اقتصاد واعمالتقارير
أخر الأخبار

من دراجة هوائية إلى “الكاميرا”.. شاب سوري يواجه أزمة كورونا بالعمل

مضر عدس – هولندا

يتنقل الشاب الدمشقي “وسيم الوتار” المقيم في العاصمة الهولندية “أمستردام”، عبر الأحياء الغربية للمدينة ليوزع البريد في كل صباح، ومن ثم يعود إلى آلة التصوير ومهنته المفضلة.

أسس “الوتار” شركة (Schrijf Met Licht) وتعني باللغة العربية “الكتابة بالضوء” منذ عامين، وهي شركة من نوع “الشخص الواحد” متخصصة بالتصوير الفوتوغرافي والدعائي وتقدم خدمات تصوير المنتجات والدعايات،اضافة إلى عمله مع بلدية “أمسترادم” ومجموعة من المنظمات كمصور مستقل.

بعد بداية تفشي جائحة فيروس “كورونا الجديد” ومن أجل أن يضمن الشباب السوري دخلاً جيداً، بدأ يعمل كساعي بريد فيقول لـ”أخبار العرب في أوروبا”: “ عندما بدأت أزمة كورونا توقف العمل بشكل كلي في التصوير، مما اضطرني لأن أبحث عن عمل آخر بشكل مؤقت كي لا أعود لنظام المساعدات الاجتماعية (الآوت كيرينغ)، والذي خرجت منه منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات ونصف، وعلى الرعم من أن العمل مرهق جداً ولكنه في نفس الوقت ممتع، فالإنتاج والعمل شرط حقيقي وأساسي كي يحافظ المرء على ابتسامته”.

أحلام تنبض بالحياة

يشعر غالبية الهولنديين والمقيمين بأن الوضع الاقتصادي الحالي كارثي على جميع الأصعدة، ولذلك يحاول الكثير أن يجد حلولاً اقتصادية خوفاً من أن يستمر الوضع لشهور أو سنوات، فيوضح “الوتار”: “في الأسبوع الأول سمعت الكثير من الكلام عن أن فرص العثور على عمل في هذه الأوقات شبه معدومة، ولكن لم أستسلم حتى عثرت على عملي الحالي في البريد، وأنا الآن أشعر بالغبطة حقاً”.

ما تزال أحلام “الوتار” بأن يؤسس شركة دعائية كبيرة في هولندا قائمة حتى الآن على الرغم من توقف العمل بشكل كلي، والصعوبات التي واجهها إلا أنه ما يزال يسعى للحصول على فرص جديدة في المجال الذي يحبه.

وعن الصعوبات التي واجهها نتيجة الظروف الحالية، يقول “الوتار”: “أكثر ما أحزنني بأن أداء الشركة كان جيداً قبل الأزمة الحالية، كنت قد اتفقت على مشروع جيد وكبير مع منظمة هولندية تدعى (مسرح فان ديسل) إلا أنه للأسف وبسبب الحجر الصحي فقد تم تأجيل المشروع حتى إشعار آخر”.

الشاب السوري القادم من دمشق إلى هولندا في العام 2015، لم يتوقف عن البحث عن فرص جديدة ضمن اختصاصه، وفي هذا السياق يقول: “كل أزمة لها اقتصادها وظروفها الخاصة، وبالتأكيد لن تتوقف المشاريع الفنية رغم الظروف الصعبة، طبعاً ستتأثر المشاريع الضخمة والتي تحتاج إلى فريق عمل كبير، ولكن من الممكن أن يتم التسويق لمشاريع مناسبة، الجميع الآن يجلس في منزله، ولذلك تبدو فرص انتاج برامج لليوتيوب عالية، ولكن قبل كل شيء علينا أن نعثر على منتج مهتم”.

ويتابع “الوتار”: “بعد شهر من الاتصالات والمحاولة، عثرت على منتج مناسب مهتم بتنفيذ مشروع برامجي على الانترنت، وبعد عدة مناقشات تمت الموافقة على فكرة المشروع والميزانية، وهو من انتاج منظمة (آيخن فايكس) الهولندية، التي تعمل على تنفيذ مشاريع في غرب العاصمة أمستردام لجمهور اللاجئين والمقيمين في المنطقة”.

المشروع المكون من 12 حلقة، سيعرض على الفيسبوك واليوتيوب، ،عن ظروف انتاج العمل يقول “الوتار”: “سأكون مصور هذا البرنامج، وسنعمل على انتاجه وتصويره في منزلي، وننتظر استكمال باقي الأوراق حتى ننطلق، للأسف فيروس كورونا لا يصيب البيروقراطية”.

صورة – لوحات طريقة “كورونا”

يرفض “وسيم الوتار” الإبتعاد عن معشوقته الكاميرا رغم الظروف الصعبة فيقول: “أنا مصور، ولن أتوقف عن تقديم فن بغض النظر عن أي ظرف كان، فالتصوير هو شغف قبل أن يكون عمل من أجل أجر مادي، ولهذا فأنا دائماً أعمل على إقامة جلسات تصوير في أيام العطل وفي أوقات الفراغ المسائية”. مشيراً إلى أنه “أنجز عدة جلسات تصوير في شوارع أمستردام، بالاضافة إلى الرسمات واللوحات الطرقية الخاصة بفيروس كورونا، وسيشارك قريباً بمعرض للتصوير مع منظمة مسرح فان ديسل، والذي سينطلق قريباً بمشاركة مجموعة من المصورين في هولندا”.

وعن أحلام ومشاريع المستقبل يختم “الوتار”: “أتمنى أن تنتهي أزمة فيروس كورونا بخير قريباً، وبالتأكيد العمل بمهنة أخرى غير المهنة الأساسية كابوساً حقيقاً لكل شخص، ولكن أنا سعيد بها حالياً كي لا أضطر أن أعود لنظام المساعدة الاجتماعية، ولكن في حال عودة الحياة إلى طبيعتها سأعاود العمل على مشاريعي وسأترك العمل في البريد نهائياً”.

حصل “وسيم الوتار” على شهادة بالمحاسبة من جامعة “العلوم التطبيقية” الأردنية، وهو الآن ينهي دراسة اللغة الهولندية للعودة إلى الدراسة، إذ يتمنى أن يكمل تعليمه في مجال فن الإضاءة والتصوير.

صورة – لوحات طريقة “كورونا”
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى