفل العائلية. وهذا قد يؤدي إلى تولّد شعور لدى بعض الأطفال بالتمييز وتدن الاعتزاز بالنّفس”.

ورأى: “أن توقّف الطفل عن التّحدث بلغة عائلته تحت ضغط المدرسة والمجتمع لا يُحسّن من مهاراته اللغوية في اللغة المُهيمنة.

المؤلف تناول فكرة وجود “العديد من المُشاهدات عن قصص أشخاص فقدوا لغتهم الأولى جزئياً أو كلياً بعد اكتسابهم التحدث بلغة أخرى في مرحلة الطفولة المُبكرة، بسبب افتقارهم للممارسة”.

اقرأ أيضا: منظمة: نصف النساء اللاجئات في السويد يعشن مع أطفالهن بدون زوج

وشدد المؤلف على أن “الأطفال ثنائيو اللغة ليسوا الأكثر ذكاء، قياساً بأقرانهم من أحاديي اللغة من الفئة العمرية نفسها؟ وأكد بأنهم ليسوا أكثر براعة منهم ولكنهم أكثر إدراكاً للتنوع الذي يحدث بمُحيطهم. لكن ثنائية اللغة تعمل على تأخر بعض أشكال خرف الشيخوخة، وذلك بمعزلٍ عن المستوى التّعليمي للمشاركين، متعلّمين كانوا أو أميين”.

ليختتم كتابه بالإشارة إلى أنه “عند طباعته للكتاب أصبحت ثنائية اللغة موضوعاً محورياً أكثر من قبل وتم إدراجه في البرامج البحثية لمعظم المختبرات العلمية. كما تم إنشاء عديد من الجمعيات التي تناضل من أجل إعطاء ثنائية اللغة ما تستحقه من التقدير”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى